الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الماء والطاقـة نعمة يفتقدها الآخرون

الماء والطاقـة نعمة يفتقدها الآخرون
7 مايو 2016 00:12
استطلاع: محمد الأمين، منى الحمودي، ناصر الجابري لم يعد الترشيد في استخدام الطاقة في دولة الإمارات أمراً اختيارياً أو حرية شخصية، بل أصبح جزءاً من استراتيجية الدولة وتطبيقاً على الواقع في مختلف المبادرات والمشاريع لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع. وتسعى الجهات المختصة في الدولة إلى تغيير نمط استهلاك الفرد للطاقة، وذلك عبر جملة من الاشتراطات وحملات التوعية، سعياً منها لتخفيض التنامي المتزايد في استهلاك الطاقة تحت عنوان : هدر الطاقة تبذير.. والمبذرون إخوان الشياطين. ويرى أفراد المجتمع أن الوقت حان وبإلحاح إلى ضرورة توقف الأفراد والجهات والمؤسسات عن هدر المال العام، باستخدام الكهرباء والماء في غير الحاجة، وأن تكون هناك رقابة وعقوبات رادعة، من الجهات المختصة، مشيرين إلى أن الآليات واضحة في هذا الشأن، والجميع على وعي بهذا الأمر. يقول محمد النقبي «جميعنا يعلم أن أوقات الدوام الرسمية تنتهي في تواقيت معينة بالنسبة إلى الجهات والمؤسسات، وعلى رغم ذلك نرى الأضواء ساطعة داخل المبنى وخارجه، علما أن أحداً من موظفيه لا يعمل في مثل هذا الوقت، كما أن بعض المواطنين يبنون منازلهم، وفور الانتهاء من أعمال البناء ترى الإضاءة خارج المنزل موازية لتلك القائمة في ملاعب كرة القدم، فلماذا هذا التبذير والاستهلاك الكبير للطاقة من غير حاجة». وأشار إلى أن هذا الهدر يعتبر مخالفاً للشرع والدين، ولا يمتلك الأفراد والجهات ثقافة استخدام الطاقة وترشيد استهلاكها، مطالباً بحملات توعوية وتفتيشية للحد من الاستهلاك المفرط، ومعاقبة المخالفين. ودعا إلى ضرورة التوسع في تطبيق الأنظمة الذكية فيما يخص استخدام الكهرباء والماء، وتطبيق المواصفات العالمية، والاستفادة من الدول الأخرى التي تطبق نظام الترشيد . وطالب بإدراج مفهوم ترشيد استهلاك الطاقة ضمن المناهج الدراسية للطلبة، وزرع بعض التصرفات في نفوس الطلبة، مثل إغلاق الإنارة والتكييف في حال خلو الفصل من الطلبة. الترشيد واجب أخلاقي يقول صالح العبدولي «عندما كنت مقيماً في منزل عائلتي، لم أكن من الذين يعيرون بالاً لأمر ترشيد الكهرباء والماء، وعند استقراري في منزلي الخاص والإحساس بالمبالغ الواردة في الفواتير، بدأت أشعر بهذا الأمر، وهناك الكثير من الأمور التي تستهلك الكهرباء والماء، ولسنا في حاجة ضرورية اليها»، مشيراً إلى أن الدولة عملت على توفير العيش الكريم والرفاهية لأبناء الدولة، ووفرت الكهرباء والماء بأعلى المعايير والمواصفات وبأسعار مناسبة للجميع، لذلك علينا احترام هذا الأمر، وترشيد استهلاك هذه الموارد الحيوية غير الدائمة في الأساس . وأضاف أن الترشيد يساعد في دعم عجلة التنمية والتطور في الدولة، والإهدار يبطئ حركة التنمية والنهضة التي تشهدها، مؤكداً أن حملات التوعية التي تقوم بها الجهات المختصة، وصلت إلى مستوى كبير وعالٍ من التثقيف واإدراك ، لكننا لا نزال نرى عدداً قليلاً منهم يطبق الأمور الخاصة بترشيد الاستهلاك، معرباً عن أمله في أن يكون هناك تفاعل حقيقي من قِبل المؤسسات والأفراد في منازلهم وأماكن عملهم، وفي المرافق العامة. قوانين صارمة وترى