الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحمول في أيدي الصغار ضرورة أم للتسلية؟

المحمول في أيدي الصغار ضرورة أم للتسلية؟
26 ابريل 2008 22:12
تحول الهاتف المتحرك في حياتنا من ضيف إلى مقيم معنا! ولعله في القريب سيصبح عضواً مطلوباً في البيت من جميع أفراد الأسرة، يصل البيت بالشارع والعمل بالإجازة، والملعب بحمام السباحة·· فالجيل الجديد من أطفالنا يفتح عيونه بيقظة على هذا الاختراع الجديد ''الموبايل'' ويتداول استخدامه إلى حد لم يعد يتوقف الرنين في أرجاء المنازل، فبعضهم يقتنيه فقط ''للتسلية'' أو ''المباهاة'' أو ''صديقاً'' أو ربما ''خادماً'' يلبي احتياجاته وطلباته· لكن أكثر ما يثير الدهشة أن البعض يطالب بالتأمين على الصغار ضد المبالغة في استعماله وإساءة فهم أهميته، من خلال وضع ضوابط صارمة حول تداوله بينهم، فضلاً عن قيمة الفواتير الثقيلة على الوالدين! مظاهر كاذبة يرى محمد حسين ''13 سنة''- طالب في المرحلة الابتدائية-: ''أن حمل الهواتف المتنقلة أصبح عند الصغار موضة، فالكثير من أصدقائي لديه أكثر من هاتف، والسبب هو للتباهي بين أصدقائه، وكل هذه الأمور هي مجرد مظاهر، فهم لايدركون الأضرار الناجمة عن استعمال الهاتف المتحرك بكثرة، وأنه يتسبب بالكثير من الأمراض سواء للأذن أو الرأس أو الأعصاب أو باقي أعضاء الجسد، لذا يجدر بهؤلاء الأطفال أن يقضوا وقتهم فيما ينفعهم بدلاً من هدر الوقت دون طائل في مظاهر كاذبة لمجرد المباهاة أنهم يمتلكون هاتفاً''· لفت أنظار البنات أما أحمد الجسمي ''16 سنة'' طالب، فيرى: ''أن الموبايل أصبح يستحوذ على تفكير الكثير من الصغار والمراهقين، ربما بهدف التميز عن زملائه، ولفت النظر إليه سواء أنظار الفتيات أو سواهن، حيث نرى الجميع -صغاراً وكباراً- يمتلكون هواتف بمختلف الأحجام والأشكال والألوان، في الغرف أو الحقائب المدرسية، وإن لم يكن استخدامه ملحاً، لكنهم يفاخرون بامتلاك تلك الهواتف، وتحت أعين أولياء الأمور الذين يتساهلون مع أبنائهم فيسمحون لهم بامتلاكها، كما تساهلوا معهم في استخدام ''الإنترنت'' في غرفهم بدون حسيب أو رقيب!''· متوفر بسهولة على الجانب يقول جابر الطنيجي- طالب في الصف السادس-: ''أنا لا أستخدم الهاتف إلا لغرض محدد يضطرني لاستخدامه، يكون مفيداً لي ولغيري، لأنه وجد للاستفاده منه وليس للمباهاة أو إزعاج الآخرين به، بعدما تحول إلى ''موضة'' انطلاقاً من أن الأجهزة الجديدة المتطورة التي تقدم لمستخدمي الهاتف أصبحت تغريهم باقتنائه، إضافة الى رخص أسعار الخطوط الهاتفية والأجهزة، فالهاتف المتحرك كان سعره في الماضي يتراوح من (2- 4 ألف درهم)، بينما الآن أسعاره منخفضة وفي متناول الجميع، تبدأ الأسعار من (200 درهم) مما سهل ذلك للجميع الحصول عليه بسهولة· موضة دارجة تلك بعض آراء الأولاد، فهل تختلف آراء البنات عنهم؟ تعترف لميس خالد (10 سنوات) قائلة: ''أمتلك جهازين من الهواتف المتحركة، أحدهم في غرفتي، والآخر في حقيبتي، وفاتورة الهاتفين تستهلك نصف مصروفي أي بين (200-500) درهم شهرياً، علماً بأنني أستخدمه مع صديقاتي للثرثرة وتمضية وقت الفراغ، وسبب توفر هاتفين لدي لمواكبة ''الموضة الدارجة'' وحب التباهي أمام صديقاتي''· بينما تقول سامية درويش (12 سنة): ''اقتنيت الهاتف المتحرك لمدة 4 أشهر، سرعان ما تخلصت منه، لأن فاتورته كبيرة أرهقتني مادياً، خصوصاً أنني تلميذة، أحصل على مصروف محدد من أهلي، لكنني الآن مرتاحة جداً منذ تخليت عنه''· أما مروة سهيل- طالبة في الرابع الابتدائي، فتقول: ''أنصح الصغيرات اللواتي هن في مثل عمري بعدم استخدام ''الموبايل'' إلا وقت الضرورة، وكذلك على أهالينا مراقبتنا في هذه الناحية، وأجر ألاَّ يسهل تفشي ظاهرة الهواتف الخاصة للصغار، وخاصة في المدارس من دون أن تكون هناك حاجة فعلية إليه''· رأي علم النفس ترى الأخصائية في علم النفس فاطمة سجواني: ''أن ''الموبايل'' أصبح اليوم ضمن الرفاهيات التي يشب عليها النشء الجديد في المجتمعات الحديثة، رغم أن تلك الهواتف لا تستخدم دائماً بطريقة صحيحة أو واعية، والأكثر من ذلك أن الشريحة العمرية الصغيرة تصطحبه معها إلى المدرسة، وتبدأ سلسلة من الإزعاجات بسببه، وهم بذلك لا يدركون مدى أضراره على أجسادهم وعقولهم وحتى على حياتهم اليومية ودراستهم''· وتضيف السجواني: ''في دراسة حديثة أكدت وجود معدلات تنذر بخطر الإصابة بسرطان المخ بين بعض مستخدمي الهواتف المحمولة، فقد أكد الطبيب ألان بريس- رئيس قسم الفيزياء الحيوية في ''مركز بريستول''- أن وجود تأثير على المخ نتيجة استخدام الهاتف المتحرك أصبح حقيقة قائمة، وأكد من خلال مؤتمر عقد في لندن بشأن الأخطار الصحية الناجمة عن استخدامه، أنه يقوم بتسريع زمن استجابة المخ بسبب بروتينات التوتر التي يحركها أحد الجينات، فالتعرض المتكرر لترددات الأشعة قد يؤدي إلى أضرار صحية غير مرغوب فيها، وأن الإشعاع الناجم عن الهواتف المحمولة يحدث عمليات كيميائية في الجسم قد تحدث ضرراً، وتنتج بروتينات التوتر عندما ترتفع درجة حرارة الجسم· تلك بعض مخاطر استخدام الموبايل المتحرك·· يا ترى هل يعلم الأهل بذلك؟ سؤال بحاجة إلى إجابة!
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©