تراجع أسعار النفط وسط تعاملات متقلبة

انخفضت العقود الآجلة لخام النفط الأميركي أكثر من دولار في تعاملات متقلبة أمس مع جني بعض المتعاملين للمكاسب بعدما قفزت الأسعار أكثر من ثلاثة بالمئة أمس الأول، و هو ما كان سادس تحرك على التوالي لتتجاوز 68 دولارا للبرميل عند التسوية. وفي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) الساعة 9.41 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة انخفضت عقود الخام لشهر يوليو المقبل 68 سنتاً، أي بنسبة 0.99 في المئة إلى 67.90 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق من 67.50 دولار إلى 68.58 دولار. وكانت القمة التي بلغها السعر أمس الأول عند 68.68 دولار هي أعلى سعر خلال العام الجاري، ومنذ تسجيل 70.46 دولار يوم الخامس من نوفمبر 2008. إلى ذلك، قال عبدالله البدري الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس إن أسعار النفط قد تصل إلى ما بين 80 و90 دولارا للبرميل بحلول أوائل العام المقبل، لكن المنظمة لن تزيد إنتاجها حتى يتم استيعاب المعروض الضخم. وقال البدري في قمة رويترز للطاقة إن السعر سيتراوح ما بين 80 و90 دولارا للبرميل في أوائل 2010، وأضاف أن السعر الراهن عند نحو 68 دولارا للبرميل ربما يتضمن علاوة مضاربة لكن ليس بالمستوى المقلق الذي دفع الأسعار إلى قرب 150 دولارا للبرميل في يوليو الماضي. ولكن حسن قبازرد مدير قسم الأبحاث في (أوبك) قال إن أسعار النفط قد تهوى مجددا لأن العوامل الأساسية لا تزال ضعيفة. وقال قبازرد إن أسواق النفط لا تزال ضعيفة وإن انتعاش الأسعار قد لا يستمر على المدى القصير، وقال لرويترز على هامش مؤتمر عن الطاقة إن الأسعار قد تتراجع مرة أخرى وإن الانتعاش الحالي سببه الصناديق وليس العوامل الأساسية المتعلقة بالعرض والطلب. وتابع أن المخزونات بالدول الصناعية تزيد عن المتوسط بمقدار 200 مليون برميل وأن هناك 130 مليون برميل إضافية في السفن العائمة بمختلف أنحاء العالم. وأشار إلى وجود علامات على بداية انخفاض المخزونات في الولايات المتحدة، وهي أكبر الدول المستهلكة وأن الطلب على البنزين يشهد تحسنا. وقال إن الأمر سيستغرق نحو ستة أشهر لعودة المخزونات العالمية إلى متوسطها. وأبقت منظمة أوبك التي توفر ثلث احتياجات العالم من النفط على الإنتاج دون تغيير خلال اجتماعها الذي عقد الأسبوع الماضي، حيث فاقت أهمية ظهور علامات على انتهاء أسوأ مراحل أزمة الاقتصاد العالمي المخاوف بشأن ارتفاع المخزونات. وأكد قبازرد مرة أخرى على ضرورة الوصول بأسعار النفط إلى مستوى يتراوح من 70 إلى 80 دولارا للبرميل لتشجيع الاستثمار في مشروعات بقطاع الطاقة من أجل تلبية الطلب المستقبلي. وأضاف أنه تم تأجيل الكثير من المشروعات وقد يتم إلغاء بعضها إذا استمرت الأسعار دون المستويات المرغوبة لفترة طويلة. وفي سياق متصل، قالت مصادر تجارية أمس إن قطر أبلغت أربعة على الأقل من مشتري نفطها الخام في آسيا بأنها ستزودهم بكل الكميات المتعاقد عليها من نفطها البري خلال يوليو وهي نفس مستويات يونيو الجاري. لكن مصادر بين مشتري خام قطر البحري ذكرت أن مشتري هذا الخام ما زالوا ينتظرون إبلاغهم بالإمدادات التي سيحصلون عليها في يوليو، وكانت قطر قد قررت تزويد مشتري نفطها البحري في آسيا بكل الكميات المتعاقد عليها لشهر يونيو.