الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتباس الحراري والمجتمع المدني في مجلة فكر ونقد

الاحتباس الحراري والمجتمع المدني في مجلة فكر ونقد
26 ابريل 2008 02:06
في العدد الجديد من مجلة فكر ونقد ، المجلة الثقافية الشهرية الرصينة، نقرأ الكثير من الدراسات الجادة من بينها: ''ظاهرة الاحتباس الحراري'' للباحث المغربي مصطفى البرجاوي، ''المجتمع المدني بين السياق الكوني والتجربة المغربي'' لرشيد الجرموني، ''العولمة الثقافية والمقاربة'' لأحمد حيدوش· ونقرأ في باب ترجمات: ''فوكو وقول الحقيقة'' وهي دروس جامعية لميشيل فوكو ترجمها المعولم''· كما نقرأ في باب ''دراسات أدبية ومطارحات فكرية'' دراسة معمَّقة للناقد المغربي المعروف الدكتور أحمد فرشوخ: ''في الرواية العربية: التأويل والمؤسسة''، وفي باب متابعات تنقلنا المجلة للتعرف إلى كتاب ''المفكرون الإسلاميون الجدد'' من خلال قراءة أعدها عبد الله دمومات، كما يأخذنا حسين الكتاني لنتعرف من خلال قراءته إلى رواية ''مصابيح أورشليم'' لصاحبها الروائي العراقي المتميز علي بدر· وفي ملف ''قضايا فلسفية'' يكتب المفكر المغربي الدكتور الطيب بوعزة ''في الدلالة المنهجية للفينومينولوجيا'' ويرى الباحث أن ما من إجابة تستحق أن تكتب أو تذاع لتعرف أدق تعريف مفهوم الفينومنولوجيا، فاستفهام الدلالة عندما يطرح على فلسفة من منظور فينومينولوجي، ينبغي أن يتحول من السؤال عن معنى تلك الفلسفة كمذهب إلى معناها كمنهج، أما عندما يتعلق الأمر بالفكر الفلسفي الفينومينولوجي ذاته، فإنه يصبح ''أوجب''· ويرى الدكتور بوعزة أن هوسرل نفسه اعتاد عند تقديم فلسفته على التعبير عنها بوصفها منهجاً، وهو حتى عندما مهد لبحث تلميذه فنك الذي دافع فيه هذا الأخير عن الفلسفة الفينومينولوجية ضد الانتقادات التي وجهت إليها من قبل بعض معاصريها وصفها بكونها ''علماً جديداً''، قاصداً بوصفه هذا أن ما يحددها هو أنها أساساً أسلوب في التفكير جديد وتوجه منهجي فريد· وقد نهج على نهجه هذا جمهرة الفينومنولوجيين فاحترسوا من تحديد هذه الفلسفة كنظرية ونسق''· كما يرى الدكتور الطيب بوعزة ''أن أوجين فنك سيتخذ من تعريف الفينومينولوجيا كمنهج مدخلاً للدفاع عنها تجاه الانتقادات الموجهة إليها من قبل بعض معاصريها من أمثال زوشير وكرايس معتبراً أن مكمن الخطأ في فهمهما للفينومينولوجيا هو بالضبط عدم إبصارهما للبعد المنهجي الفينومينولوجي، وعدم انتباههما للتحول الميتودولوجي الذي أنجزته في تحديد ذاتها كفلسفة تتميز ببنائها للمنهجية الإرجاعية· كما حرص الفينومينولوجي إيمانويل ليفناس وهو من أوائل من أدخل الفكر الهوسرلي إلى الفضاء الثقافي الفرنسي، على تقديم هذه الفلســفة كـ ''منظومة'' منهجية، حتى انه عندما أراد تحديدها أشار إلى أن الفينومينولوجيا هي أساساً منهج· كما أن ميشيل هنري في قراءته للتحول التاريخي الحادث في الفكر الفرنسي المعاصر، وتأمله في ما سماه بانهيار الأنماط الفكرية الباريسية وذبول النمط الفكري البنيوي خاصة، تحدث عن عودة هوسرل كقوة عقلانية تتحدد أساساً بوصفها ''إبداعاً منهجياً''· كما أن ديكومب سينتهي في محاولته لتحديد ''الفينومينولوجيا'' إلى تعريفها بالنظر إليها كمنهج حيث قال:''إنها أحدث محاولة لبناء منهج فلسفي فعال''، بل حتى كتب القواميس والمعاجم المنجذبة بطبيعتها إلى تحديد الفلسفات كنسق ومذهب استشعرت هذه السمة المنهجية التي تطبع الفينومينولوجيا، فهذا أندري فيرجيز يقول عنها في ''معجم الفلسفات الكبرى'' :''إن الفينومينولوجيا منهج وأسلوب في البحث أكثر من كونها مجموعة من النظريات التي يمكن مقاربتها كنسق مغلق ومكتمل''، مضيفاً ''لابد من أن أعترف ابتداءً بكوني أستشعر صعوبة الإجابة على استفهام الدلالة السابق طرحه، لأنه إذا كانت الفينومينولوجيا منهجاً، فلا سبيل إلى فهمها إلا بمعاينتها وهي تشتغل كإجرائية ميتودولوجية ذلك لأن المنهج لا يلمس بالحديث عنه، بل يلمس بمعاينته وهو قيد العمل والاشتغال· ومن ثم فالسؤال عن معنى الفينومينولوجيا ينبغي أن يقلب إلى سؤال عن منهجها، ويجب أن ينأى ما أمكن ذلك عن سؤال المذهب والنسق· فالتفكير في سؤال الدلالة يجب أن يتجه إلى دراسة هذه الفلسفة كإجرائية منهجية''·
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©