الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التركيز على التنوير الفكري وتعزيز السلم

التركيز على التنوير الفكري وتعزيز السلم
7 مايو 2016 13:46
عمان - وام عقدت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وعاطف الطراونة رئيس مجلس النواب الأردني جلسة مباحثات رسمية في مبنى مجلس النواب الأردني، لبحث سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين الجانبين بما يعزز العلاقات الاستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، في جميع المجالات مع التأكيد على أهمية تبادل الزيارات والخبرات البرلمانية والتنسيق المسبق خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية المختلفة، بشأن العديد من القضايا التي من أبرزها القضية الفلسطينية، وقضية اللاجئين السوريين، وأثرها على الدول المضيفة ومكافحة الإرهاب، والعنف والتطرف والتركيز على التنوير الفكري وتعزيز السلم لدى المجتمعات المسلمة خاصة العربية في ظل ما تعانيه المنطقة من تطورات وحروب وأحداث. وشدد الجانبان على أهمية توثيق التعاون البرلماني المشترك من خلال تعزيز عمل اللجنة البرلمانية الإماراتية الأردنية وتبادل الزيارات والخبرات وتحقيق الاستفادة المتبادلة وفق التطورات المعاصرة في مجال العمل البرلماني مع التأكيد على أهمية العمل المشترك على تعزيز الرغبة المتبادلة والمشتركة في إشاعة السلم والأمن الدوليين خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها المنطقة ووجود العديد من الأزمات الدولية والإقليمية والتغيرات السريعة والمتلاحقة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية فضلاً عن تبعات اللجوء السوري على الأردن وعلى المجتمعات المحلية الأمر الذي يتطلب نقل الصورة الحقيقية للمجتمع الدولي عن حجم الضغط الواقع على مختلف القطاعات في الأردن والتي من أبرزها التعليم والخدمات الصحية. حضر جلسة المباحثات وفد المجلس الوطني الاتحادي المرافق لمعالي الدكتورة القبيسي - الذي يقوم بزيارة للأردن للمشاركة في فعاليات المنتدى العالمي للنساء البرلمانيات الذي يستضيفه مجلس النواب الأردني - وضم عفراء راشد البسطي وعزا سليمان بن سليمان وعائشة سالم أحمد بن سمنوه وناعمة عبدالله الشرهان وعلياء سليمان. كما حضر من الجانب الأردني النائب الثاني لرئيس مجلس النواب المهندس خميس عطية والنائب الدكتور هايل ودعان الدعجة رئيس لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية الإماراتية وعدد من الأعضاء والعضوات. ورفض الجانبان التدخل في الشؤون الداخلية للدول وإثارة الفتن الطائفية والعرقية والدينية.. وأكدا أهمية احترام حسن الجوار لدول المنطقة في ظل ما يجمع شعوبها من تاريخ وثقافة وحضارة مشتركة.. كما أشادا بمواقف دولة الإمارات والأردن تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها المشاركة في التحالف العربي والتحالف الإسلامي والوقوف بكل صرامة وحزم في مكافحة الإرهاب ونبذ العنف والتطرف. وأكد الجانبان على أهمية تفعيل وتطوير العمل العربي البرلماني المشترك، للاتفاق على موقف ورؤية واحدة وموحدة، بشأن طرح القضايا التي تهم الشعوب العربية خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية المختلفة، لا سيما الدولية مع التشديد على ضرورة تطوير عمل المجموعة العربية في الاتحاد البرلماني الدولي، لما لها من دور مهم في الاتفاق على طرح القضايا الملحة والبنود الطارئة في ظل ما تشهده الدول المشاركة في تكتلات وتحالفات، ووجود مجموعات جيوسياسية تعمل وتركز على مصالح شعوبها ودولها. وأكدت معالي الدكتورة القبيسي ومعالي الطراونة أن عدم وضع حلول عادلة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة التي تعاني من ويلات الحروب والتطرف والإرهاب. وشدد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون تجاه العديد من القضايا، والمسائل الدولية، وبخاصة القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب، والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار. وبهذا الشأن أكدت معالي الدكتورة القبيسي على الأهمية القصوى للتركيز على أبرز القضايا التي تهم البلدان والشعوب العربية، خاصة تلك التي تحظى بالاتفاق ليتم طرحها خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية للوصول إلى أفضل القرارات التي تتماشى مع تطلعات دولنا ومصالحنا كعرب ومسلمين من خلال التفاهم والتعاون والتنسيق بين مجموعات الدول المتماثلة في مبادئها وأهداف سياساتها الخارجية وتعزيز علاقات المجموعة العربية مع المجموعات الجيوسياسية لا سيما في الاتحاد البرلماني الدولي.. مشيرة إلى أهمية مذكرة التفاهم التي أبرمها المجلس الوطني الاتحادي ومجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي «غرولاك» في الاتحاد البرلماني الدولي في شهر أكتوبر عام 2014م لأهمية هذه المجموعة التي تضم 26 دولة. وأكدت معاليها أن هذه التجربة الرائدة سيتم توسيعها لتشمل المجالس البرلمانية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث تم طرح مقترح من قبل المجلس الوطني الاتحادي لتفعيل التعاون بين البرلمانات الخليجية وهذه المجموعة وتمت الموافقة عليه ومن المهم أن تتطور لتشمل المجموعة العربية. وفي بداية اللقاء رحب معالي الطراونة بوفد المجلس الوطني الاتحادي برئاسة معالي الدكتورة القبيسي في بلدهم المملكة الأردنية الهاشمية.. وقال «نتقدم بعظيم الشكر لقيادة وحكومة وشعب دولة الإمارات على الدعم اللامحدود الذي يقدمونه إلى الأردن لمساعدته على الصمود في وجه الضغوطات الاقتصادية والسياسية والأمنية، خاصة وأن النيران مشتعلة على حدوده». وأكد عمق ومتانة العلاقات القائمة بين البلدين والتي تحظى برعاية ودعم لا محدود من قبل قيادتي البلدين..