السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيماء ترفع البطاقة الحمراء في وجه الكاذب والمخادع!

شيماء ترفع البطاقة الحمراء في وجه الكاذب والمخادع!
26 ابريل 2008 22:14
آلاف العيون تتابع حركاتها في ترقب وحذر· تجري وراء 22 رجلاً يتنافسون، وتعطي أوامرها التي لا تقبل المناقشة، والكل ينصاع ·وبإشارة واحدة منها تطيح بأحدهم· انها شيماء منصور أول فتاة عربية ومصرية تحترف التحكيم الدولي في مباريات كرة القدم· التقينا الكابتن شيماء لنتعرف على سر إعجابها بكرة القدم وانتقالها من صفوف اللاعبين الى مواقع التحكيم· وأصعب اللقاءات وتعليقات الجماهير في مدرجات الدرجة الثالثة واختيارها فتاة العرب الرياضية لعام ·2007 وتقول شيماء: أنتمي الى أسرة مثقفة ومحبة للرياضة وترتيبي الثانية بين أربعة أشقاء وكل منا له هوايته الرياضية وأنا الوحيدة التي تعشق كرة القدم، وشقيقي هو الوحيد الذي يمارس كرة السلة، ورغم حبي للرياضة وكرة القدم تحديداً منذ طفولتي فقد اخترت دراسة علم النفس وتخرجت في جامعة القاهرة· وتضيف: حبي لكرة القدم لازمني منذ الطفولة المبكرة، وكنت أمارسها في المدرسة ومع أبناء الجيران في الشارع وأحياناً في النادي· وكنت شغوفة بمتابعة المباريات في التليفزيون رغم تحذيرات أمي ''رحمها الله'' من احتمال تعرضي للإصابة، وكنت أواصل اللعب وأتحمل أي معاناة فقد كنت أشعر بسعادة كبيرة عندما يحرز فريقي الفوز· واستمر تعلقي بهذه الرياضة الجميلة رغم سخرية الأقارب والأصدقاء خاصة البنات زميلاتي وكان نجاحي ينسيني أي تعليق لا يعجبني· وعندما تم تكوين أول فريق كرة قدم نسائي في مصر التحقت به ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت لاعبة في منتخب مصر النسائي لكرة القدم· وحول دخولها مجال التحكيم تقول شيماء: اقترح أحد أصدقاء الأسرة على والدتي أن أقدم أوراقي الى الاتحاد المصري لكرة القدم لأصبح حكماً وأتمكن من مواصلة هوايتي المفضلة· وأتممت الأوراق، واجتزت الاختبارات وجاء ترتيبي الأولى على الدفعة، وظهرت عقبة السن فلم أكن قد أتممت 21 عاماً، ونظراً لامتيازي الرياضي تم استثنائي من شرط السن· وعن أول مباراة تولت التحكيم فيها قالت: كانت مباراة ودية بين الفنانين وكان يديرها الحكم الدولي جمال الغندور، وأهدى إليَّ صافرته وطلب مني استكمال المباراة في الشوط الثاني· وكان ذلك قبل ثلاث سنوات تقريباً· ثم حكمت مباريات كرة القدم النسائية ثم الدوري المصري، وأخيراً أصبحت حكماً دولياً معتمداً من الاتحاد الدولي لكرة القدم ''الفيفا'' وآخر مباراة دولية لي كانت في الدور قبل النهائى لكأس أفريقيا· مواقف صعبة وتعترف الكابتن شيماء بأن جميع مباريات كرة القدم بها مواقف صعبة وتقول: أصعب تلك المواقف كانت في بداية عملي كحكم عندما كان الجمهور أحياناً يسخر من وجودي بالملعب، وأذكر إحدى المباريات في الصعيد عندما أحرجني الجمهور وسخر من وجود فتاة تحكم مباراة كرة القدم، والأمر أصبح الآن أكثر سهولة بالنسبة لي ونظرة المجتمع تتغير بمرور الوقت· وتضيف شيماء: التحكيم مهنة صعبة خاصة أن تعاملي مع 22 لاعباً يتنافسون أحياناً بخشونة وانفعال لإحراز الأهداف· وتحكيم مباريات كرة القدم الرجالية أكثر متعة رغم أن بعض اللاعبين في البداية حاولوا التشكيك في قراراتي، لكنني كنت أواجه ذلك بثبات وعدم تردد، أما مصاعب مباريات الجنس الناعم فهي أكبر لأن بعض اللاعبات للأسف لا يعرفن القواعد