الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

براعم على صهوة الجياد

براعم على صهوة الجياد
26 ابريل 2008 22:19
على ظهر الفرس تبدأ رحلة البحث عن الذات وإثباتها لدى ''الفرسان الصغار''، بل والمعركة الحقيقية مع الحياة بين الخوف والجرأة، بين الاندفاع والصبر، بين العزم والتردد· على ظهر الفرس تعلن الصافرة الانطلاق إلى العالم الأوسع الذي أضحى اليوم غابة كبيرة يتطلب العيش فيها قوة عزيمة وصبر وعناد، فالفروسية هي أفضل رياضة تنمي الثقة في النفس وتمنح الفارس الجرأة والشجاعة ناهيك عن اللياقة البدنية العالية وقوة التركيز· أكثر من 400 طفل تتراوح أعمارهم بين 6-12 عاماً من بين حوالي 1000 فارس، يجوبون مضمار الخيل في نادي أبوظبي للفروسية يومياً تحت إشراف مجموعة من المدربين يتعلمون منهم عملياً مهارات الفروسية على أصولها لتمنحهم صفات الفارس النبيل وأخلاقه، يقول رئيس المدربين في النادي، فرانك فوغاغولو: ''هنالك إقبال متزايد على تعلم الفروسية من قبل الناس، ولدينا لائحة طويلة وقوائم انتظار للمزيد من الناس الذين يريدون أن يتعلموا أو يعلموا أطفالهم، وهو أمر إيجابي يعكس الاهتمام بهذه الرياضة العظيمة لاسيما لدى العرب''· سنة أولى خيل ''أحب الخيل، واسم حصاني ''سندي''·· ما أضعه على رأسي يسمى ''الخوذة'' وما أرتديه في قدمي ''جزمة''· لقد تعلمت الركوب على الخيل واللف في المضمار، وحبّ الحيوانات''، بهذه الكلمات العفوية والمختصرة عبر الطفل محمد التنوقي، 8 سنوات عن حبه للفروسية، أما أخواه التوأمان هادي ومهدي، 6 سنوات، فلم يستطعا أن يعبرا عن مشاعرهما تجاه هذه الرياضة وذلك لصغر سنّهما وحداثة تعلّمهما، إلا أنهما اكتفيا بالقول إنهما لم يعودا يخافا الخيل· وبدوره قال زيد ابراهيم، 11 سنة، ''لقد طلبت إلى والدتي تسجيلي في النادي لتعلم الفروسية فاستجابت لطلبي سريعا، وهذه هي السنة الأولى التي أتدرب فيها على ركوب الخيل حيث أتدرب يوميا، وأنا سعيد جدا بذلك إذ تعلمت ركوب الحصان والتحكّم به، وهو أمر يحتاج إلى صبر وشجاعة''· أما الأهالي الذين اصطحبوا أبناءهم إلى النادي لتعلم الفروسية، فقد كانوا سعداء بالنظر إليهم وهم على ظهور الجياد، تقول أم مريم، وهي تراقب حركات ابنتها وابنها في المضمار، ''أحببت أن أعلم أولادي رياضة الفروسية، فهي تمنح الثقة بالنفس، وتجعل الأطفال على اتصال بالحيوانات فيتواصلون معها ويشعرون بها''· وتقول الدكتورة لينا أحمد، ''لقد سجلت أولادي الثلاثة في النادي كي يتعلموا الفروسية، فهي تشغل أوقات فراغهم من جهة، ومن جهة أخرى وهي الأهم أنها تكسبهم مهارات الفارس، فالفروسية تعلّم الصبر، إذ أن الحصان يكون سريعاً أحياناً وفي أحيانٍ أخرى يكون بطيئاً، كما أنها تعلّم الشجاعة والجرأة وكيفية الاختلاط بالآخرين ولاسيما عند الأولاد''· من جانبها تقول أم سالم: ''لديّ 3 أولاد وبنت، كلهم أدخلتهم نادي الفروسية وسعيدة بذلك، فهي رياضة مفيدة تقوي الجسد وتعلّم الصبر والشجاعة، وفضلاً عن ذلك فهي تراث عربي عريق ومشهور ولاسيما في دولتنا الإمارات، وهي أفضل من الإدمان على الانترنت والتلفزيون أو ارتياد المراكز التجارية''· وهو ما يؤكده المدرب فوغاغولو، بقوله: ''إن بطء التعلم في هذه الرياضة من شأنه أن يعلم الطفل الصبر، فهو أولاً يحتاج إلى إزالة الخوف والرهبة من ذلك الحيوان الضخم الذي أمامه مما يعلمه الجرأة، كما أن عملية التواصل مع الفرس والتعامل معه تتطلب الصبر والحكمة وهو ما تكسبه للطفل تدريجياً، ونحن في النادي نتولى مسألة التعليم عملياً ويحتاج الطفل إلى 10 دروس على الأقل لكي يستطيع أن يسيطر على الخيل، وهو أمر نسبي يختلف من طفل لآخر حسب قوته وجرأته''· أخلاق الفرسان للفرسان أخلاق نبيلة لا تعلو عليها صفات أخرى، ومن هنا فقد حرصت الكثير من الحضارات على تعليم الفروسية، ولاسيما الحضارة العربية والإسلامية خصوصاً، يقول عدنان النعيمي، وهو فارس إماراتي ورئيس نادي أبوظبي للفروسية: ''ترتبط رياضة الفروسية بمكارم الأخلاق، فتعكس على الفارس أخلاقا وصفات متعددة، وتورّث له العزة والأنفة المحمودة بالمخالطة والتعامل مع الآخرين، ولسرعة تأثّر الخيل نفسياً وحركياً بالأفعال القاسية من قبل الفارس فلابد له من استخدام خلق الرحمة والتودّد مع فرسه''· والخيل تترك أثراً تربوياً على أنفس الأطفال، ولاسيما في المراحل العمرية المبكرة، من 6- 10 سنوات، يضيف النعيمي: ''الفروسية وركوب الخيل أداة تربوية تكسب الأطفال خصالاً حميدة، وطباعاً حسنة، ومقومات شخصية مميزة، وثمة فرق شاسع بين نفسية الطفل في بداية الانخراط في هذه الرياضة ثم بعد أن يمضي فترة فيها، ففي البداية نلاحظ انعزال الطفل، وعدم اندماجه الاجتماعي، والتردد عند الخطاب أو المواجهة، بل وعدم الإجابة عند مجاذبة الحديث، وطلب العون لاتخاذ القرارات، بخلاف الطفل الذي يمارسها من قبل فتجده مندمجاً مع من حوله، ويحسن التواصل الاجتماعي''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©