معرباً عن تقديره اللدعم الذي تقدمه دولة الإمارات إلى الأردن في شتى المجالات، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال: إن دولة الإمارات تعتبر من أوائل الدول السباقة في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية العاجلة للدول النامية، والدول المتضررة، في صور متعددة تشمل المساهمات المالية والعينية المباشرة وإتاحة الفرص لأبناء الدول الأخرى للعمل والإقامة على أراضيها، إيماناً منها بأهمية التعاون الدولي من أجل التنمية..معرباً عن شكره وتقديره قيادة وحكومة وشعب دولة الإمارات على ما تقدمه من عون ومساعدة للمحتاجين لها في مختلف دول العالم خاصة إخواننا من اللاجئين السوريين في الأردن والذين هم في حاجة ماسة لما يقوي صمودهم وبقائهم ويوفر لهم العيش الكريم.. مؤكداً أن هذا النهج الذي تسير عليه دولة الإمارات رسخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه ، وتسير على خطاه قيادة الدولة الحكيمة. وأكدت معالي الدكتورة القبيسي أن العلاقات الإماراتية الأردنية كانت على الدوام مثالًا لعلاقات الأخوة الراسخة بفضل دعم قيادتي البلدين الرشيدتين منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الملك الحسين بن طلال ويتواصل هذا النهج في ظل توجيهات وحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.. وقالت «نحن شعب واحد ونثمن حكمة قيادة الأردن في العبور به إلى بر الأمان في ظل ما تعانيه المنطقة من حروب وصراعات وتطورات». وفيما يخص التعامل الدولي مع قضية اللاجئين والعبء على دول الجوار السوري خاصة الأردن.. نبهت معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي إلى مسألة تعامل مختلف دول العالم مع هذه القضية وعدم الخلط بين اللاجئ القادم من دول تعاني من حروب وصراعات، واللاجئ الذي يندمج معهم، وهو قادم من دول لا يوجد فيها حروب أو صراعات، وربما تعاني من ظروف اقتصادية.. مؤكدة أن المجلس الوطني الاتحادي طرح العام الماضي خلال المشاركة في اجتماعات الجمعية الـ 133 للاتحاد البرلماني الدولي بنداً طارئاً يعكس رؤية الدولة وسياستها الخارجية تمت الموافقة عليه حول «دور الاتحاد والبرلمانات الوطنية والبرلمانيين والمنظمات الدولية والإقليمية في توفير الحماية الضرورية والدعم العاجل للاجئي الحروب والصراعات الداخلية والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة وفقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية». وفي هذا السياق شددت معاليها على أهمية تفعيل وتأكيد دور البرلمانيين في العمل من أجل عودة اللاجئ إلى وطنه، وتعزيز العمل ما بعد اللجوء، والحفاظ على حق اللجوء كحق من حقوق الإنسان المعترف به دولياً، وحماية الملايين ممن انتهكت حقوقهم الإنسانية، أو تعرضت حقوقهم للتهديد بسبب الصراعات العسكرية، والسياسية، والدينية، وعلى تضافر جهود المجتمع الدولي، وتعاون الدول الغنية والفقيرة مع المنظمات الدولية للعمل دون اتساع بؤر التوتر والصراع العسكري، والطائفي والديني والسياسي للسيطرة على موجات اللاجئين. وأشادت معالي رئيسة المجلس بالدور الذي تؤديه المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في العمل بحكمة على المساهمة في حل مختلف القضايا، وبالأعباء الكبيرة التي يتكبدها الأردن جراء استقباله اللاجئين السوريين، وانعكاسات ذلك على المجتمعات المحلية وسوق العمل، والبنية التحتية، والخدمات الصحية، والتعليم.. وقالت «على الرغم من الإمكانات المتاحة للأردن استطاع أن يقدم هذا الدعم ويتحمل هذه المسؤولية ويقدم جهداً مشكوراً نيابة عن الأمة العربية في تحمل أعباء هذه الأزمة التي يعيشها إخواننا السوريون، فكل التوفيق للأردن على الدور الكبير الذي يؤديه، فهو القلب النابض للأمة العربية». العمل الجماعي أكد الجانبان خلال اللقاء أهمية وضرورة العمل الجماعي من قبل ممثلي المؤسسات البرلمانية وممثلي المجتمعات المدنية والمثقفين لتوضيح الصورة الحقيقية بما لحق بالإسلام والمسلمين من تبعات التطرف والإرهاب الذي بات يضرب في كل مكان ولا يفرق بين عرق أو دين أو طائفة أو بلد وما يتركه من صورة سيئة خاصة لدى الدول الغربية والأوروبية جراء التفجيرات التي استهدفت عدداً من بلدانهم. وأعرب رئيس مجلس النواب الأردني عن إعجابه وتقديره لتجربة المجلس الوطني الاتحادي في مجال البحوث البرلمانية والدراسات التي تقدم في مجال الاختصاص التشريعي والدبلوماسية البرلمانية.. مؤكدا أهمية الاستفادة من هذه التجربة من قبل مجلس النواب الأردني. ووجهت معالي الدكتورة القبيسي دعوة إلى المهندس عاطف الطراونة لزيارة المجلس الوطني الاتحادي بهدف الاطلاع على التجربة البرلمانية الإماراتية حيث رحب الطراونة بهذه الدعوة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©