الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله عباس: نسعى إلى تدريب المرأة الإماراتية على مهارات إدارة البيت وتربية الأولاد

عبدالله عباس: نسعى إلى تدريب المرأة الإماراتية على مهارات إدارة البيت وتربية الأولاد
24 فبراير 2011 19:54
جاءت كلية الأمومة والعلوم الأسرية لسد ثغرة كبيرة تهدد المجتمع، إذ اتضح من خلال البيانات والاحصائيات أن هناك تراجعاً ملحوظاً في دور بعض السيدات داخل بيوتهن، ومقابل أزواجهن وأولادهن، حيث سلمن للخادمة مفاتيح منازلهن وقلوب أولادهن، ونتج عن ذلك وجود تفكك أسري وأطفال بشخصيات هشة، هذا ما وقف عليه المهتمون بشأن الأسرة بشكل عام والمرأة بشكل خاص كونها العمود الفقري للبيت، إذا نجحت في مهمتها نجح الجميع وإذا فشلت ينهار الكل. (أبوظبي) - لكل هذه الأسباب رأى بعض الغيورين والمؤمنين بدور المرأة في المجتمع تأسيس كلية للأمومة والأسرة في عجمان، وربما تكون الأولى من نوعها في العالم، هذا ما يقوله صاحب فكرة المؤسسة الدكتور عبدالله عباس أحمد. فكرة الكلية في هذا الإطار يقول الدكتور عبدالله عباس أحمد صاحب فكرة الكلية والعضو المنتدب في مجلس الإدارة المؤسس للكلية: أنشأنا هذه المؤسسة بناء على حاجة ملحة في المجتمع، بحيث أصبح هناك مطلب ملح في الأسرة لإصلاحها، ويضيف عبدالله أنهم أجروا دراسة مسحية قبل التأسيس اتضح من خلالها وجود تفكك وتراجع في دور الأسرة، إلى ذلك يقول: يمكن حصر الأسباب ببساطة في أن التوصيات الصادرة عن الجهات الحقوقية والنسوية المدافعة عن المرأة والتي تنصب كلها في صالحها، لم تجد آلية لتحقيقها، وظلت محصورة في شكل دراسات رمزية، ففكرنا في إنشاء مؤسسة علمية وعملية، تمنح درجة البكالوريوس في الأمومة والعلوم الأسرية، وهي جامعة مستقلة بإمارة عجمان، ويضيف عبدالله عباس المشرف العام على سير المؤسسة والحاصل على الدكتوراه في مجال الإدارة التعليمية: أنا مهتم جداً بمتابعة أحوال المجتمع، لهذا قررنا إنشاء هذه الكلية للمساعدة على تأسيس الأسرة من خلال المرأة، وبدأنا في الدراسة في أكتوبر من سنة 2010، حيث وصل عدد المنتسبات ما يقارب 140 طالبة في الفصلين الأول والثاني. للإناث فقط ويشير عبدالله عباس أن الكلية تقبل فقط البنات لأنها تتعلق بالأسرة، ويضيف: الدراسة تدوم 4 سنوات، حيث يجب استكمال 127 ساعة، وتدرس كل المساقات التي لها علاقة بالأسرة والتربية والاقتصاد المنزلي والنمو، وهو برنامج متكامل في قضايا الأسرة والأمومة، ويشير عباس أن هذه الكلية أسست من أجل صقل مهارات المرأة، لتكون سيدة بيت، ويضيف قائلا: من تدخل هذه الجامعة تحصل على مهارات من أجل بناء أسرة بمخرجات ممتازة، سليمة قوية قادرة على تخريج أجيال سوية في المجتمع، وهدفنا هو بناء الأسرة من خلال أم متعلمة سليمة وقوية، تستطيع أن تقيم هذا الصرح العظيم. وعن سبب عدم قبول الشباب في هذه الكلية كون الزوج هو الجناح الآخر للأسرة الذي لولاه ما يتحرك مسير البيت نحو الأحسن، يقول عباس: هذه الكلية أسست من أجل المرأة لصقل مهاراتها وتعريفها بمهام تنفعها في حياتها الزوجية وتقوم عليها الأسرة، والزوج يمكن أن يأتي في المرحلة المقبلة، إذ نفكر في إعطاء دورات