الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تأمّلات إحصائية

تأمّلات إحصائية
29 مارس 2017 22:35
في بيئة عربية عُرفت بإيغالها في الجهل واستكانتها إليه، اقتضت حكمة اللَّه عزّ وجلّ أن يفتتح الوحي بلفظ «اقْرَأْ»، ويفتح بذلك أبواب العلم وآفاق المعرفة لأمَّة أميَّة، ويضع لها بذلك منهجاً متكاملاً للقراءة والنظر والتفكُّر. ولم تكن كلمة «اقرأ» أوّل كلمة نزل بها الوحي فحسب، بل كانت أوّل أمر من اللَّه عزّ وجلّ إلى نبيه مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم - والى أمّته من بعده.. وهي ليست مجرّد بداية تاريخية لنزول الوحي، وإنما البداية والنهاية وما بينهما. وإذا كان الفكر هو الموجّه الأوّل لحركة التطور والتقدّم والازدهار للدول والمجتمعات، فإن القراءة هي الأساس الأول لرقيّ هذا الفكر وتطوّره، فبقدر إقبال أفراد المجتمع على القراءة والتعلم المستمر، يرتقي الفكر ويستقيم أمره، ويقوم بدوره على النحو الذي يؤثّر التأثير العميق في البناء الحضاري والنماء الاقتصادي والتطور الاجتماعي. وفي عالم اليوم تمثل القراءة ما يزيد على 85% من مجمل الثقافة التي يكتسبها الإنسان، وبذلك فإن القراءة مفتاح المعرفة والعلوم، وطريق التقدم والرقي. وما من أمة تقرأ إلا تبوأت الريادة، وحازت الصدارة، لذلك فإن اعتماد مبادرة شهر مارس شهراً للقراءة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تُعد مبادرة وطنية عظيمة صادرة من قيادة مُلهمة، تعي جيِّداً أهمية القراءة في تطوير الإنسان وخلق الإبداع وتأهيل المبدعين والمخترعين والأدباء والمفكرين، وتحقيق الريادة والقيادة في جميع المجالات. وانطلاقاً من دور مركز الإحصاء - أبوظبي في التفاعل بشكل مباشر مع توجهات القيادة العليا، واهتمامات الحكومة الرشيدة لتنمية المجتمع بمختلف فئاته، فقد نظّم المركز عدداً من استطلاعات الرأي لمعرفة مدى إقبال أفراد المجتمع المحلي على القراءة. وبحسب استطلاع الرأي الذي أجراه المركز حول القراءة خلال الربع الأخير من العام الماضي، وشمل عينة ممثلة من المواطنين وغير المواطنين في إمارة أبوظبي، أشارت النتائج إلى أن 46.4% من أفراد العينة الذكور يمارسون القراءة بشكل منتظم، بينما ارتفعت هذه النسبة قليلاً بين الإناث لتصل إلى 46.6%. أما أفراد العينة الذين لا يمارسون القراءة، فقد أجاب 34.3% منهم بأن سبب عدم ممارسة القراءة هو عدم وجود الوقت الكافي، و19.9% بسبب ضغوط العمل. وبحسب نتائج استطلاع الرأي، فإن 20.4% ممن شملهم الاستطلاع يقومون بزيارة المكتبات بشكل دوري لشراء الكتب، بينما أفاد 42.2% من المواطنين الذين شملهم هذا الاستطلاع بأنهم يمتلكون مكتبات خاصة بهم في منازلهم. كما تشير هذه النتائج إلى أن 98.7% من أفراد العينة الذين لديهم أبناء يشجعون أبناءهم على القراءة بانتظام، وأن غالبية الآباء يشترون لأبنائهم الكتب الثقافية التي تشجهم على القراءة، أو أنهم يذهبون بهم إلى المكتبات لشراء الكتب. كل هذه المعطيات تؤكد بوضوح أن هناك وعياً متنامياً في المجتمع المحلي بأهمية القراءة، وأن هذا الوعي يتزايد باستمرار في ظل جهود قيادتنا الرشيدة التي تشجع أفراد المجتمع على القراءة والتعلم المستمر، لبناء أجيال مثقفة ومبدعة تتسلح بالعلم وتمتلك ناصية المعرفة، باعتبارها أهم مقومات نجاح الأمم وتقدمها في الغد. * المدير العام مركز الإحصاء -أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©