الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«سامسونج» تسعى إلى التفوق على «آبل»

«سامسونج» تسعى إلى التفوق على «آبل»
22 فبراير 2013 22:29
لم يسبق أبداً لصانعة أجهزة آي فون وآي باد وآي بود أن واجهت منافساً قادراً على صناعة هاتف ذكي أو كمبيوتر لوحي - بما يشمل ديل وهيوليت باكارد ونوكيا وبلاكبيري - إلى أن ظهرت سامسونج إلكترونيكس. ويعتبر هاتف الشركة الكورية الجنوبية جالكسي إس 3 الذكي أول جهاز يتسابق جنباً إلى جنب مع آي فون آبل من حيث المبيعات. وبرزت سامسونج من خلال أجهزة هواتف جالكسي وتابليت أخرى كمتحد قوي لآبل أكبر مُصنع إلكترونيات المستهلك. وتعتبر هاتان الشركتان هما الوحيدتين اللتين تحققان أرباحاً في صناعة الهواتف المحمولة المنطوية على تنافسية شديدة، حيث تأخذ آبل 72% من الأرباح وتحصل سامسونج على الباقي. غير أن هذين المتنافسين اللذين يتعاركان في السوق وأمام المحاكم عالمياً تختلف كل واحدة منهما عن الأخرى اختلافاً شاسعاً. ذلك أن سامسونج إلكترونيكس، التي تعد إحدى الشركات الرئيسية التابعة لمجموعة سامسونج العملاقة الكورية الجنوبية تصنع رقائق ذاكرة الكمبيوتر وشاشات مسطحة، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من منتجات المستهلك كالثلاجات والغسالات الكهربية والمجففات وآلات التصوير والمكانس الكهربية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية والطباعات وأجهزة التلفاز. وبينما تعول آبل في نجاحها على إنشاء أسواق جديدة والهيمنة عليها مثلما فعلت مع آي فون وآي باد، تكثف سامسونج استثمارها في دراسة الأسواق القائمة والابتكار داخلها. أبحاث السوق وقال كيم هيون سوك أحد النواب التنفيذيين لرئيس سامسونج خلال محادثة عن مستقبل الأجهزة المحمولة وأجهزة التلفاز: «نحن نحصل على معظم أفكارنا من السوق». وأضاف: «السوق هي القاطرة المحركة ولذا لا نسعى إلى توجيه السوق في اتجاه محدد». وهذا تباين صارخ مع فلسفة مؤسس آبل الراحل ستيفن بي جوبز الذي رفض فكرة الاعتماد على بحوث السوق، وهو الذي قال إن المستهلكين لا يعرفون ما يريدون. صحيح أن كل ما تفعله سامسونج بدءاً من طريقة إجراء البحوث وانتهاءً بالتصنيع يختلف عمّا تفعله آبل. فهي تتهكم على آبل في إعلانات ساخرة، بينما تعلو آبل بنفسها عن المشاجرة أو المجادلة. بل إن سامسونج ربما يصل بها الأمر إلى ممارسة بعض الضغوط على مصممي آبل البارزين. فقبل أن تطلق آبل آي فون 5 المزود بشاشة أكبر من الطرز السابقة، كانت سامسونج تبيع بالفعل هواتف ذات شاشات أكبر مثل جالكسي نوت وهو عبارة عن هاتف ذكي كبير الحجم شاشته مقاس 5?3 بوصة أو 13?5 سنتيمتر. وتسبق سامسونج آبل من حيث الإنفاق على البحث والتطوير: 10?5 مليار دولار أو 5?7% من الإيرادات مقارنة مع إنفاق آبل البالغ 3?4 مليار دولار أو 2%. القيمة السوقية وتعتبر سامسونج إلكترونيكس أكبر قليلاً من آبل من حيث الإيرادات، 183?5 مليار دولار مقارنة بنحو 156?5 مليار دولار، ولكن آبل أكبر من حيث القيمة السوقية. لدى سامسونج 60 ألف موظف يعملون في 34 مركز بحوث في أنحاء العالم بما يشمل روسيا وبريطانيا والهند واليابان وإسرائيل والصين ووادي السليكون. وهي تستطلع آراء المستهلكين وتشتري تقارير بحوث طرق ثالث، ولكنها أيضاً تسكن موظفين في الدول ليدرسوا التوجهات أو لمجرد استلهام الأفكار. وقال مصممو جالكسي إس 3 إنهم استلهموا أفكاراً من رحلات إلى كمبوديا وهلسنكي ومن معرض فنون سلفادور دالي بل من رحلة ركوب منطاد في أفريقيا. فلديها 1000 مصمم ذوي خلفيات متنوعة كعلم النفس وعلم الاجتماع والإدارة الاقتصادية والهندسية. وقال تشانج دونجهون أحد نواب رئيس سامسونج التنفيذيين الذي يرأس أعمال تصميم الشركة: «تستهلك عملية البحث جهوداً لا يتصورها أحد». وأضاف: «نحن نسلك جميع الدروب ضماناً لفهم التوجهات فهماً صحيحاً». وقال: «إنه حين تبحث الشركة الأسواق لمنتج بعينه، فإنها في الوقت ذاته تدرس أيضاً التوجهات في مجالات الأزياء والسيارات والتصميم الداخلي للمنازل». وصف سونج هانجيل مصمم منتجات في سامسونج زيارة إلى منتجع مارينا باي ساندز في سنغافورة. كان يريد أن يبتكر عاملاً تأثيرياً يعطي الإحساس بأن مياهاً تفيض من الشاشة. ونتيجة لذلك، فإن الصنابير الموجودة على شاشة الهاتف جالكسي إس 3 تُحدث تأثيراً موحياً فريداً. ويعكس تصميم هاتف جالكسي نوت هذا النوع من بحث المستهلك. فمن خلال جماعات التركيز والمسوحات، تبين لسامسونج أن العديد من عملائها يريدون جهازاً يصلح للكتابة باليد والرسم وتبادل الملاحظات. ووجد متحدثو اللغات الآسيوية على نحو الخصوص أن كتابة أحرف على جهاز باستخدام قلم أسهل من الطباعة، وهذه الأفكار والآراء قادت إلى ابتكار جالكسي نوت الذي يعتبر هاتفاً ذكياً مزوداً بقلم رقمي. النسخ والتقليد يأتي بعد ذلك البحث على ما يبدو أقرب إلى التقليد أو النسخ. إذ أقامت آبل دعوى قضائية على سامسونج العام الماضي لإخلالها بحقوق براءات الاختراع وكسبت حكم بغرامة قدرها مليار دولار. وتمثل أحد أكثر الأدلة صخباً في تقرير مفصل يفكك كل خاصية من خواص تركيبات آي فون وبرمجياته ويقارن كل خاصية من خصائص آي فون بنظائرها في هاتف سامسونج. يذكر أن سامسونج تسعى إلى نقض الحكم أمام المحكمة. وقال كيفن باكينجهام مدير المنتجات في سامسونج إن فهم السوق يساعد الشركة على إقناع شركات الاتصالات ببيع هواتف وتابليت سامسونج. وقال أيضاً: «هذا نوع من الخلطة السرية». يذكر أن سامسونج تكثف الإنفاق على الإعلانات عالمياً وتسبق آبل في هذا المضمار. نقلاً عن: انترناشيونال هيرالد تريبيون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©