الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

متحفان جديدان وإحياء القرية القديمة وترميم قلاع وحصون

متحفان جديدان وإحياء القرية القديمة وترميم قلاع وحصون
7 مايو 2016 13:44
كشف الدكتور أحمد خليفة الشامسي رئيس هيئة الفجيرة للسّياحة والآثار، أنّ حكومة الفجيرة في صدد اعتماد التصاميم النهائية كافة لتشييد متحفين جديدين في محيط قلعة الفجيرة الشهيرة، يبدأ العمل بهما العام المقبل، إضافة إلى تشييد مقر جديد لـ«الهيئة» في الموقع ذاته. وكشف عن مساعٍ لإعادة إحياء قرية الفجيرة القديمة، بعد ترميم عدد من البيوت الأثرية التي كانت قائمة أسفل القلعة القديمة. وفي حوار مع «الاتحاد»، ذكر الشامسي أن البعثتين الألمانية والفرنسية، ستواصلان عملهما في «قدفع» و«مسافي» على مدى 5 سنوات بعد التعاقد معهما للتنقيب عن مواقع أثرية جديدة تعود لفترة ما قبل الميلاد، حيث تمّ بناء أسوار تتماشى مع البيئة التراثية والأثرية لـ 300 موقع أثري في جميع مناطق الفجيرة. وأشار إلى انتهاء «الهيئة» من أعمال الترميم في المواقع الأثرية بـ«البثنة» و«مسافي» و«الحيل»، فيما يجري إنجاز ترميم بعض المواقع الأثرية الأخرى ، لافتاً إلى ما تمتلكه «الهيئة» من كوادر مواطنة، حيث وصلت نسبة التوطين في وظائف «الهيئة» كلها إلى 98%، منوهاً بعدد من المواطنات اللاتي يقمن بأعمال ترميم للمواقع الأثرية، بعد خضوعهن لتدريب مكثّف على أيدي خبيرات فرنسيات. حوار: السّيد حسن أوضح رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، أنّ أحد المتحفين الجديدين، يتعلق بالآثار القديمة، فيما يضم الثاني التراث الشعبي المحلي. وتحدّث الشّامسي عن اهتمام صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بتصاميم المتحفين، حيث وجّه سموه بأن يكونا متماشيين مع البيئة المحلية في الشكل والمضمون، مع الأخذ بالتقنيات الحديثة في وضع التصاميم بما يتّفق وروح التّراث والآثار، ويضمن وجود بيئة صديقة للقى والقطع الأثرية. وحسب الشامسي، يتكون كلّ متحف من طابق واحد وعلى مساحات كبيرة في منطقة قلعة الفجيرة الشهيرة، حيث تم تخصيص المكان من قبل البلدية، ويجري الآن إنهاء الإجراءات كافة ، إضافة إلى استكمال ترميم 20 من البيوت القديمة التي عاصرت تشييد القلعة القديمة، والعمل على إحياء السوق القديم، بالنمط ذاته الذي كان عليه في الماضي، بهدف تقديم صور حيّة للماضي القديم بكل تفاصيله التراثية. 300 موقع أثري وأكد الشامسي أن الفجيرة بحاجة إلى مثل تلك المتاحف الجديدة التي سيتم توظيفها بشكل كبير لمصلحة الترويج السياحي والأثري في المنطقة، لافتاً إلى أن تاريخ الفجيرة زاخر بالمواقع التراثية المكتشفة وغير المكتشفة، حيث يصل عدد المكتشفة منها والقائمة في الإمارة إلى 300 موقع حتى الآن، منها 230 موقعاً أثرياً، إضافة إلى 70 موقعاً تراثياً، بينها القلاع والحصون والمساجد القديمة وغيرها. عودة الاكتشافات وكشف رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار إعادة التعاقد مع البعثة الفرنسية، ومع البعثة الألمانية الجديدة لمدة 5 سنوات، حيث من المقرر البدء في استكمال الاكتشافات الأثرية الجديدة في منطقة قدفع ومسافي، لا سيما أن الفجيرة ومنطقة الساحل العُماني، تعد من الأماكن الخصبة في مجال وجود الآثار القديمة التي يعود تاريخهما إلى الألف الثالث قبل الميلاد ونهاية الألف الثاني. وعلق على ذلك بالقول: وهو ما يؤكد أن البشرية قد استوطنت هذه المنطقة منذ أقدم العصور. مستوطنات