السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغيوم.. كتل من الأسرار والمعجزات تجلب الفرح والخيرات

الغيوم.. كتل من الأسرار والمعجزات تجلب الفرح والخيرات
2 يناير 2010 00:43
حاول الناس معرفة أسرار الغيوم منذ آلاف السنين، ولما عجزوا عن فك أسرارها نسجوا حولها الأساطير، فادعت بعض الشعوب أن للغيوم آلهة يسجدون لها ويطلبون منها أن ترزقهم، ثم جاء القرآن الكريم ليصحح هذه المعتقدات الخاطئة، ويخبرنا بأن تشكل الغيوم ونزول المطر هو ظاهرة طبيعية، يتحكم بها الله عز وجلّ وحده.. ومع كامل الإيمان بما حمله القرآن من معلومات ومعانٍ، إلا أن ذلك لم يلغ دهشة الإنسان وإعجابه بالغيوم، فالكثيرون منا ترتاح قلوبهم لها وتفرح برؤيتها كونها تزف البشرى بقدوم الأمطار، أما الأطفال فيبلغ مدى حبهم لها أنهم يحلمون بامتطائها أو الإمساك بها كما في الأفلام. وعلى الرغم من التطور التقني الهائل واستخدام الأقمار الصناعية في دراستها، إلا أن كل هذه التقنيات لم تستطع أن تسبر أغوار الغيوم وتكشف ما في جعبتها من أسرار مذهلة، فما زال العلماء يجهلون الكثير عنها، لكن من الواضح أن جلّ ما تمت معرفته واكتشافه عن هذا العالم الجميل المتعدد الأشكال والأحجام والألوان، جاء مطابقا لما تم ذكره في كتاب الله الحكيم، وهو ما يدل على وحدانيته سبحانه، وعلى معجزاته في الكون. لقد تحدث القرآن بدقة تامة عن تشكل الغيوم، والتي تبدأ من دفع ذرات بخار الماء من البحار باتجاه الأعلى بواسطة الرياح، ثم يتم التأليف بين هذه الذرات من البخار لتشكل غيوما، ثم تتراكم هذه الغيوم فوق بعضها حتى تصبح جاهزة لإنزال الماء منها وهو المطر. يقول تعالى في سورة النور: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ). كما يوضح عز وجلّ في كتابه أن الغيوم تتشكل نتيجة وهج الشمس الذي يقوم بتبخير ماء البحر وصعوده بفعل تيارات الهواء القوية، بقوله في سورة النبأ: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا) وقد ثبت علميا صحة ما جاء في القرآن حيث أن هناك علاقة بين المطر النازل والسراج الوهاج الذي هو الشمس. بقدر حجمها وقتامة لونها تحمل الغيوم الخير في طياتها وثناياها، إذ تحمل الفرح للناس والمدن، وتحمل الخير في ذراتها وهو المطر، وبقدر ما تعشق مدن الدنيا الغيوم والمطر، بقدر ما تعشق الغيوم مدينة أبوظبي، مدينة الجمال والنور والخير الوفير، في هذه الصور التي التقطتها عين الزميل وليد أبو حمزة، تظهر جماليات الغيوم المحملة بالأمطار وهي تعانق سماء أبوظبي بشوق وحنين تحتفظ به من عام لعام
المصدر: فداء طه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©