رحمة الكمالي، أن القوانين الصارمة من شأنها أن تحل بشكل كبير ترشيد استهلاك الطاقة، وتؤدي دوراً رادعاً للكثيرين من الذين ربما لا تؤثر فيهم حملات التوعية .. يجب إجبارهم على ذلك عبر الغرامات والمخالفات، وذلك في حال تجاوز فاتورة المنزل حدود المعقول من استهلاك الكهرباء والماء، اعتماداً على حجم المنزل والمرافق التي يحتويها وعدد أفراد الأسرة. ودعت أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين إلى التوقف عن الاستغلال السيئ للطاقة، باعتبارها نعمة لا يمتلكها الجميع في بقية دول العالم، ولن يشعر الشخص بهذه النعمة إلا بعد فقدانها، مشيرة إلى أن الكثير من الدول التي لا تمتلك هذه الطاقة، لم تحقق أي تنمية، ولم تستطع أن تنهض أو تحقق أي تطور فيها. وقالت: «لاحظوا المشهد اليومي للعمالة المنزلية التي تقوم بتنظيف سيارة في المنزل، وهي تفتح خرطوم المياه لتضخ كمية تكفي لغسل عشرين مركبة ه، وأخرى تقوم بغسل الفناء الخارجي للمنزل تاركة بركة ماء كبيرة أمامه أنا لا ألوم هذا العامل أو العاملة، بل يقع اللوم على صاحب المنزل الذي لم يكلف نفسه عناء توعية هذه العمالة حيال هذا الأمر». وذكر حسن أحمد أن طبيعة عمله تجعله على إطلاع بالأدوات الجديدة التي تحفظ الطاقة وتقلل من استخدامها، كما أن الوعي لديه بهذه الأمور جعله يعتمد على الكثير من الأجهزة والوسائل في تجهيزات منزله، ومنها أن الأضواء في منزله تطفئ من تلقاء نفسها في حال انعدام الحركة في المكان، كما أنه قام بتركيب الأعشاب الصناعية بدلاً من الطبيعية في حديقة منزله والتي لا تحتاج إلى ري واستهلاك للماء. وقال : في حقيقة الأمر إن مثل هذه الأجهزة والوسائل ذات سعر مرتفع عن بقية الأدوات، وهو سبب ربما يجعل الكثير من الشباب يقومون ببناء منازلهم معتمدين على أدوات ذات تكلفة أقل. وأضاف: «ربما أن تشجيع الصناعات المحلية لمثل هذه الأدوات وبسعر مخفض، سيزيد من الإقبال عليها، وبالتالي تحقيق نسبة لا تقل عن 80% من توفير الطاقة». مراقبة المستورد من جهتها، ترى فاطمة عبدالله أن مستلزمات الكهرباء والماء المصنعة خارج الدولة، تكون في بعض الأحيان رخيصة وتفتقر إلى الجودة ومهدرة للطاقة، ولا تراعي البيئة ومجال الحفاظ على الطاقة، لذلك يجب فرض القيود على المواد والأجهزة المستورة، بحيث تكون صديقة لعملية الاستهلاك، مثل الحساسات والأنظمة الذكية، وصنابير مياه تعمل بالحساسات وبتوقيت زمني لوقف استغلال الموارد التي لا يمتلكها الفرد لنفسه في الأساس ، بل وفرتها الدولة له وبأسعار مناسبة وعليه احترام هذا الأمر. وأضافت «يجب توجيه الأفراد نحو استخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة في مجال الطاقة، خصوصاً أن أغلبها يعمل على توفير الكهرباء والماء، وتخفيض الاستهلاك إلى نصف ما يتم استهلاكه»، مشيرةً إلى أن وجود هذه الأنظمة والأجهزة موجود في بعض الأماكن العامة والمؤسسات، لكن يجب توعية الناس بضرورة استخدام مثل هذه الأنظمة في منازلهم، خصوصاً أن المنازل في الوقت الحالي تشغل مساحات كبيرة، وتشيد بأنظمة الأدوار، وهو ما يعني استهلاك طاقة أكبر. وأشار أحمد خلفان إلى أن الجهات المختصة باستهلاك الطاقة يجب أن تواجه المستهلكين المتسببين بالاستنزاف السيئ للكهرباء والمياه بشكل حاسم، خاصة الهدر في الجهات والمؤسسات الحكومية والمدارس، والتي