السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كُلنا آذانٌ.. «ساذجة»!!

3 يونيو 2009 00:52
دائماً وأبداً نلهث خلف الوعُود دُون التأكد من مصداقيتها، وكأن الشعوب العربية تحمل أكبر قدر من جينات «البلاهة».. فأي كلام يسمعه رجل الشارع، من مسؤول أو غير مسؤول، نجد هذا الكلام – والذي غالباً يكون معسولاً، ومنسوجاً من خيوط الكذب والاستهلاك المحلي – يتجاوز آذان الناس، وينفذ إلى قلوبهم الطيبة أولاً، ثم يقفز إلى بُورة العقل ليستقر في رؤوسهم، ويجري في دمائهم لتحتل كل أنحاء الجسد. وعلى مر العصور، ونحن كشعوب عربية لا نستوعب الدرس، وكأن «العبط» عرق دسّاس نتوارثه عبر الأجيال من الأجداد وحتى الأحفاد، لنستمر في دوامة من «السذاجة» ونغوص فيها بلا وعي، ولا نفيق منها حتى نجد أنفسنا على شاطئ مُزدحم بـ «المغفلين» الذين لا يحميهم القانون.. وقد تكون هذه «السذاجة» التي تتفشى في شوارعنا العربية، من العوامل الرئيسية التي أدت إلى زيادة حالات النصب والاحتيال في مجتمعاتنا، بشكل يفوق أي دول أجنبية أخرى، فالنصّاب في الوطن العربي وجد أرضاً خصبة لممارسة ألاعيبه وحيله لخداع «سُذج»، يقعون فريسة داخل شباك النصب بسهولة غريبة، وكأن رجل الشارع يُساعد بسذاجته النصّاب في استكمال أدواته.. وبالإضافة إلى السذاجة، نجد الشعوب العربية بلا ذاكرة، فهي تتعاطى حبوب النسيان، وتدخل في غيبوبة، حتى أن آذان الناس تستمع إلى كلام مُكرر مرات ومرات، وتصدق قائليه دون وعي.. وكأنها تستمع إليهم لأول مرة.. فهل اعتادت هذه الآذان على تلك الأصوات الكاذبة، أم اعتمدت تلك الأخيرة على براعتها في لي ذراع الحقيقة، لتنفذ بسهولة إلى آذان خارج نطاق الخدمة..؟ لكن أين الحل..؟ هل تستمر أوضاع الشارع العربي على هذه الحال..؟ أم يصحو من غفوته ويستطيع على الأقل أن ينتقي ما يسمعه، ليصدق ما يقنعه..؟! وهل صحيح أن الشعوب العربية تتمتع بذكاء حاد، وأنها تعرف الكثير والكثير من خفايا السلطة، ولكنها قادرة على «الطناش»، وتفضل عدم السباحة ضد التيار.. أم أنها تفر من الواقع وتصرخ إلى الداخل، خوفاً من أي إجراء تأديبي قد تتعرض إليه..؟! صراحة.. الشارع العربي عبارة عن «فزورة» خارج مُقررات المناهج الحياتية.. وأعتقد أن حلها يحتاج إلى معجزة..! سلطان الحجار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©