الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عودة العافية لصناعة تكرير البترول في الولايات المتحدة

عودة العافية لصناعة تكرير البترول في الولايات المتحدة
22 فبراير 2013 22:30
شهدت صناعة تكرير النفط الأميركية صعوداً كبيراً بفضل طفرة النفط والغاز الصخري، ما جعل أسهم شركات مثل ماراثون بتروليم وتيسورو الأفضل أداء وسط كبريات شركات الطاقة العام الماضي. وما يدل على مدى قدرة إنتاج النفط والغاز الصخري على تغيير هذه الصناعة هو أن عمليات المصافي أضحت أكثر تنافسية عالمياً في الولايات المتحدة التي تمكنت من تصدير أحجام قياسية من منتجات النفط مثل وقود الديزل. ويوضح تحليل نشرته بي إف سي اينرجي الاستشارية انه خلال عام 2012 ارتفعت أسهم مصافي الولايات المتحدة بنسبة تراوحت بين 57 و105% ما جعلها تحقق أقوى تعاف منذ انهيار أسعار النفط وهوامش أرباح عمليات التكرير في عامي 2008 و2009. ونشرت أهم المصافي الأميركية نتائجها عن السنة بكاملها في الأسبوع الأخير من شهر يناير ومن المتوقع لها جميعاً تحقيق أرباح عالية، حيث رجح محللون ارتفاع أرباح الأسهم بنسبة 40% في فاليرو إينرجي و44% في تيسورو و63% في ماراثون بتروليم. ويعود الفضل في استعادة عافية المصافي الأميركية إلى طفرة النفط الصخري التي ما كانت لتحدث لولا تقدم عمليات الحفر الأفقي والتفتيت الهيدروليكي التي أزاحت الغطاء عن احتياطيات كانت يستحيل الوصول إليها من قبل. وأدى إنتاج النفط البري في ولايات أهمها نورث داكوتاو تكساس إلى توسيع الفجوة بين أسعار النفط الأميركي المحلي والخام المتداول دولياً. ففي يوم الجمعة 25 يناير بلغ سعر خام برنت المرجع الدولي حوالى 113 دولارا للبرميل، بينما كان سعر خام غرب تكساس المتوسط في كوشينج أوكلاهوما نحو 96 دولاراً للبرميل وفي ميدلاند غربي تكساس كان أقل سعر عند نحو 88 دولاراً للبرميل. تأمين الإمدادات لدى المصافي التي تستطيع تأمين إمداداتها من هذا الخام الأقل سعراً ميزة تنافسية الأمر الذي يزيد هوامش أرباحها في الولايات المتحدة وجعلها أكثر تنافسية في أسواق التصدير، خصوصاً في اقتصادات ناشئة مثل المكسيك التي على عكس الولايات المتحدة لا يزال الطلب على الوقود متنامياً. وقال روبن ويست من بي اف سي إينرجي: «تغير هيكل صناعة تكريره النفط الأميركية تغيراً كاملاً». وأضاف أنه حتى وقت قريب مضى كان النفط يستورد ويتم تكريره في مصاف ساحلية ثم ينقل إلى داخل الولايات المتحدة. أما الآن حسب قوله يتم إنتاج الخام محلياً ثم يرسل إلى السواحل وهو يعتبر المعدن الذهبي للمصافي التي تستطيع الحصول عليه. وتعتبر المصافي الداخلية الأقرب مسافة من الإنتاج الجديد هي المستفيد الرئيسي. وارتفعت قيمة أسهم هوليفرونتير المتمركزة في دالاس التي لديها مصاف في كنساس ووايومنج ونيومكسيكو وأوكلاهوما ويوتاه بأكثر من الضعف العام الماضي. ومع ذلك تمكنت المصافي الساحلية أيضاً من تأمين إمدادات أرخص، أحياناً عن طريق عكس اتجاه تدفق خطوط الأنابيب مثل خط أنابيب سيواي الذي كان ينقل النفط في الماضي من تكساس إلى كوشينج ولكنه يعكس الآن اتجاهه - أو عن طريق نقل النفط في قطارات السكك الحديدية. وقالت فيليبس 66، مجموعة التكرير وخطوط الأنابيب والكيماويات العام الماضي، إنها تخطط لشراء ما قد يصل إلى 2000 عربة قطار خزان لنقل الخام الداخلي الأرخص إلى مصافيه الواقعة على الساحل. ومن شأن التوزيع واسع النطاق للخام الرخيص أنه حتى شركة مثل فاليرو التي تقع نصف مصافيها في منطقة خليج المكسيك استفادت أيضاً. كما استفادت المصافي الأميركية أيضاً من أسعار الغاز الطبيعي المنخفضة الناتجة أيضاً من طفرة الغاز الصخري. تقليل المعروض وكان من شأن بعض الحوادث كالحريق الذي نشب في مصفاة ريشتموند التابعة لشيفرون في كاليفورنيا والحادثة التي وقعت في المصافي الجديدة التي تمتلكها رويال داتش شل وارامكو السعودية بورت ارثر، تكساس ساعدت على تقليل المعروض في السوق وبالتالي على زيادة أرباح المصافي. لم تسترجع أسهم المصافي الأميركية عموماً ذروة طفرة منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة التي سميت أحياناً بعصر المصافي الذهبي. فبالمقارنة مع مستويات 2007 المرتفعة تقل أسهم تيسورو بنسبة 30% تقريباً بينما تقل أسهم فاليرو بنسبة 50%. غير أنه وسط أداء صناعة الطاقة المتقلب العام الماضي يعتبر أداء المصافي الحالي مبهراً. ويوضح تحليل بي اف سي لأكبر 50 شركة طاقة في العالم من حيث القيمة السوقية أن أسهم الشركات الأميركية التي تنتج النفط والغاز الصخري شهدت أداءً متفاوتاً بالنظر إلى تضرر بعضها من أسعار الغاز الطبيعي الواهنة. وارتفع سهم إي او جي بنسبة 20% بينما هبط سهم ديفون بنسبة 18%. يذكر أن أسهم أكبر شركات النفط الغربية ثبتت أو انخفضت قليلاً بينما انخفضت أسهم بتروتشاينا وجازبروم بنسبة 7% و8% على الترتيب. ومع استمرار طفرة النفط الأميركية، يبدو أن قوة صناعة المصافي ستدوم لفترة سنة أو سنتين على الأقل. غير أن ويست يحذر من أنه مع زيادة إنتاج المصافي فإن الربحية ستكون مرشحة للانخفاض. وفي هذه الصناعة المنطوية على دورات متعاقبة، حتى لو أن طفرة النفط والغاز الصخري استمرت فإن الدفعة التي تعطيها للمصافي، ربما لا تدوم طويلاً. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©