الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليمني عبدالعزيز الزراعي أميراً للشعراء والمصري هشام الجخ وصيفاً

اليمني عبدالعزيز الزراعي أميراً للشعراء والمصري هشام الجخ وصيفاً
24 فبراير 2011 19:53
بحضور سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان ، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الإنسانية والخيرية، ومحمد خلف المزروعي، مستشار شؤون الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصيّات وأعضاء السلك الدبلوماسيّ، وحشد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية، إلى جانب جمهور غفير ملأ مدرجات مسرح شاطئ الراحة، كشف أمس الأول عن أمير إمارة الشعر الذي نال بردتها وخاتمها اليمني عبدالعزيز الزراعي. أبوظبي (الاتحاد) - شهدت الحلقة الأخيرة من الموسم الرابع من برنامج “أمير الشعراء”، التي أقيمت مساء أمس الأول وبثّتها قناة أبوظبي الأولى من على مسرح شاطئ الراحة، مغادرة الشاعر الأردني محمد العزام، الذي كان أول المتأهلين في أولى حلقات المرحلة الأولى، لكنه في الحلقة الأخيرة خرج، تاركاً خشبة مسرح شاطئ الراحة لخمسة متنافسين هم محمد حجازي من الأردن، ومنتظر الموسوي من سلطنة عمان، وعبدالعزيز الزراعي من اليمن، ونجاح العرسان من العراق، وهشام الجخ من مصر. وخلال 3 أشهر ارتحل 20 فارساً عربياً، يمثلون 17 دولة عربية، من فرسان الشعر في بحور اللغة العربية الفصحى وفي قوافيها، متسلحين بعتاد اللغة والصورة والمعنى والدلالة. مقاليد الإمارة قبل أن يتم الإعلان عن الفائز اعتلى المسرح سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس مؤسسة أمناء زايد للأعمال الإنسانية والخيرية، يرافقه محمد خلف المزروعي، مستشار شؤون الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي؛ مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وأمير الشعراء في الدورة الثالثة حسن بعيتي، والذي جاء ليسلم بردة الإمارة وخاتمها للشاعر الفائز في هذا الموسم، فكانت الإمارة في هذا الموسم من نصيب عبدالعزيز الزراعي الذي توَّجهُ سمو الشيخ نهيان أميراً للشعراء، وألبسه البردة، كما قدم له خاتم الإمارة، في حين جاء هشام الجخ وصيفاً، وحل ثالثاً منتظر الموسوي، ورابعاً نجاح العرسان، ومحمد حجازي خامساً. وتعد مسابقة “أمير الشعراء” للشعر الفصيح هي المسابقة الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، وتعتبر قفزة نوعية في ساحة الشعر الفصيح ومسيرة الإعلام العربي، وهي مسابقة تتكفُّل فيها أكاديمية الشعر بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة للفائزين الخمسة. وكانت النتائج النهائية (لجنة التحكيم + تصويت الجمهور) كالتالي: 1- عبد العزيز الزراعي 63%. 2- هشام الجخ 58%. 3- منتظر الموسوي 55%. 4- نجاح العرسان 53%. 