الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحن بَشَر!

24 فبراير 2011 20:06
حين يخطئ الناس يبرّرون خطأهم بالقول «نحن بَشَر» والبشر خطاؤون ! فهم يحمّلون «البشرية» معنى سلبياً ضيقاً، لتبرير أخطائهم، في كل مرة، وينسون أن من البشر من تصافحهم الملائكة، حين يكونون مع أهليهم وأبناء مجتمعهم، بالخلق الحسن والبِشر والبشارة! حين نقول إننا من بني البشر، فإن ذلك تكريم لنا، فالبَشَرُ يقتضي حسن الهيئة، وذلك أنه مشتق من البَشَارَةِ وهي حسن الهيئة، يقال: رجل بشير وامرأة بشيرة، إذا كان حسن الهيئة، فسمي الناس بشراً لأنهم الأحسن هيئة.. أما المعنى الثاني للبشر فهو الظهور، وسموا بشراً لظهور شأنهم، ومنه قيل لظاهر الجلد بَشَرَة. وجاء في مقاييس اللغة أن الباء والشين والراء أصل واحد: ظهور الشيء مع حُسنٍ وجمال. فالبَشَرة ظاهِر جِلد الإنسان، ومنه باشَرَ الرجلُ المرأةَ، وذلك إفضاؤه بِبَشَرتِه إلى بَشَرتها. وسُمِّيَ البَشَرُ بَشَراً لظُهورِهم.. والبَشِير الحَسَنُ الوَجْه. والبَشَارة أيضاً الجَمَال. قال الأعشى: ورَأتْ بــــأنَّ الشَّـــــــــيْبَ جــا نَبَــهُ البَشَاشَــــةُ والبَشـــــــــارَهْ ويقال بَشَّرْتُ فلاناً أُبَشِّرُهُ تبشيراً، وذلك يكون بالخير، وربما حُمِل عليه غيره من الشر، وأظن ذلك جنساً من التبكيت. فأما إذا أُطلق الكلام إطلاقاً فالبِشارة بالخير والنِّذارة بغَيره يقال أبْشَرَتِ الأرضُ إذا أخرجت نباتها. ويقال ما أحسنَ بَشَرَةَ الأرض.. ويقال بَشَرْتُ الأديمَ إذا قَشَرْتَ وجْهَه. وفلانٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، إذا كان كاملاً من الرّجال، كأنّه جمع لِينَ الأدَمة وخُشونة البَشَرة.. ويقال إن بحنة بن ربيعة، زوّج ابنته فقال لامرأته: «جَهِّزِيها فإنّها المؤْدَمَة المُبْشَرَة. وتَبَاشِير الصُّبحِ أَوَائلُه؛ وكذلك أوائِلُ كلِّ شيء. والمُبَشِّرَاتُ الرّياح التي تُبَشِّرُ بالغَيْثِ.. أما الناس فقد يكون من الإِنس ومن الجِنِّ، وأصله أَناس فخفف ولم يجعلوا الألف واللام فيه عوضاً من الهمزة المحذوفة، كما في قول الشاعر: إِنّ المَنـــــــايـــــــــــا يَطَّلـــِعْـ ـنَ علــى الأُنــــــاسِ الآمِنينــــــا والنَّوْس: تَذَبْذُبُ الشيء، ناسَ الشيءُ يَنوسُ نَوْساً ونَوَساناً: تحرك وتَذَبْذَبَ متَدَلِّياً.. وناسَ نَوْساَ: تدلى واضطرب وأَناسَهُ هو. ورجل نَوَّاسٌ، بالتشديد، إِذا اضْطرب واسترخى، وناسَ لُعابُه سالَ فاضطرب. أما الْفَرْقُ بَيْـنَ الناسِ والبَشَرِ أن الناس يقتضي النَوَس وهو الحركة، والناس جمع، والبشر واحد وجمع، وفي القرآن: (... مَا هَذَا إلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ...) «المؤمنون: الآية - 33» وتقول: محمد خير البشر، يعنون الناس كلهم، ويثنى البشر فيُقال: بشران، وفي القرآن: (... لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا...) «المؤمنون: الآية - 47»، ولم يسمع أنه يجمع. يقول أبو تمام: أنا بشـرٍ قـــد اســتفتحت بابــاً وقــــدْ أتممتَـــــــــــه إلا قليـــلا فأصبــحَ وهــوَ جبـــارٌ وعهـــدي به مُذْ أشــــــهرٍ يدْعــى فســـيلا فلا أدري مــــن الأعلـــى فعــالاً ومَنْ يَبْني العُلــى عَرضْــاً وطـــولا أَمُعْطِـــــيَّ الجَزِيـــل بِلا امتنــانٍ بهِ، أمْ مَنْ أفَـــــدْتُ بهِ الجَزيــلا! ويقول حمد بن خليفة أبو شهاب: لم تغنِ عن هفوات النفس آدابٌ مهما سـمت فلها سـلبٌ وإيجابُ كلُّ ابــن آدم خطّــــاء وخيرهــم التائبــــون ورب العـــرش تــوّابُّ إن كان ساءك منا هـفوة بــدرت فإن صدرك يا ذا الحلم مرحـــابُ فلا تؤاخذ مُحبـــاً ما تعمّــد فـي لفظ يســـيء وللــزلات أســـبابُ قد بات والهمُّ يطويــه وينشــره وما استقرت له بالنــوم أهــدابُ لنا حقيقة نفس مــن خــلائقهـــا صفو الضمير وفيها الشهد والصابُ وأننا فـــــــوق هذا كلــه بشـــر ننسى ونخطئ والناجــون من تابوا إسماعيل ديب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©