تكون مضاءة طوال اليوم حتى بعد مغادرة الجميع، كما يترك البعض أجهزة التكييف تعمل على مدى 24 ساعة، وهو نوع من هدر المال العام، والإسراف في استخدام موارد الدولة، مشيراً إلى أن الإسراف أمرٌ يجب التصدي له، إذ ليس هناك أي مبرر لأي جهة أو مؤسسة لاستخدام الإضاءة الخارجية في النهار، وهو أمر يمكن أن ينتقل من جيل إلى آخر. وأضاف «يجب محاسبة ومعاقبة المسؤولين كافة عن هذا الهدر في الموارد الحيوية، كما على الجهات المختصة في الدولة اعتماد أنظمة حديثة في الإضاءة والتحكم وغيرها، للمحافظة على الطاقة وعلى البيئة في الوقت نفسه». دور العائلة وقالت عائشة أحمد «أنا ممن يحافظ على مستويات المياه، والكهرباء، والأمر يعود في المقام الأول إلى الثقافة العامة، فمن يعيش في عائلة تقدّر المياه، والكهرباء وتشدد على أهمية الترشيد، تربي الأبناء وفق الصفات ذاتها». وأضافت «للأسف نشاهد مناظر يومية لاستخدام كميات كبيرة من المياه في أمور ليست مهمة، مثل غسل السيارات أو الملابس، كما تستمر أضواء المنازل ساطعة طوال النهار، من دون مراعاة لأهمية الاقتصاد فيها، وأعتقد أن المبالغ البسيطة لفواتير المياه والكهرباء، هي ما تجعل الكثير في حال لامبالاة حيال هذا الموضوع». وطالبت بالتشدد في الفواتير، ومخالفة العائلات التي لا تلتزم الحدود المعقولة في استخدام المياه، وألا يتم التعامل مع الرسوم الرمزية للمياه والكهرباء بشكل سلبي عبر إيجاد آلية تجعل من العائلات غير الملتزمة عرضة لدفع المزيد من الأموال. وتابعت «أتمنى من الجهات المسؤولة أن تتبنى حملات مستمرة لتوعية المجتمع بالآثار السلبية المترتبة على الإسراف والتبذير، وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية، وتكريمها بشكل دوري لتشجيع الجميع على هذه الثقافة». الجانب الديني من جانبه، قال حمد الحمادي «ديننا الحنيف أوصى بالترشيد في استخدام المياه، والمناهج الدراسية تتحدث عن أهمية عدم الإسراف في استخدامها، وهناك عمل مميز وحملات متواصلة من قبل الجهات المختصة في نشر هذه الثقافة». وأضاف «المشكلة الأساسية تكمن في الاستغلال السيئ نتيجة رخص المياه، والكهرباء، وقد اعتاد البعض عدم المحاسبة في هذا الأمر، ولذلك يجب استحداث قسم خاص يتولى التواصل مع العائلات غير الملتزمة». وتابع «ثقافة الإسراف تنتقل إلى الخادمات أيضاً، فالكثير منهن يستخدمن كميات مبالغ فيها من أجل الري، ذلك لأنهن في بيئة محيطة عامة لا تراعي أبداً أساسيات الترشيد، وبالتالي فالأمر ينتقل إلى كل أفراد الأسرة، وأحياناً إلى الأسر الأخرى». وأشار الحمادي إلى أن الدولة تبذل جهداً كبيراً لأجل تحلية المياه، ولله الحمد نعيش في دولة توفر أعلى المستويات العالمية في مجال الخدمات، ومن منطلق المسؤولية المجتمعية، على كل أفراد المجتمع معرفة دورهم الذي يسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة، ومعرفة أن الماء الذي يُستخدم يأتي بعد عناء وتكلفة، وجهد. معايير عامة بدوره، أكد رامس الجنيبي أن معظم العائلات لا تهتم بالترشيد وذلك يعود إلى غياب الثقافة ، إضافة إلى التقليد الأعمى، والمفاهيم الخاطئة التي تتناقل من عائلة إلى أخرى، مضيفاً أن هناك الآن تنافساً سلبياً بين البعض حول إضاءة المنزل في ساعات اليوم كافة، وبناء مسابح ضخمة تستوعب كمية كبيرة من المياه، ليس لحاجة