الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

غادا فؤاد السمان تصدر «كل الأعالي ظلي»

غادا فؤاد السمان تصدر «كل الأعالي ظلي»
3 يونيو 2009 01:28
صدرت حديثاً للشاعرة السورية غادا فؤاد السمان مجموعة شعرية جديدة بعنوان «كل الأعالي ظلي»، وذلك ضمن إصدارات دار فضاءات الأردنية، وفي هذه المجموعة تستعرض غادا فؤاد قدرتها الفذة على ترويض اللغة وتشكيلها بالطريقة التي تريد، حيث يظل ذلك الاعتداد المزين بالاختلاف واضحاً في نصوصها، تقول: «دمشقيةٌ وحسبي/ أننّي.../ لستُ المدينة/لستُ أطلالها/ لكنني بالتأكيد غيمة عامرة/ تختزل سرّ المعنى والتباهي/ وهي تمطر نزقا/ لا يُثمر في كياناتكم المُتصحّرة أبداً». وبمهارة تعتلي الشاعرة صهوة القدرة، وتنبئ بنمرة غير هيابة تفرد قدرتها على نسج الجملة خيطاً خيطا وبإتقان، ومنذ البدء تعلن غادا بطريقتها الخاصة اللاذعة توقها للضوء والحرية: «أتوق للبوح.../ ككل البكم في هذا العالم. أتوق للحرية.../ ككل الزواحف المحكومة بالعتمة./ أتوق للكتابة.../ ككل الخارجين توّا، /من دورةٍ مكثّفةٍ لمحوِ الأميّة». ويلاحظ القارئ وعبر امتداد النصوص أن غادا لا تغادر علياءها إلا لتخمش بأظافر المفردات وجه الخنوع والانحناء: «لكل شاعر من ضفّة الفراق/ نصيبه الوافر/ ومن «الكربلائياتِ» الزاحفة/ على جسدِ العناقِ/ إيقاعه المنشود». ومع أن سطح المرايا التي تشكل جزءاً من عدتها، لا يعكس سوى ماضي الكلمات/ صوراً رومانتيكية ذات مدلولات جنسياسية، فإن الشاعرة لا تستنطق ماضي هذه المرايا، بقدر ما تعامله كزائر ملتاث التعبير، من هنا نشعر ونحن نقرأ، أن ما يبدو احتجاجاً، وصف، أو قصدا، سرعان ما يتخلص من هذا الظاهر ليكشف عن باطن آخر أعمق وابعد، هو لذة الكتابة. ذلك أننا نطل، عند كل قصيدة على «بيت الكائن، اللغة». يكفي أن تقرأ، بتأنٍ دون أحكام مسبقة، كي ينيرك المعنى بصمت، فيشبهك كقناع الحرية، اللغة هنا لا تتوسل أي مجاز، رمز، استعارة، وإنما تشمخ، في حقل الإفصاح، بكل عريها «لبنتها الأولى»، مبنى دقيق التجاور بين الفاظة إلى درجة لا انفصال فيها بين ما يوحي به دفق الكلمات في شاشة الذهن، وبين ما ترسله القراءة من إشارات فورية، ومهما كانت سرعة حوافز الإيقاع التي يتميز بها الديوان، فإننا نرى عبر ما يخضع لقانون التقطيع، أعالي القصيدة كظل أنثى لم تفقد بريق سنواتها، قدراتها على إعادة الشعر إلى بيت الكائن.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©