5- محمد تركي حجازي 49%. عشبة الخلود في بداية الحلقة التي قدمها الفنان باسم ياخور، وامتدت حتى الساعات الأولى من صباح أمس؛ تقدم الشاعر الزراعي، وقرأ قصيدته “عشبة تحاور الرمل” التي تحاكي معايير لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الإماراتي علي بن تميم، والمصري صلاح فضل، والجزائري عبد الملك مرتاض، فقد طلبت اللجنة في الأسبوع الماضي من المتأهلين قصيدة يتراوح عدد أبياتها بين 9 و12 بيتاً، موضوعها الحوار والتسامح والتواصل ونبذ التعصب وأهمية الوسطية، وبناء على ذلك تمنح اللجنة للمتسابقين النسبة المخصصة لها، وهي 30 % تضاف إلى النسبة 40% التي يحصل عليها كل شاعر من خلال تصويت الجمهور الذي استمر أسبوعاً كاملاً. فضل قال عن مدخل قصيدة “عشبة تحاور الرمل” إنه شعري وجميل، وإن الشاعر يعدد عناصر الطبيعة في لحظة شعرية رائقة، ويعرف كيف يثير المواجع، ويبني الأبيات، ويعزف الألحان، مضيفاً “خطابك للإنسان فينا يهز الوجدان، وتصويرك للأماني بالغ الجمال، وما أجمل صورة البجع في البيت التي قلت فيه: “ما زال يحلم بالإنسان شاطئنا/ كأن بيض الأماني فوقه بجع”، وفي بيتك “ما أوسع الأرض في نسيانها فمتى/ قلوبنا نحن تنسانا وتتسع” كأنك كنت تفيد من بيت الشاعر العربي القديم الذي قال: “لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها/ ولكن أحلام الرجال تضيق”، فمرحى لشعرك ولجماله”. فيما أكد بن تميم أن الزراعي في مجمل قصائده التي قدمها خلال الموسم يتحيز للكلاسيكيين الجدد حيث يأخذ منهم الأناقة الشعرية، أما في قصيدة “عشبة تحاور الرمل” فهناك حضور خفي لقصيدة إيليا أبو ماضي “التينة الحمقاء” التي جاء فيها “وتينة غضة الأفنان باسقة/ قالت لأصحابها والصيف يحتضر”، حيث يوجد تشابه على مستوى التنامي، وعلى مستوى النهاية أيضاً، لكن هناك عدم وضوح في الأدوار”. وأشار إلى أن النص جميل في إعلائه فكرة التسامح، حيث يجعله فكرة راسخة، لأن الرمل لا يستقر إلا بالعشبة، وإنها عشبة الخلود. وقال مرتاض “العنوان على الرغم من مباشرته إلا أنه جميل، إذ أجريتَ حواراً بين عشبة ورملها النابتة فيه، فنشأ عن ذلك أنه إذا الجمادات تتحاور، فما القول في الإنسان الذي عليه أن يتحاب ويتعايش ويتحاور من أجل الخير، وقد تقيدتَ في نسج شعريتك بالبلاغة الشعرية التقليدية، وكأنك اتبعت نسقاً توجيهياً بحكم اصطناعك جملة من أفعال الأمر، وهي سيرة أسقطتك في المباشرة لولا أنك بعد ذلك أفلت منها، لكن هذا لم يحل بينك وبين التورط في بعض النظمية التي اضطررت إليها”. أبواب الشعر تاليا ألقى حجازي قصيدة “دعوة للنقاء”، التي قال عنها فضل “هذه النبرة الهادئة الجميلة انسابت شعراً صافياً رقراقاً، وغلب على قصيدتك بعض ملامح الرومانسية، فجاءت دعوتك شعرية جميلة، وأبياتك رقيقة ، أما عندما ختمت قصيدتك بالبيت: “لنحيا على أرض بها الحب غاية/ لك القلب مفتوحاً فلا تكُ موصداً” فإننا فتحنا لك قلوبنا، وفُتحت لك أبواب الشعر”. من جهته، قال بن تميم “تتميز مشاركات حجازي بالتذبذب، فتارة تعلو وتارة تهبط في بنيتها، وإن كنت تريد الصفاء في عنوانك “دعوة للنقاء”، فإنها دعوة لا تتفق مع الشارع، حيث أن المجتمعات تقوم على التهجين وعلى الامتزاج وعلى التنوع، وبالتالي فإن هذا النقاء بمفهوم الصفاء لا يوجد إلا في الجنة، وقد متحت القصيدة من تراكيب ومن إيقاع قصيدة للمتنبي: “لكل امرئ من دهره ما تعودا/ وعادة سيف الدولة الضرب بالعدا”، كما قامت القصيدة على أجواء تشبه أجواء