الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«بانديت آرينا»: إعلان تنظيم قطر المونديال أثار ذعراً في عالم كرة القدم

13 مارس 2018 00:24
دينا محمود (لندن) لليوم الثاني على التوالي، شنت وسائل إعلام غربية هجوماً ضارياً على السجل القطري الأسود في مجال انتهاك حقوق الإنسان واستباحة أرواح العمالة الوافدة المُشاركة في تهيئة البنية التحتية اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، المقرر إقامتها في قطر عام 2022، وذلك بعد أن أُسْنِدَ حق استضافتها للدويلة المعزولة في ملابسات مشبوهة. فبعد يوم واحد من دعوة مدوية أطلقتها صحيفة «التايمز» البريطانية المرموقة لمقاطعة البطولة باعتبار أنها ستُقام في «دولة العبودية المروعة (المسماة) قطر»، عقد الكاتب آلان فلود - في مقالٍ نشره موقع «بانديت آرينا» المعني بتغطية الأحداث الرياضية العالمية - مقارنةً بين نظام الحكم الحالي في الدوحة بتمويله للإرهابيين وتحالفه مع أنظمة الحكم المستبدة في الشرق الأوسط، والنظام الفاشي الذي حكم إيطاليا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي بقيادة الديكتاتور بنيتو موسوليني. وأشار فلود إلى تشابه الظروف التي جرى في إطارها حصول «نظام الحمدين» على فرصة استضافة المونديال الكروي، وتلك التي قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ«فيفا» في سياقها إسناد تنظيم ثاني بطولات كأس العالم على الإطلاق - تلك التي أُقيمت عام 1934 - إلى النظام الفاشي الذي كان يحكم إيطاليا آنذاك بالحديد والنار، والذي زج بالبلاد بعد سنوات قليلة من ذلك، في حرب عالمية مهلكة أتت على الأخضر واليابس في أنحاء كثيرة من المعمورة. وفي سياق هذه المقارنة، أكد الكاتب أن نتيجة تصويت اللجنة التنفيذية لـ«فيفا»، الذي أفضى في ديسمبر من عام 2010 إلى إعلان اختيار قطر دولةً مُضيفةً للنسخة بعد المقبلة من هذا الحدث الكروي البارز، أثار «ذعراً واسع النطاق في عالم كرة القدم». ويبرز فلود المفارقة الصارخة المتمثلة في كون الدويلة المعزولة من بين البلدان الأكثر ثراءً على وجه الأرض، دون أن يحول ذلك من أن يكون لها «سجلٌ مريبٌ في مجال حقوق الإنسان». ويضرب المقال مثالاً بالأوضاع المزرية التي يعمل في ظلها العمال الأجانب في قطر، ما يؤدي إلى مقتل الكثير منهم في ظروفٍ ترفض السلطات الحاكمة في الدوحة كشف ملابساتها. وقال في مقاله إن «الذين يُشيّدون الملاعب التي ستستضيف كأس العالم لعام 2022 يعملون أياماً طويلة في ظروف غادرة»، في إشارة على ما يبدو إلى الدراسة التي كشفت قبل أيام النقاب عن أن البعض من هؤلاء العمال ظلوا في مواقع البناء والإنشاء لنحو خمسة شهور من دون الحصول على أي راحات. وتطرق فلود في مقاله بموقع «بانديت آرينا»، إلى العوامل المتعددة التي تجعل من قطر دولةً لا تلائم على الإطلاق تنظيم كأس العالم للكرة، خاصةً في ضوء طقسها شديد الحرارة في الصيف، وهو الفصل الذي تُقام فيه منافسات هذه البطولة عادةً، مما أدى في نهاية المطاف إلى اضطرار اللجنة المُنظمة للمونديال إلى اتخاذ قرارٍ بإقامته في أواخر 2022 بدلاً من منتصفه. وبعدما يؤكد أن الدويلة المعزولة لا تشكل «مكاناً مثالياً» بأي شكل لاستضافة حدثٍ رياضيٍ مثل هذا، يردف بالقول «لكن قطر هي أغنى دول العالم» في تلميحٍ لا يخفى