الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صابحة سعيد: الحاجة لوجود سائقة تاكسي ضرورية

صابحة سعيد: الحاجة لوجود سائقة تاكسي ضرورية
3 يونيو 2009 01:18
في ظل وجود سبعة من الأبناء في مراحل التعليم المختلفة وتزايد متطلباتهم المعيشية، بدأت صابحة يعقوب سعيد في التفكير في الكيفية التي يمكن أن تزيد بها دخلها وتساعد زوجها في مكابدة أعباء الحياة، فلم تجد أفضل من مهنة سائقة للقيام بها، خاصة وأنها على علم تام بجميع طرق الدولة - بحسب ما ذكرت صابحة- فخبرتها في قيادة السيارات تمتد إلى ما يزيد على 22 عاماً، ولذا فكرت في استثمار هذه الخبرة في الارتقاء بالمستوى المعيشي لأسرتها ومشاركة الزوج مسؤولياته التي تزايدت. اختبار واختيار سعت صابحة في عام 2004 إلى الالتحاق بـ»دار زايد لرعاية الأيتام» في منطقة الخزنة، للعمل كسائقة للحافلات الصغيرة، التي تقل نزلاء الدار، ومع نجاحها في الاختبارات الأولية، إلا أن الاختيار لم يقع عليها لشغل تلك الوظيفة، تقول «وقع اختيار مسؤولي الدار على أخريات بحجة أنهن متفرغات وعازبات، وأكثر قدرة على الوفاء بمتطلبات الوظيفة، على الرغم من أنني ومعي عدد من المواطنات المتقدمات لشغل هذه الوظيفة أبدينا موافقتنا على كل شروط العمل والالتزام بساعات الدوام الرسمية شأن جميع العاملين في الدار». وأضافت «في ذلك الوقت وحين لم يتسن لي العمل في تلك الوظيفة، غيرت وجهة تفكيري، وتعاملت مع الأمر بمرونة، وحاولت العمل كسائقة تاكسي، لا سيما وأنني أعلم تماماً مدى الحاجة لوجود سائقة تاكسي من النساء لأن خروج المرأة وركوبها التاكسي بمفردها مع سائق رجل، عملية محفوفة بكثير من المخاوف وأسباب التوتر لكافة أفراد الأسرة، ولكن عندما تقود التاكسي امرأة، فهذا أدعى للشعور بالأمان سواء من النساء اللواتي يستخدمن سيارات النقل الجماعي في تنقلاتهن، أو من جانب ذويهم». رخصة القيادة استطاعت صابحة تحقيق المرحلة الأهم من حلمها في العمل كسائقة تاكسي، والمتمثلة في الحصول على رخصة قيادة التاكسي في أواخر عام 2007، وكان ذلك وسط احتفال كبير في إحدى الأسواق التجارية في مدينة العين، بسبب اختراق المواطنات لهذا المجال الجديد، تقول «هذا العمل يثبت قدرتنا على تحمل مسؤوليات العمل وأعبائه، حتى لو كان من تلك الأعمال التي توصف بالشاقة، وأيضا يفتح الباب أمام كثيرات من المطلقات والأرامل اللواتي يردن استثمار أوقاتهن بالشكل الذي يعود عليهن بالنفع المادي، وفي ذات الوقت التغلب على واحدة من المشكلات المجتمعية الهامة، والمتمثلة في خوف المرأة من ركوب سيارة التاكسي بمفردها، حتى لو كانت لمجرد الذهاب للتسوق أو لعيادة الطبيب، مما يستلزم الاستعانة بأحد أفراد الأسرة، وهو ما قد يعطله عن قضاء مصالح أخرى تخصه». عراقيل ومنذ ذلك الحين قرعت صابحة كل الأبواب للاستفادة من تلك الرخصة، والعمل في هذا المجال، إلا أنها اصطدمت بكثير من العراقيل، تصفها بقولها «أول العراقيل هي ضعف المرتبات التي لا تتجـــاوز 1500 درهم في معظم الشركات المسؤولة عن تشغيل مشروعات التاكسي، ومع أن إحدى هذه الشركات عرضت علي مبلغ 3000 درهم للعمل كسائقة، إلا أن هذا الراتب لا يفعل الكثير في ظل غلاء المعيشة وهذا الكم من الأبناء، فحاولت امتلاك سيارة تاكسي خاصة بي، إلا أن القوانين أيضا لم تسمح بذلك، لأن كل سيارات النقل الجماعي الجديدة صارت تخضع للشركات وليس للأفراد، كما كان الحال في السابق». محاولات فشلت جهود صابحة للاستفادة من رخصة قيادة التاكسي التي حصلت عليها، منذ ما يقرب من عام ونصف العام. ومع ذلك -تقول-: ما زلت أتمسك بأهداب الأمل، في أن يتم الاستعانة بي للعمل على الأقل كمشرفة في واحدة من شركات التاكسي العديدة، أو أي من مشروعات النقل الجماعي المنتشرة حاليا في أبوظبي، للاستفادة من معرفتي الجيدة بعالم قيادة السيارات وكل طرق وشوارع أبوظبي، خاصة وأن معظم قائدي سيارات التاكسي القادمين من الجنسيات الأخرى، لا يعلمون مناطق وشوارع أبوظبي بشكل جيد، مما يسبب مشكلات عديدة لمستخدمي هذا النوع من وسائل النقل». وحول رأي الأهل في دخولها هذا المجال، أوضحت قائلة: «إن زوجي لم يرحب بالأمر ولم يعترض خاصة وأنني أعرف أن دوري الأساسي في الحياة أنني أم ولم أقصر في ذلك يوما». هذا ما انعكس على تفوق جميع أبنائها وبناتها في مراحل التعليم المختلفة، بدءا من الابنة الكبرى التي تقوم بتحضير دراسات عليا في إحدى جامعات الإمارات، وانتهاء بأصغر أولادها في الروضة، كما أن زوجها يعلم مدى حاجة المجتمع لمثل هذه الوظيفة، ولذلك كان يتوقع أن يتم تشجيعها على العمل، حتى تكون مثلا للكثير من النساء اللواتي يرغبن في الخوض في هذا المجال، المتناسب مع ظروف كثير منهن، لأنه لا يتطلب مؤهلات علمية ولا لغات أو ما شابه، ومن ثم فهو مجال سهل ويسير، أمام كم من الباحثات عن فرص عمل تخلو من الشروط الصعبة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©