الرومانسيين، وربما تذكر بقصيدة “الطين” للشاعر إيليا أبو ماضي، وتقول أيضاً بيتاً للشاعر القديم أمية بن السلط: “إذا كان أصلي من تراب/ فكلها بلادي وكل العالمين أقاربي”. وأشار مرتاض إلى العنوان الذي اعتبره مباشراً جداً، فالشعر ليس مباشرة ووعظاً، غير أن من حسن الحظ أن النص كان جميلاً، وكانت فيه صورة بديعة. سلوك جمالي قرأ الموسوي قصيدته “من حديث النفس/ زهير بن أبي سلمى في حديث مع نفسه”، وعنها قال فضل “أجريت حواراً على لسان زهير تقصده أنت، فلو بعُث زهير كي يحدث نفسه لا يمكن أن يخلِص كل قصيدته للفخر ولمدح الذات، وسيبدو مفجوعاً لضياع الحلم الذي دعا إليه في المحبة والسلام بين البشر، فهل كان بوسع زهير أن يفخر بلغته قائلاً: “فتشت عن لغة تجدد روحنا/ وترتب الأحلام في الأصلاب”؟، أم أنك أنت من يفتش عن هذه اللغة؟ نعم لقد وجدت تلك اللغة، غير أنك لم تجد زهيراً”. فيما قال بن تميم “إذا كنت تريد دنيا بياضها كامل فإنني أذكِّر هنا بأن الدنيا كانت ظلمة وسوادا كما جاء في سفر التكوين، وقد كانت قصيدتك هذه امتداداً لكل قصائدك السابقة، حيث أنها اعتمدت على الثنائيات، وعلى تقديم النتائج، وإذا كنت اخترت الشاعر زهير بن أبي سلمى، فإن هذا الاختيار جاء غائماً وعاماً”. وقال مرتاض “كنتُ قد لاحظت عليك خلال هذه المسابقة أنك تميل إلى استخدام اللغة الدينية، وأنا هنا لا أمدح ولا أقدح، فتقول “الجنة، الروح، الأرحام، الآية...”، بحيث توظف اللغة الدينية لشعرية راقية، وأحمدُ لك هذا السلوك الجمالي، وقد تكون الأبيات الأربعة الأولى في نصك أشعر مما بعدها، فقد وفقتَ إلى نسج صور شعرية في غاية البداعة، وأجد أن البيت: “وقف المدى خجلاً على أبوابي/ والريح تطرق والقصيد جوابي” قوي السبك، عارم النسج، بديع الوقع، جديد المأتى، بعيد الدلالات، لكن أنبهك إلى أن القافية أحياناً كانت تحملك على استخدام قافية نظمية”. “نوايا” متقنة بعد أن قرأ الشاعر نجاح العرسان قصيدته “نوايا الشمع” قال له فضل “أنت شاعر مدهش ابتداء من العنوان، حيث جعلت للشمع نوايا، لكنك بدأت قصيدتك بداية طريفة، وهي “وقفت وبي شمعة تذرف”، وكأن حساسيتك الشعرية أدركت أن هذه العبارة ليست مألوفة فأتبعت الشطر الأول بالاعتذار بقولك: “ويعذرني الضوء والموقف”، كما قلت: “لونت بالشعر أنيابهم/ وعصفورة في دمي ترجف”، ولعل هذه العصفورة هي التي يقول عنها الشاعر القديم: “وإني لتعروني لذكراك هزة/ كما انتفض العصفور بلله القطر”، لكن كيف تلونُ بالشعر أنياب أعدائك، ولعل هذا من معجِبات الشعر)”. ثم لفت صلاح إلى البيت: “أعيدوا إلى الورد لون العراق/ وشموا العراق ولا تقطفوا”، مضيفاً “هذه مناشدة منك ليرأفوا بالعراق مثلما يرأف به شعرك”. كما أشاد بن تميم بالعنوان، فقال مكرراً “جميل.. جميل.. جميل”. وأضاف “ولو أني لست من قراء النوايا، لأنهم قوم فيهم خطورة كبيرة، فمن يقرأ النوايا هو الذي يحرص على تدمير الآخر، لكن في “نوايا الشمع” تكمن الشفافية، ومن هذا المنطلق فهو معنى جميلاً، وهي شعرية متقنة، ومناخها مضطرب جداً بين إعلاء لفكرة التسامح، وبنية عميقة غاضبة، وإن بيت القصيد في هذه القصيدة التي أحببتُ أن تبني عليه هو: “أسامحهم