بشرية وقال الدكتور الشامسي: «هناك مستوطنات بشرية أخرى في الفجيرة، تم اكتشافها عن طريق البعثة الفرنسية، وتمت معرفة تاريخها بدقة بوساطة الكربون 14 في باريس والمخصص لمعرفة تاريخ اللقى الأثرية، كما هي الحال في مسافي والبثنة ودبا وغيرها. ولفت إلى الاكتشاف الأثري الأخير في قدفع، الذي هو عبارة عن مدافن، ويعد واحداً من الاكتشافات الأثرية المهمة التي يعود تاريخها إلى بداية الألف الرابع قبل الميلاد. وتابع: بمجرد وصول البعثة الألمانية، تم توجيهها على الفور إلى منطقة قدفع، حيث اكتشفت المقبرة الكبيرة فيها، وتبين أن البشر كانوا يقطنون منطقة قدفع البحرية، نهاية الألف الثالث قبل الميلاد، وبداية الألف الثاني قبل الميلاد. ترميمات أثرية وتطرق الشامسي لعمليات الترميم الجارية حالياً والتي تطال الكثير من القلاع والحصون في مدن ومناطق الفجيرة الممتدة على طول الساحل الشرقي قائلاً: يتم الآن ترميم قلعة سكمكم في عملية تنجز نهاية العام 2016، على أن تستكمل الأمور الجانبية كلها من أسوار، وغيرها في وقت لاحق. وأضاف: تمّ مؤخراً الانتهاء من ترميم وصيانة قلعة مسافي الفجيرة، وتشييد قلعة الحيل التاريخية، وترميم القلاع والحصون المحيطة بها ، فضلاً عن ترميم قلعة أوحله ومسجد البدية، فيما يجري العمل على ترميم قلعة دبا الفجيرة التي سينتهي العمل بها مع قلعة سكمكم نهاية العام الجاري. قلعة ومجرى «قبل التاريخ» وقال الدكتور أحمد الشامسي: إن البعثة الفرنسية، تمكنت من اكتشاف قلعة مسافي التاريخية في وقت سابق ووجدت تحتها مجرى مائياً أثرياً، يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الميلاد، حيث كان أهل مسافي القدماء يعتمدون على القلعة لحمايتهم، وعلى المجرى المائي في ري المزارع، وفي حال تعرضهم لأي هجوم يعتصمون في القلعة، ويدافعون عن أنفسهم، ويشربون من مياهها. وأضاف: اكتشفت أيضاً مقابر جماعية في مسافي، تضم العديد من المقتنيات الأثرية التي تؤكد وجود حياة وتفاعل مع الحضارات العريقة والقريبة في أم النار وجبل حفيت وماجان ودلمون وحضارة وادي سوق، وغيرها من الحضارات. 50 عاماً وكشف الدكتور أحمد خليفة الشامسي رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار مساعي «الهيئة» لاستصدار قانون جديد يعتبر مرور 50 سنة على البيت أو المبنى أو غيرهما، أمراً يضعه تحت مسمى «المواقع الأثرية»، ومن ثم لا يجب الاقتراب منه أو التصرف به إلا بعلم الجهة المختصة. ولفت إلى أن الفكرة موجودة، وتم عرضها على حكومة الفجيرة، سيما أن هناك العديد من المباني القديمة التي تعد ضمن الآثار، وأن ضمها سيكون مفيداً للعمل الأثري في الإمارة. مبخرة وثعبان وبيضة ذكر الدكتور أحمد خليفة الشامسي رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، أن البعثة الفرنسية، وخلال التنقيب في مدافن البثنة وقدفع ومسافي، حصلت على لقى أثرية ذات دلالات خاصة تشير إلى التواصل بين تلك التجمعات البشرية والحضارات الأخرى في حدود الحيز الجغرافي في الساحل الشرقي. وختم: «تم العثور في موقع البثنة، على مبخرة مثبت عليها ثعبان، لافتاً إلى أن ثمة تفسيراً علمياً تاريخياً، يفيد بإمكانية تواصل أهل المنطقة والفراعنة، إذ إن وجود الثعبان في حد ذاته يشير إلى الحضارة الفرعونية القديمة، باعتبار أنه كان أحد الآلهة في تلك الحضارة». ولفت إلى أنه تم العثور على جسم على شكل بيضة كبيرة في موقع قدفع، وهي موجودة في متحف الفجيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©