ملحة، بل لأجل أن يقتدي بجاره. وأضاف: «من المهم وجود معايير عامة يُخالف بناء عليها رب الأسرة في حال تجاوزها، واليوم تقوم الجهات المختصة بالقياس وفحص مستويات استخدام وسائل الطاقة، لكن من دون أثر مباشر، لافتاً إلى أن الفارق بين العائلات الملتزمة وغير الملتزمة، هو تنبيه في بعض الأحيان أو مبلغ مادي بسيط لا يشكّل أثراً». قطع الخدمات ويرى ناصر داوود أن الحل في نشر ثقافة الترشيد يكمن في قطع المياه والكهرباء فوراً عند مستوى معين من الاستخدام شهرياً أو اتباع أسلوب الإنذارات قبل قطعها، فالغرامة المالية لن تجدي نظراً لبساطة المبلغ، وبالتالي كل عائلة تستطيع أن تدفع. وأضاف «علينا ألا ننظر إلى الجانب باعتباره مخالفة تستوجب الدفع، بل أن ننظر إلى الموضوع باعتباره جريمة لا يكتفى فيها بالغرامة المالية أو تشديد المبلغ الشهري المدفوع، بل بعقوبة تقطع الطريق على المهملين والمبذرين، وبالتالي الاعتماد على القطع النهائي إلى حين التزام الأسر، سيدفع العائلات إلى الاهتمام بالموضوع، وغرس الثقافة». ولفت إلى أن الكثير لا يعرف الخطر الناجم عن الإسراف، وأن هناك مبالغ تدفع لأجل توفير المياه، وأن التقسيط في الاستخدام سيؤدي إلى استدامة الثروة المائية». المسؤولية المجتمعية من جانبه، قال علي البلوشي «هناك الكثير من الصور السلبية التي نراها اليوم، والتي تدلل على وجود نقص في الوعي بأهمية عدم الإسراف في المياه والكهرباء، ومن تلك المناظر استمرار صنابير المياه مفتوحة ساعات طوال أحياناً أو استخدام كميات مياه غير ضرورية في الحمام»، مشيراً إلى أنه كان أحد أولئك المسرفين، إلا أن تجربة واحدة غيرت فهمه الكامل في هذا المجال. وأوضح البلوشي: «ذهبت إلى إحدى الدول الأوروبية للدراسة، وعشت فترة مع إحدى العائلات، وصدمتي الأولى كانت عدم السماح بأن يتجاوز وقت استحمامي الخمس دقائق، في البداية انزعجت، ولكن لاحقاً عرفت الأسباب». وأضاف «تسعيرة المياه لديهم مرتفعة جداً، ورفع التسعيرة يهدف إلى المصلحة العامة لاستدامة الثروة المائية، وبالتالي هناك تقدير كبير لقطرة المياه، فضلاً عن الاستخدام العام لها». ونصح البلوشي قائلاً: «أمام كل فرد في المجتمع مسؤولية المحافظة على الممتلكات العامة، والثروة المائية جزء لا يتجزأ من الممتلكات باعتبارها سبباً مهماً للأمن المستدام، وعلينا ترشيد الاستخدام حتى لا نجد أنفسنا أمام معضلة قلة المياه، وهناك أجيال لاحقة علينا التفكير فيها، وضمان حصولهم على مقومات الحياة كلها». تقارير وإحصاءات من جهته، أشار فيصل محمد إلى أن البعض يقوم أحياناً بالإسراف في استخدام مصادر الطاقة، والسبب عدم وجود تحذير مقنع أو إحصاءات محددة أو جوانب واضحة، تؤكد أن هناك نقصاً محتملاً في مصادر الطاقة، مضيفاً أن «التوعية، والحملات بحاجة إلى أرقام ونسب، تبيّن الأثر الواضح للإسراف، لا أن يتم الاكتفاء بالحملات العامة، ورغم تأييدي الكامل للحملات، ودورها التوعوي المهم، إلا أنني أطالب الجهات المختصة بنشر تقارير واضحة، ومبسطة للجميع، بحيث يسهل تناقلها ونشرها بين الناس». وقال حيدر وحيد «إنه لم يكن يراعي موضوع الترشيد بشكل صارم، لكنه تنبه قبل فترة للحملات التي تقوم بها الجهات المعنية، واكتشف أن إطفاء شمعة أو ترشيد قطرة ماء له مردود كبير على الاقتصاد والبيئة، إلا أن ذلك لم يترسخ بعد في