مثل سعف النخيل/ يعزف للريح إذ تعصف”. وقال مرتاض “جئت بعنوان شعري بديع جميل مكثف، وأعتقد أنك شاعر ذكي جداً، إذ استطعت أن تزاوج بين التاريخ والجغرافية والإنسان، وذكاؤك يأتي من توظيفك قيمة عظيمة، فجعلتها رمزاً للتسامح، إذ كان الشيخ زايد رمزاً للحكمة وللوسطية وللتسامح”. مقطوعة وثائقية في قصيدة هشام الجخ “الرسالة الأخيرة”، قال فضل “لن تكون هذه المقطوعة الجميلة رسالتك الأخيرة، لأنك ستتدفق بعدها بشعر جميل أيضاً مهما تعدد المخاطبون، رأيت نهر المحبة يفيض في مصر، وتجسد في الحوار الذي حل محل الصمت الثقيل، وصورت ثورة شعبك بشكل جميل، إن وردة الشعر ماتزال تنبت بين أصابعك، فاروها من ماء قلبك”. من ناحيته، قال بن تميم “حين يشارف الإنسان على الموت يكتب وصية، وتلك هي الرسالة الأخيرة، أما الشعر والشاعر فيجب أن يستمر في رسائله، ولا يدَّعي بأن هناك رسالة أخيرة، ثم عليك التمسك باللغة العربية الفصحى بعد أن سادت العجمى، فالعربية لغة تستحق أن نرفع أصواتنا بها، لأنها لغة عظيمة، كما أرجو منك كونك شاعر تكتب الشعر الشعبي ألا تتنكر للفصحى أبداً، فهناك من يحبها ويعشقها، وقيمة قصيدتك في وثائقيتها، فالشعر يرصد الواقع بلغة الناس البسيطة، لهذا أنت تدرأ المجاز عن لغتك لتحكي بوضوحِ المؤرخ”. وقال مرتاض “فما استجابوا للكلام وما وعوا”، وفي ذلك دلالة على أن كلمة “وعوا” خاطئة، ثم أضاف “ربما موضوع التسامح يقتضي من الشعراء عامة أن يخاطبوا الناس بلغة تبتعد عن الشعرية المكثفة المضببة، إلا ما ندر منكم، وأنا لا أزال عند نصيحتي إليك بأن تقرأ وتحفظ الشعر، فعلى الشاعر كما يقال إن يحفظ 10 آلاف بيت، فأنت ذكي، صافي الذهن، نقي القريحة، وعليك أن تكمل الموهبة بالاكتساب، وبعدها ستقول شعراً كالنور المذاب”. جوائز المسابقة تبلغ قيمة جائزة الفائز الأول، بالإضافة إلى البردة التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، والخاتم الذي يرمز للقب الإمارة، مليون درهم إماراتي، فيما يحصل صاحب المركز الثاني على 500 ألف درهم إماراتي ?وميدالية فضية، ولصاحب المركز الثالث 300 ألف درهم إماراتي وميدالية برونزية، أما جائزة صاحب المركز الرابع فهي 200 ألف درهم إماراتي وميدالية برونزية، وتبلغ جائزة صاحب المركز الخامس 100 ألف درهم إماراتي وميدالية برونزية. مجاراة وأوبريت قبل الإعلان عن نتائج الموسم الرابع من برنامج “أمير الشعراء” قدم كل من الشاعر الموريتاني محمد سيدي ولد بمبا حامل لقب أمير الشعراء في الدورة الثانية والشاعر الإماراتي ماجد الخاطري فقرة المجاراة. ثم قدم كل من صابر الرباعي وأصالة نصري وسلطان أبو سعود أوبريتاً غنائياً يجمع بين العربية الفصحى والشعر المحكي، والأوبريت من كلمات الشاعر الإماراتي كريم معتوق أمير شعراء الدورة الأولى من البرنامج، ومن ألحان الملحن الكويتي عبدالله القعود، وبمرافقة فرقة أورنينا السورية للرقص التعبيري، حيث أضفى الأوبريت المزيد من الألق على ذلك اللقاء الأخير من برنامج “أمير الشعراء” في موسمه الرابع الذي حقق أرقاماً قياسية جديدة مليونية من ناحية عدد المقالات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©