من شرفة الإمارات يمكننا أن نرى العالم، فقد نجحت في بناء دولة يشار لها بالبنان، وتصدرت كافة مؤشرات التنمية العالمية واستطاعت في وقت قصير أن تكون رقماً هاماً في الاقتصاد والسياحة وغيرها من المجالات، وهذا التقدم يتطلب أمناً يحمي هذه الإنجازات، ولست أبالغ في أن حضور الإمارات في عالم التكنولوجيا والابتكار وبخاصة في مجال المعارض الأمنية التي تستضيفها الدولة ضمن أجندتها السنوية في أبوظبي ودبي جعل مئات الشركات المحلية والعالمية تتنافس في هذه المعارض للترويج لأحدث الابتكارات والمنتجات في مجالات الأمن والسلامة والدفاع المدني وأمن المعلومات عبر منصات تستلهم أحدث مفاهيم تكنولوجيا الأمن وحماية المنشآت والمرافق الحيوية، والتأهب والاستجابة لحالات الطوارئ، ودرء المخاطر، ومكافحة الجريمة والتصدي لها بخاصة أن دولة الإمارات لديها خبرة واسعة في مجالات الأمن والسلامة، وتمتلك أجهزة أمنية تتميز بمعايير الكفاءة العالمية.
وخلال السنوات الماضية أضحت معارض الأمن تعبر عن رؤية القيادة الرشيدة في استقطاب الدولة لكبريات الشركات العالمية واستضافتها في مكان واحد لبحث ووضع العديد من الحلول في مجال الأمن الوطني درءً للمخاطر، وعلينا أن نؤمن بأن حجم الصفقات التجارية التي أبرمتها الشركات المحلية من خلال المعارض أظهرت مكانة الإمارات في هذه المجالات ما يدعم في الوقت نفسه القطاعين العام والخاص في مجالات الأمن والسلامة، على أن الملمح المهم يتمثل أيضاً في تبادل الخبرات والاطلاع على أحدث المنظومات والتقنيات الحديثة، فمثل هذه المعارض تطرح نتائج مذهلة في مجالات مهمة وضرورية في هذا العصر مثل نشر تقارير عن أحدث ما ما توصلت الشركات الوطنية المحلية والعالمية المشاركة في أمن المرافق الحيوية وأمن المعلومات، ومكافحة الحرائق والاستجابة للطوارئ، والسلامة والصحة المهنية والاستجابة للطوارئ والوقاية من الكوارث، ومما يثير الدهشة أن المعارض الأمنية في الإمارات رفعت سقف الثقافة العامة في هذه واستقطبت جمهوراً من كل الفئات، وشجعت الباحثين والطلاب في الجامعات على تقديم مشروعات مبتكرة تخدم المجتمع، ورصدت وزارة الداخلية في إحدى السنوات جوائز مالية ضمن جائزة آيسنار للأفكار الابتكارية، بنا على توجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تشجيعاً للطلاب والطالبات في الجامعات والمعاهد والكليات والمدارس الثانوية داخل الدولة على الابتكار العلمي، وتطوير القدرات البحثية في مؤسسات الدولة» حيث تعد جائزة آيسنار للأفكار الابتكارية إضافة جديدة لمنظومة جوائز التميز والإبداع التي أطلقتها وزارة الداخلية بهدف ترسيخ مفاهيم جديدة للحياة والعمل، وإطلاق محفزات الإبداع والابتكار في مختلف مرافق العمل والقطاعات الشرطية بالدولة، كما أن الدولة تدعم الابتكار وتذلل كل الصعوبات وتضع كل المحفزات من أجل مسايرة التطورات التكنولوجية في العالم، إذن تمثل هذه المعارض أهمية كبيرة على المستوى المحلي والعالمي خصوصاً أن المعارض التي استضافتها الدولة حتى وقتنا الحاضر حجزت موقع الريادة في مجال الأمن الوطني ودرء المخاطر وحققت مكاسب كبيرة على الصعد كافة، فالإمارات سباقة في احتضان المعارض العالمية وحققت نجاحاً كبيراً جلب كل جديد في عالم التسليح البري والبحري والجوي، وفي المجالات الأمنية كافة ما يعزز من قدرات الدولة وينشئ حراكاً في منظومات الأمن والسلامة ويجعلها مركزاً عالمياً لإبرام أكبر الصفقات.
محمد الحامد
عدد اليوم