أذهان المجتمع من مواطنين ومقيمين». وأضاف «إن موضوع الترشيد يتطلب المزيد من الوعي، ولا يمكن أن يحصل ذلك إلا بحملات مكثفة تستهدف الراشدين»، مشدداً على أهمية أن يدرج هذا الأمر في المناهج التربوية. كما نبه إلى أهمية انخراط الجميع في هذا الاتجاه، باعتباره مسؤولية مجتمعية يشارك فيها الجميع من أفراد ومؤسسات حكومية، في عالم تعاني معظم دوله من شح وندرة المياه الصالحة للشرب، خاصة الإمارات التي تستنزف فيها المياه بسبب الاستهلاك الكبير وغياب الترشيد. الأمن المجتمعي وطالب وحيد بالعمل وفق قاعدة ترشيد الاستهلاك باعتباره محوراً رئيساً في أمن المجتمعات، مع تبسيط التعليمات، وتأكيد أن كل فرد في منزله يستطيع المساهمة في المحافظة على الطاقة الكهربائية وحماية الثروة المائية من التبديد باتباع أمر في غاية الأهمية، مع اتباع قواعد وإرشادات يومية كالتأكد من إغلاق حنفية المياه، وإطفاء أجهزة التكييف والمصابيح الكهربائية، بمشاركة كل المؤسسات والعائلات والأفراد. ولفت إلى أهمية الجهود التي تبذلها شركة أبوظبي للتوزيع من إطلاق المبادرات التي تساعد في نشر الوعي، ومعرفة حجم الاستهلاك، بما يسهم في تغيير السلوك للوصول إلى الاستخدام المستدام للموارد المائية والكهربائية لمصلحة الأجيال القادمة، مشيراً إلى أن على المؤسسات الأخرى تبني سياسات تحد من الاستهلاك، بحيث يصبح الطالب والموظف والعامل أمام مبادرات ومسلكيات يومية ترشد الاستهلاك. من جهته، قال رائد محمد علوي، إنه يفعل ذلك بالنسبة للماء دائماً، أما بالنسبة للكهرباء، فإنه يقوم بذلك في الشتاء فقط، إذ أإن الحرارة العالية تجبره على ترك التكييف يعمل في البيت بشكل دائم، وإلا فإن العائلة لن تتمكن من الاستقرار. وأضاف أن الإمارات كدولة تعي هذا الأمر، ومن المهم في موضوع الكهرباء توجيه المستثمرين والشركات التي تبني مساكن المواطنين، ببناء بيوت مصممة على استهلاك أقل كمية من التبريد، وبالنسبة إلى الماء من المهم توعية أصحاب المزارع والأفراد العاديين بالاستهلاك المنخفض، مشيراً إلى التوسع الكبير الذي تشهده الدولة مع الاستنزاف الذي يؤدي إلى عجز المخزون المائي، ولا بد من تبني سياسات صارمة تحول دون ذلك وتوقف الهدر. وقال «عادات المواطنين والمقيمين واختلاف ثقافاتهم ووعيهم بأهمية الماء واللامبالاة بكمية المياه المهدرة أثناء استخدام المياه من قبل الفرد واستخدام حنفيات ومرشحات ذات تصريف سيئ وعدم الاهتمام بتصليح الرشح من الحنفيات والمعدات، كلها عوامل تؤدي إلى هدر كبير». ترشيد استهلاك المياه وطالب بأن تتبع ترشيد استهلاك واستخدام المياه، سياسة صارمة تتبناها الدولة، وتدخل في جميع مفاصل الحياة، حتى نصل إلى الأهداف المنشودة. أما نبيل شرف، فقال «إن هدر الطاقة والماء سلوك متجذر عند الناس، إلا أنه في المجال الزراعي أكبر، كما أن البلديات تسهم في ذلك من خلال التباطؤ في إصلاح الأنابيب المكسورة التي تهدر في الدقيقة الواحدة الكثير من الماء». واقترح تبني سياسات عامة في هذا المجال، منها زراعة نباتات زينة وأعلاف حيوانية تتواءم والبيئة، وتستهلك كميات أقل من المياه، واتباع كل السبل في اكتشاف البدائل التي تحافظ على مخزون المياه، خاصة في المجال الزراعي الذي يستهلك كميات كبيرة من المياه، وهو ما يؤدي إلى قلة المياه الجوفية وارتفاع درجات الملوحة