الإمارات الثانية عالمياً في معدل الإصابة بالسكري

تحتل دولة الإمارات المركز الثاني عالمياً في عدد المصابين بداء السكري وتجاوز عدد المصابين نسبة 20 % من إجمالي عدد السكان حسب آخر إحصائيات للمنظمة العالمية للسكري· ويتصدر داء السكري المرتبة الرابعة من بين الأمراض المسببة للوفاة على الصعيد العالمي ويموت شخص كل 10 ثوان لأسباب مرتبطة بهذا المرض· وأسست إمارة أبوظبي مركزا متخصصا لمكافحة مرض السكري بالدولة، حيث يعتبر مرض السكري من الأمراض الخطيرة المنتشرة بمستويات عالية في الإمارة· ووصل عدد المسجلين بالمركز إلى أكثر من 10 آلاف شخص· ويعمل مركز أمبريال كوليدج للسكري في أبوظبي على نشر التوعية اللازمة بين افراد المجتمع لتحسين حياة المصابين بهذا الداء ومنع مضاعفاتها، وتثقيف المجتمع للحد من الانتشار بين أفراده· ويضم الكادر الطبي في المركز أكثر من 15 طبيبا، 10 منهم مختصصون في امراض السكري والغدد، وطبيب أخصائي في أمراض القلب والشرايين والأوعية الدقيقة، وطبيب اخصاصي عيون، وطبيب اخصاصي كلى، واخصائي اقدام، وطبيب اشعة، بالإضافة إلى 17 ممرضا· ويعمل المركز على منع تطور داء السكري لدى الأشخاص الذين لديهم قابلية عالية· ويرجع انشاء المركز إلى الحاجة الماسة لإجراء أبحاث حول أسباب انتشار داء السكري بمستويات عالية في الدولة· وقالت الدكتورة مها بركات المدير الطبي للمركز إن رحلة المريض في المركز تبدأ من عند قسم الاستقبال حيث يتم اجراءات فتح ملف، وتسليمه البطاقة الذكية ''سمارت كارت ''والتي تحمل كافة بيانات وتحفظ السرية التامة· وتستخدم البطاقة لتسجيل نتائج الفحوصات بالإضافة للأدوية، التي يتم وصفها له من قبل الطبيب· وزادت المدير الطبي للمركز أن البطاقة الذكية تحفظ البيانات بسرية تامة بحيث لا يمكن لأي شخص الاطلاع على محتوياتها في حال فقدانها أو سرقتها، ويمكن استخراخ بطاقة جديدة للمريض تحمل نفس بيانات البطاقة السابقة والتي أيضاً تعتبر كجواز للمريض للتنقل داخل أقسام المركز· مرحلة الفحوصات ويدخل المريض بعد انجاز البيانات مرحلة الفحوصات الأولية والتي تتضمن قياس الوزن، الطول وضغط الدم بالإضافة إلى فحوصات الدم، البول وفحص النظر واختبار جهد القلب· ويقوم الطبيب المختص بالنظر في حالة المريض ووصف الأدوية اللازمة له· ويحول المريض بعد ذلك الى اخصائي التثقيف الصحي لارشاده عن كيفية استخدام اجهزة فحص الدم بالإضافة لتقديم ارشادات ونصائح عامة لتوعية المريض حول كيفية التعامل مع المرض ومضاعفاته· أخصائي التغذية ويقوم اخصائي التثقيف الصحي بنقل المريض إلى اخصائي التغذية والذي يقوم بدوره بتقديم الإرشادات الضرورية للمريض عن الحميات الغذائية الصحية التي تساعد على ضبط الوزن والتحكم بنسب السكر والكوليستيرول في الجسم لمنع مضاعفات المرض أو منع تطور داء السكري لدى الأشخاص الذين لديهم قابلية عالية· تجهيزات واكدت المدير الطبي لمركز السكري أن المركز مجهز بمعدات طبية حديثة، تضم أجهزة تصوير فوق صوتية وجهاز دوبلر "Doppler" لفحص ضيق وانسداد شرايين القلب والشرايين الوعائية بالإضافة لتصوير