محمد حامد (دبي)
هبط ترتيب المنتخب الأرجنتيني في تصفيات التأهل لمونديال روسيا 2018 إلى المركز الخامس قبل 4 جولات على نهاية المشوار، وذلك بعد الهزيمة في لاباز على يد المنتخب البوليفي بهدفين دون مقابل في غياب ليونيل ميسي الموقوف 4 مباريات، وبذلك يبتعد المنتخب الأرجنتيني «مؤقتاً» عن التأهل المباشر للمونديال، حيث يصعد 4 منتخبات تلقائياً من أميركا الجنوبية، فيما يخوض صاحب المركز الخامس ملحقاً تأهيلياً.
من فوق ارتفاع يصل إلى 3640 متراً سقط المنتخب الأرجنتيني على يد نظيره البوليفي، فقد كانت المباراة تقام باستاد هيرناندو سيليس بالعاصمة لاباز، وهي أكثر عواصم العالم ارتفاعاً عن سطح البحر، وتكرر مشهد السقوط المدوي والتاريخي للتانجو في لاباز، فقد تمكن المنتخب البوليفي من إلحاق الهزيمة بمنتخب مارادونا بسداسية لهدف في تصفيات التأهل للمونديال، وهي المباراة التي أقيمت في أبريل 2009، وكانت الهزيمة الأسوأ لمنتخب التانجو في 60 عاماً.
ويبدو أن غياب ميسي هو العنصر الأكثر تأثيراً على حظوظ منتخب التانجو ومسيرته في التصفيات المونديالية، كما أنه الأكثر حضوراً في الصحف العالمية، فقد حصل المنتخب الأرجنتيني على 15 نقطة من أصل 18 نقطة متاحة في 6 مباريات بمشاركة ميسي في التصفيات، فيما كانت الصورة على العكس من ذلك في غياب ليو، فقد جمع رفاقه 29% من النقاط، أي 7 نقاط من أصل 24 نقطة متاحة في 8 مباريات، وظهر تأثير ليو تهديفاً وصناعة للأهداف، فقد سجل التانجو 9 أهداف في حضوره، و6 في غيابه.
وعلى الرغم من أن قوائم الأرجنتين متخمة بأشهر نجوم العالم الذين ينشطون في أكبر الأندية الأوروبية، وعلى رأسهم أنخيل دي ماريا، وجونزالو هيجواين، وسيرخيو أجويرو، ولافيتزي وغيرهم، فإن ميسي يظل النجم الأكثر تأثيراً في الأداء والنتائج وفقاً لما تقوله الأرقام والإحصائيات.
مفاجأة بوليفيا تشغل العالم، والصحافة اللاتينية والعالمية في ظل الفوارق الكبيرة بين المنتخب البوليفي المتواضع ونظيره الأرجنتيني على المستويات كافة سواء تاريخاً أو حاضراً، حيث تبلغ القيمة السوقية والمالية لنجوم الأرجنتين الذين يلعبون لأكبر أندية العالم 500 ألف يورو، فيما لا تتجاوز القيمة المالية والسوقية لعناصر منتخب بوليفيا 7 ملايين يورو، أي أن قيمة المنتخب الأرجنتيني تصل إلى 71 ضعف قيمة منافسه، الذي نجح في إسقاطه بهدفين وجعل مهمته في التأهل للمونديال أكثر تعقيداً.
بدورها كشفت صحيفة «أولييه» الأرجنتينية عن اللحظات الصعبة التي عاشها ميسي في استاد هيرناندو سيليس، بعد أن علم بقرار منعه من المشاركة أمام بوليفيا والإيقاف 4 مباريات قبل المباراة بساعات «نحو 5 ساعات»، مما جعله يشاهد المباراة من الغرف المغلقة في الملعب، رافضاً أن يكون حاضراً في المدرجات لمشاهدتها من الملعب.
وأشارت الصحيفة الأرجنتينية إلى أن منتخبها سقط من مرتفعات لاباز، ولم ينعم بالسلام في عاصمة السلام، حيث إن ترجمة اسم العاصمة البوليفية «لاباز» تعني السلام، كما نشرت الصحيفة تسجيلاً صوتياً أرسله دييجو أرماندو مارادونا نافياً فيه ما تناقلته بعض وسائل الإعلام وتغريدات عبر تويتر تتناول دوراً مشبوهاً لمارادونا في إيقاف ميسي، حيث يعمل النجم الشهير سفيراً للفيفا، وأصبح قريباً من مراكز صناعة القرار منذ تولي إنفانتينو رئاسة الفيفا، ونفى مارادونا أنه أوصى أو شارك في قرار إيقاف ميسي 4 مباريات.
وأصدر نادي برشلونة بياناً لدعم ميسي، جاء فيه: «نعلن عن أننا نشعر بالاستياء جراء عقوبة إيقاف ليونيل ميسي، نحن في برشلونة نعتبر هذه العقوبة غير عادلة ولا تتناسب مع الفعل تماماً، ندعم ميسي باعتباره رياضياً مثالياً في سلوكياته سواء داخل الملعب أو خارجه».
من ناحيتها شنت الصحافة الكتالونية هجوماً حاداً على الفيفا، ووصف صحيفة «سبورت» إيقاف ميسي بالفضيحة، فيما أشارت صحيفة «موندو ديبورتيفو» إلى أن قرار الفيفا بإيقاف ميسي 4 مباريات دولية هو الانتقام بعينه عقاباً لميسي على عدم حضوره حفل الفيفا لأفضل لاعب في العالم، والذي شهد تتويج كريستيانو رونالدو بلقب أفضل لاعب في العالم.
عدد اليوم