فيها، وكذلك اعتماد الزراعة المائية كأسلوب قائم على خفض الاستهلاك ، واستبدال طرق الزراعة التقليدية بطرق غير تقليدية، واعتماد نظام الزراعة المائية مشدداً على أهمية ترشيد استهلاك الطاقة في الإمارات، وتقليص الفاقد أو الهدر في الطاقة. إرشادات استخدام الأجهزة المنزلية ? استخدام مصابيح الإنارة التي توفر الطاقة، وتصل نسبة التوفير فيها إلى 80%. ? استخدام أنظمة مجسات الحركة والمؤقتات للتحكم بعمل المصابيح. ? استخدام مصابيح تعمل على تيار منخفض. ? تعظيم الاستفادة من الإنارة الداخلة من النوافذ. ? طلاء الغرف بالألوان الفاتحة، خصوصاً الأبيض. استهلاك المياه يتطلب ترشيد استهلاك المياه في المنازل اتباع خطوات عدة، منها: * إقفال صنبور الماء أثناء غسل الأسنان واستخدام كوب كبير من الماء بدلاً من فتح الصنبور، وإقفاله أثناء غسل الوجه أو الحلاقة. * استخدام منظم تدفق لتخفيض كمية المياه المستهلكة. * استخدام الرذاذ المنخفض التدفق أثناء الاستحمام * غسل الفواكه والخضراوات في حوض أو وعاء لتقليل الكميات المستهلكة * ترك الأطعمة المجمدة في مكان مكشوف مدةً تكفي لإذابتها بدلاً من صب الماء عليها. * استخدام الكمية المناسبة لأغراض الشرب أو إعداد القهوة أو الشاي. * غسل الأطباق في حوض مملوء بالماء، والتأكد من امتلاء ماكينة غسيل الأطباق بشكل تام قبل تشغيلها. * فحص الصنابير وأنابيب المياه بانتظام لاكتشاف أي تسرب محتمل. * استخدام نظام الرذاذ أو الري بالتنقيط في أعمال الري لخفض الاستهلاك، وهما نظامان حديثان يستخدمان أقل كميات من المياه. معدلات الاستهلاك 6 % الزيادة السنوية في استهلاك الكهرباء والماء.. معدل كبير مقارنة بمتوسط النمو العالمي 35 % من استهلاك الكهرباء يذهب للقطاع السكني‏ 31 % منه يذهب للقطاع التجاري توفير 10% منه قد يوفر مبلغ 3,5 مليار درهم سنوياً استراتيجية الإمارات في تنويع الطاقة الغاز الطبيعي: يشكل ما بين 68% إلى 70% الطاقة النووية: 25% الطاقة الشمسية: من 5% إلى 7% من مجموع الطاقة الكهربائية في الدولة تكامل الجهود قالت أمل مراد: «أحرص دوماً على توعية زميلاتي بأهمية عدم استخدام كميات كبيرة من المياه من دون سبب مقنع، كما أقوم بإطفاء الأنوار في حال خروجي من الغرفة أو المنزل، نظراً لواجبي الاجتماعي والوطني، وإدراكي الكامل أهمية مصادر الطاقة». وأضافت «تعد الطاقة مصدراً حيوياً مهماً، ومن دون الكهرباء والمياه لن تكون هناك حياة، وبالتالي إذا أردنا استمرار مصادر الطاقة عقوداً لاحقة وأجيالاً متعاقبة، فعلينا معرفة النسب التي يجب ألا نتجاوزها في الاستعمال، وأن نعمل جميعاً في سبيل نشر الثقافة في هذا المجال». وأشارت إلى أن حملات التوعية «يجب ألا يقتصر تنظيمها على المؤسسات الحكومية، بل أن يشارك أفراد المجتمع، كل في مجاله، فالجامعات يجب أن تضع مساقات تتناول أهمية هذا الموضوع، ومستويات الثروة المائية، والطاقة في دولة الإمارات، كما أن للمساجد دوراً في التوعية من خلال خطب الجمعة، والحديث عن الجانب الديني المؤكد على الترشيد، والنهي عن الإسراف، وعلى الإعلام الوطني دور في نشر المقالات والأخبار التي تحث أفراد المجتمع كافة على التزام المستويات المحددة، فالقضية هي قضية تكامل اجتماعي، لن تحل إلا بتضافر الجهود».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©