الكبد والكليتين والمثانة والحوض والدرقية شاملا التصوير المزدوج والتصوير الملون· ويذكر أن داء السكري يؤدي إلى الكثير من التعقيدات الصحية قصيرة وطويلة الأمد والكثير منها يمكن أن تكون قاتلة إذا لم يتم تفاديها أو تركت دون علاج· وتمثل التعقيدات الاكثر شيوعا اعتلال الشبكية بسبب السكري وهو من أهم الأسباب في فقد البصر· ويحدث نتيجة للضرر المتراكم طويل الأمد في الأوعية الدموية الصغيرة على مستوى الشبكية· وبعد 15 سنة من مرض السكري يفقد حـــــوالي 2% من المرضى بصــــــرهم في حين يطــــور حوالي 10% منهم علة بصرية حادة· كما يسبب الداء اعتلالا عصبيا سكريا وهو تضرر الأعصاب نتيجة لمرض السكر ويؤثر على نسبة حوالي 50% من الأشخاص الذين يعانون من السكري· ومع ذلك، يمكن للعديد من المشاكل أن تحدث كنتيجة للاعتلال العصبي السكري· وتتمثل هذه الأعراض في النخز والألم والضعف في القدمين واليدين مع انخفاض جريان الدم، ويزيد الاعتلال العصبي في القدمين من نسبة الإصابة بقروح قدمية مع إمكانية بتر الأطراف· ويعتبر السكري من بين الأسباب المؤدية إلى القصور الكلوي، حيث إن نسبة 10-20% من الأشخاص يموتون بسبب القصور الكلوي· ويرفع داء السكري من خطر الأمراض القلبية والسكتة القلبية ونسبة 50% من الأشخاص المصابين بالمرض يموتون بسبب المرض القلبي الوعائي ''مرض قلبي أو سكتة قلبية'' وخطر الوفاة لدى الأشخاص الذين يعانون السكري بصفة عامة يعادل على الأقل ضعف الخطر لدى أقرانهم ممن لا يعانون من هذا المرض· العادات الغذائية واعتبرت الدكتورة مها بركات العادات الغذائية المتبعة في المجتمع بشكل عام سبب في زيادة نسبة الاعتلال بداء السكر، وحرص المركز على العمل على التثقيف الصحي في المجتمع، وذلك من خلال الحملات والمؤتمرات التي يجريها، بالإضافة إلى أن المركز خصص يوم الاثنين للتثقيف الصحي بالمرض ومسبباته· ويوجد في المركز اخصائيون في التغذية لتوعية المرضى من خطورة إهمال نوعية الغذاء، بالإضافة الى توجيههم بضرورات الوجبات التي يتناولونها أو يبتعدون عنها· حملات وينظم المركز حملات توعية على نطاق واسع في العاصمة أبوظبي لعامة الناس في الأسواق والمرافق العامة، حتى يتسنى للجميع الوصول للمركز، والتأكد من سلامته من داء السكر ويجري المركز فعاليات في المراكز التجارية والأسواق العامة لفحص من يرغب منهم بالمجان، واستطاعت الحملات كشف بعض الحالات المصابة بداء السكر والتي لم تكن أصحابها على علم بذلك، كما أنها تنبهت للعديد من الحالات المعرضة لداء السكر بسبب زيادة الوزن أو الإفراط في تناول الطعام غير الصحي· واكدت مها بركات على أهمية المشي وممارسة الرياضة في حياة مرضى السكر، وأشارت إلى أن هناك بعض الحالات التي تمتلك الإرادة القوية واستمرت على العلاج، وأجرت الحمية المطلوبة من الغذاء، وقامت بممارسة الرياضة اللازمة واستطاعت تثبيت معدل السكر في الدم بنسبة معقولة· وأشارت الى أنه من مسببات المرض الأسباب الوراثية وانتقاله من الآباء الى الأبناء، وأشارت الى نسبة الأصابة بداء السكر بسبب العوامل الوراثية تصل الى 10 %·