منه إلى الأموال الهائلة التي أنفقها «نظام الحمدين» لـ«شراء» تلك البطولة. ولفت الكاتب الانتباه إلى أن الاتهامات الموجهة لحكام الدوحة بتقديم رشاوى لممثلين عن اتحاداتٍ للكرة في أفريقيا وأميركا الجنوبية لضمان الفوز بالتصويت على استضافة المونديال، ليست وليدة اليوم وإنما ثارت قبل سنوات. ولكنه يشير إلى أن ظهورها في ذلك الوقت أثار «مشاعر قلقٍ أقل» من تلك التي تسود الساحة الرياضية الدولية في الوقت الراهن. ويؤكد فلود أن منح الـ«فيفا» هذه البطولة الكروية المهمة للدويلة المعزولة، يتسق مع النهج الثابت الذي يتبناه ذلك الاتحاد على مدار عقود طويلة، ضارباً المثل في هذا الإطار بما حدث من تنظيم إيطاليا لمونديال 1934، رغم أنها كانت وقتذاك في قبضة النظام الديكتاتوري الفاشي، وذلك في اتهامٍ - على ما يبدو - لنظام تميم بن حمد بتبني سياسات ديكتاتورية مماثلة. لكن أوجه الشبه بين النظامين المستبدين لا تقتصر على هذا الأمر، فالمقال يشير إلى «الدولة البوليسية» التي أشاعها موسوليني وأعوانه في مختلف أنحاء إيطاليا وإدراك هذا الديكتاتور أن استضافة كأس العالم قد «يعزز الدعاية لنظامه الشمولي»، في إيماءةٍ من الكاتب إلى الأغراض الدعائية التي يسعى حكام الدوحة إلى تحقيقها من وراء تنظيم مونديال 2022. رغم ذلك، يقول فلود إنه كان يُنظر إلى إيطاليا على أنها «مضيفٌ غير مناسب» للبطولة، وهو ما يتكرر مع قطر بعد أكثر من 80 عاماً ولأسبابٍ مماثلة كذلك أيضاً. وفي مؤشرٍ على أن التاريخ أحياناً ما يعيد نفسه حرفياً تقريباً، يروي فلود في مقاله ما تردد من إشاعات خلال الفترة التي سبقت الإعلان عن الدولة التي ستُمنح حق استضافة مونديال 1934، بشأن منح مسؤولي حكومة موسوليني وكذلك أقطاب الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أموالاً بشكل غير مشروع لأشخاصٍ على صلة بعملية اختيار الدولة المُضيفة، بل وتعرض هؤلاء الأشخاص للتهديد والترهيب، من أجل حرمان السويد من حق تنظيم البطولة على الرغم من أنها كانت تشكل خياراً أفضل في تلك الآونة. وبلغت أوجه التشابه بين ما قام به نظاما تميم وموسوليني للاستحواذ على كأس العالم من دون وجه حق، حد تقديم رئيس الاتحاد الإيطالي في ثلاثينيات القرن الماضي جيوفاني ماورو تطمينات لمسؤولي الـ«فيفا» تفيد بأن حكومة روما ستتحمل أي خسائر مالية قد تلحق بالاتحاد الدولي للكرة، جراء اتخاذه قراراً بإقامة المونديال في إيطاليا، وهو ما فعله للمفارقة النظام القطري قبيل التصويت على اختيار الدولة المُنظمة لبطولة 2022. فقد كشفت بونيتا مرساياديس العضوة في حملة استراليا للفوز بتنظيم مونديال2022، في كتابٍ نشرته قبل أسابيع أن قنوات «الجزيرة» الرياضية - وهو الاسم السابق لشبكة «بي إن سبورت» - قدمت أموالاً إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم لتبديد مخاوف مسؤوليه إزاء التَبِعات المالية السلبية التي خشوا من أنها قد تترتب على حصول قطر على حق تنظيم البطولة. وأشارت مرساياديس في هذا الكتاب إلى أن «الجزيرة» الرياضية وافقت قبل التصويت على اختيار الدولة المُضيفة لبطولة 2022 على صفقة سرية تدفع بموجبها 100 مليون دولار، إذا ما فازت قطر بالتصويت الذي كان مُزمعاً في هذا الشأن، وهو ما حدث فيما بعد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©