للرجال، وقد تكون الخطوة الثانية هي خلق أبواب للدراسة أيضا. الأم مدرسة يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: “ الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق” من هذا الباب يؤمن مؤسسوا كلية الأمومة والعلوم الأسرية بالدور المهم الذي يمكن أن تقوم به المرأة، في بيتها، ويضيف عباس: إن الأسرة مكان للسكن والطمأنينة وراحة، وهو المكان الذي يعلم القيم ويحافظ على التقاليد والأعراف، ومن ليست لها هذه الثقافة وهذه المبادئ فإنها لن تمنحها لأي أحد من أولادها، ففاقد الشيء لا يعطيه، ويشير عباس أن نسبة الطلاق وصلت في الإمارات إلى 70 % ويضيف قائلا: هذا الرقم مهول جدا، وأحد أهم الأسباب يعود إلى عدم دراية المرأة بالأمور المنزلية، لأن أسباب الزواج الأساسية لم تعد تقوم على منهج الله، وإنما تقوم على مصالح مؤقتة، وغير مؤمنة وغير مضمونة، ويؤكد عباس أن هناك عدة مشاكل يمكن أن تعصف بالأسرة في هذا العصر، كطمع الزوج في راتب الزوجة، وهنا تنقطع قوامة الرجل على بيته، وتضعف تدريجيا، في حين بني الزواج على منهج تعمير الأرض، لديمومة الحياة وبنائها واستقرارها، والزواج إن لم يتم بناؤه على أسس متينة يؤدي إلى اختلال سريع ثم انفصال. ويؤكد عباس أن هذه الكلية تهدف إلى خلق أسر بمخرجات سليمة، ويضيف بأن الخادمة ساهمت في تخريب بعض البيوت، وساعدت على خلق أجيال هشة غير قادرة على تحمل مسؤولية نفسها، كما أن البنات اللواتي تربين على أيدي الخدم ليست لديهن مهارات حياتية أساسية، سواء في الطبخ أو في تربية الأطفال، أو في التعامل مع الناس، فالخادمة سيدة المنزل، وهي من تديره، كما أنها في غالب الأحيان تتسبب في خلافات زوجية، وتشل حركة الأطفال، وتنهار بذلك العادات والتقاليد، بحيث تلقن الصغار ثقافتها ومعتقداتها، وهنا تتفسخ الهوية وتنهار. ويضيف عباس صاحب فكرة كلية الأمومة والعلوم الأسرية أن كثيرا من البيوت تحولت إلى أماكن للإيواء نتيجة المشاكل التي تغرق فيها والتي قد تعصف بها في كل حين، إذ لم تعد تحقق دورها الأساسي في السكينة والراحة، وأصبح يلجأ لها الزوج أو الزوجة للنوم فقط، ولم تعد تحقق أغراضها الأساسية، إذ غاب الحوار، وابعد كل عن الثاني، أما الأطفال فهم يلجأون إلى الخدم في حالة الشعور بالنفور وعدم الأمان. الوظيفة: ربة منزل كل من يدخل كلية أو يحصل على شهادات يسعى للوظيفة، لكن قد يكون للبعض رأي آخر، في هذا السياق يقول عباس: هذه الكلية تمنح درجة البكالريوس في الأمومة والعلوم الأسرية، وكل من حصلت على هذه الشهادة فإن وظيفتها الأساسية تكون في بيتها، بحيث تتلقى دروسا في التغذية، ونمو الأطفال، وتخصصات أخرى، تخولها القيام بمنزلها أحسن قيام، لكن من تبحث عن عمل خارج البيت ستجد وظائف جيدة ضمن تخصصاتها كمشرفة تغذية في مدارس أو فنادق لأنها تعلمت فنون الطعام، كما يمكنها أن تعمل في رياض الأطفال لأنها تعلمت دروسا في النمو، كما أن دور العجزة والمعاقين ستستظيف مثل هذه التخصصات، ومن أراد أن يحسن وضعه المادي من هذه الفئة فكثير من المؤسسات يمكن استقبالهن والاستفادة من تخصصاتهن ومهاراتهن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©