تماماً· وأضافت: أتابع كل التعديلات التي يصدرها ''الفيفا'' وأحصل بشكل مستمر على دورات تدريبية الى جانب برنامج اللياقة الذي ألزم نفسي به وأحرص على مشاهدة الدوري الإنجليزي وبطولة أوروبا للأندية· وعن المواقف التي لا تنساها داخل المستطيل الأخضر تقول: كان ذلك في مباراة فاصلة بين فريقين على اللحاق بالدوري المصري الممتاز بينما الخاسر يهبط الى الدرجة الثانية وكان اللعب يتسم بالخشونة وكادت المباراة تتحول الى مشاجرة وأطلقت صافرة حازمة، واحتسبت الخطأ وأمرتهم بتبادل المصافحة وهي المرة الأولى التي تدخلت فيها بين لاعبين كل منهما في حالة انفعال وبعدها قررت الالتزام بالسلوك التقليدي للحكم حيث أتخذ القرار وأبتعد عن اللاعبين· وعادة احتفظ بالمسافة القانونية بيني وبين اللاعبين بحيث أكون في موقع يتيح لي زاوية رؤية حقيقية للكرة واتخاذ القرار الصائب في ثانية· وحول اختيارها فتاة العرب الرياضية لعام 2007 تقول شيماء: في اهتماماتي الخاصة المشاركة في بعض الأعمال التطوعية والخيرية وباعتباري عضواً في مجلس إدارة احدى الجمعيات اتصلت بي السيدة حنان نصر التي كانت تعد لمسابقة ملكة جمال العرب للمشاركة في إعداد يوم رياضي لتكريم أجمل البنات، وأثناء الإعداد للمسابقة فوجئت بها تطلب مشاركتي في المسابقة والتي تعتمد على ترشيح كل دولة لمن تمثلها وتم ترشيحي من اتحاد الكرة المصري· شيماء والفن وعن حكايتها مع السينما والفن تقول شيماء: ظهرت في فيلم ''الغابة'' للمخرج أحمد عاطف كضيف شرف حيث تصادف أن التقيت بأسرة الفيلم في إحدى دور رعاية أطفال الشوارع، وعرضت عليّ المشاركة بشخصية فتاة تهتم بأطفال الشوارع وتدعمهم ثم عرض عليّ التمثيل في بعض الأعمال الدرامية بالتليفزيون والسينما، وأعتبر نفسي هاوية تحب الفن وأنتظر أن أقدم عملاً له رسالة، وأتمنى العمل مع المخرج خالد يوسف الذي أحترم تفكيره وتعاطفه مع مشاكل البسطاء، وأتمنى أن أقف أمام عمر الشريف في أي مشهد والعمل مع أحمد السقا وتامر حسني الذي تربطني به صداقة قوية· وتقول شيماء: لا أحب الاستفزاز، واستخدامي البطاقة الحمراء يكون في موضعه القانوني داخل الملعب وبأسلوب مهذب وحازم، وأرفض أن أشهر البطاقة الحمراء في وجه اللاعب بطريقة مستفزة لأنني أقدر مدى الجهد العصبي والنفسي الذي يكون فيه اللاعب· أما خارج الملعب فأنا أرفع البطاقة الحمراء للشخص الكذاب المخادع الذي أرفض تواجده في حياتي والبطاقة الصفراء خارج الملعب أحذر بها أي شخص لا يعرفني جيداً لأني أتحول من السلوك الرقيق الهادئ الى الحدة والعنف· وتظهر مخالب القطة الوديعة اذا شعرت بالإساءة· وحول أطرف التعليقات التي سمعتها بعد احترافها التحكيم في مباريات كرة القدم تقول شيماء: سألني المخرج السينمائي عادل عوض باستنكار كيف لفتاة لطيفة أن تعمل في مجال كرة القدم ؟ فقلت ضاحكة هناك بنات يشاركن في مسابقات رفع الاثقال وكرة القدم ليست رياضة عنيفة رغم أن بها بعض الاحتكاك أو الخشونة أحياناً والدليل أن معظم بنات منتخب كرة القدم في أميركا وأوروبا يعملن عارضات أزياء وهن جميلات وفي غاية الرقة ويتصدرن أغلفة مجلات الموضة العالمية· وعن طموحاتها في التحكيم تقول: طموحاتي بلا سقف وأحلم بالتحكيم في مباريات كأس العالم، كما أتمنى أن أكون صورة لائقة ومشرفة للفتاة الرياضية العربية أمام العالم، وأنا ملتزمة وأتحرك في الحياة بحساب·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©