السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب الشعبية لغة صبية الفريج

الألعاب الشعبية لغة صبية الفريج
26 ابريل 2008 22:21
في الماضي كانت الألعاب الشعبية القديمة مرآة تعكس ملامح الحياة الاجتماعية وثقافتها بكل ما تتصف به من بساطة وود وتمسك بالقيم والعادات الأصيلة ، فقد مارس الصبية الألعاب في ''الفرجان'' وكانت أحد أهم صور التواصل الاجتماعي بينهم، واللعبة لم تكن مجرد وسيلة لهو فقط، بل كانت وسيلة تدريبية وتثقيفية وتعليمية وتربوية، وقد انتشرت الألعاب في دولة الإمارات قديما انتشارا واسعا، حيث كانت تمارس في مواعيد ومواسم وأوقات كما أنها تمارس في وقت الفراغ خاصة بعد العصر، وبعضها يمارس في الليالي المقمرة· وقد كان للصبيان نصيب الأسد في الكثير منها من أهم الألعاب التي كانت تتطلب القدرة على التحمل والجري والمصارعة لعبة الحلة، ولعبة الحرب، ولعبة كرة السوط، وهذه تعتبر من الألعاب الشديدة والعنيفة وتتطلب قوة وتحملا زائدا، كذلك لعبة الهشت والصبة، وديك دياية، وحسن ديك، والقبّة، وعظيم السرا والتينة ولعبة القرقيعانة· ألعاب رجولية وفيما يتعلق عن أهم الألعاب الشعبية التي كان يلعبها الأولاد في الماضي يقول عبد الله علي الطابور مؤلف كتاب الألعاب الشعبية في الإمارات: تعتبر لعبة ''البراميل'' هي لعبة الصبيان، حيث يحضر كل واحد منهم برميلا، ويحاول كل صبي الوقوف على برميله ثم يقوم بدفعة بواسطة رجليه، فيتحرك البرميل إلى الإمام وأثناء تحركه على الصبي أن يحافظ على توازنه· أما لعبة'' بعير'' فطريقة أدائها أن يحضر الأولاد ''نجم البحر الكبير'' ويثنون أصابعه ويقوصونها إلى أسفل ليصبح مثل البعير ثم يربط بخيط ويجر الصبي خلفه من أجل اللعب والمرح، وهذه اللعبة من الألعاب البحرية الخاصة بسكان السواحل· بينما''لعبة تليفون'' فهي سهلة وبسيطة حيث يصنعها الصبيان وتمارس بواسطة لاعبين وطريقتها يأتون بعلبتين من علب الكبريت الفارغة وتعمل ثقب في قاعيهما ثم يربط سلك معدني طويل في الثقبين، ويمسك كل لاعب بطرف، ثم يأخذ كل لاعب بالجلوس في مكان معين يبعد عن الثاني بطول السلك، ويضع اللاعبان علبة الكبريت عند أذنيهما ويأخذان بالتخاطب مع بعضهم· ويضيف الطابور:أما '' لعبة حاسوم باسوم'' فهي شعبية يمارسها الصبيان في مدينة الرمس برأس الخيمة وتلعب بواسطة ''10لاعبين'' ويلعبونها في داخل العريش أثناء الليل، بينما ''لعبة حديد ولا يريد'' فهي من الألعاب الجماعية الحركية التي تعتمد على القوة وتقوم على التصميم والتحدي، وطريقة أدائها أن تقف مجموعة من الشباب مصطفين معتدلي القامة ثابتين، ويبدأ اللعب بأن يقوم أحد الصبية بالقفز فوق ظهور اللاعبين كلا على حده، وعند القفز يضع اللاعب كفتيه على كتفي اللاعب الواقف، فإذا اجتاز اللاعب القافز كتف زميله دون أن ينحني فله حق الاستمرار باللعب، أما إذا انحني وسقط على الأرض فلا يحق له الاستمرار ويخرج من اللعب، وهكذا من يستمر حتى النهاية يكون هو الفائز· ألعاب القيظ أيضا من أهم الألعاب الصبيانية الجميلة والممتعة هناك ''لعبة حسن ديك''وهي من ألعاب القيظ وتلعب هذه اللعبة داخل حوض ، حيث يقوم الصبية ''بخبط الماء'' أي ضربه وفي أثناء ذلك تتكون فقاعة دائرية كبيرة في الماء واللاعب الذي تأتي نحوه الدائرة عليه أن يبحث عن زملائه ويمسك بأحدهم، واللاعب الممسوك يحل محل اللاعب الأول، أما ''لعبة الحمالي'' فقد كان الأولاد يحمل كل واحد منهم زميله فوق ظهره مقلدا دور ''الحمالي''· ''لعبة خبز رقاق'' بالإضافة إلى ذلك تعتبر لعبة ''خبز رقاق'' من الألعاب المفضلة لدى الصبيان حيث يقف أحدهم منحنيا إلى الإمام، ويقوم الصبي الآخر بالقفز من فوق ظهر اللاعب المنحني، وأثناء القفز يضع اللاعب يده على زميل المنحني ويقول''خبزتين هنتين أبيزه'' ثم يصفق بيديه، ويتسابق الصبيان على عملية القفز بهذه الطريقة· وأخيرا يؤكد الطابور: أن هناك الكثير من الألعاب الاخرى التي كان الصبيان يمارسونها مثل:لعبة الدحروي السريع، لعبة الدسة، ولعبة الدوامة، ولعبة الرنج، ولعبة السبت سبوته وغيرها من الألعاب الاخرى وقد كانت كل لعبة يمارسها الأولاد لها الكثير من الفوائد الجمة، فهي بجانب أنها مسلية وممتعة أيضا تساعده على التفكير والابتكار وتنشيط الذاكرة ويقظة الذهن، كما أنها تكسبه العديد من المهارات والخبرات، كالصبر والمثابرة أثناء ممارسة اللعب وتعوده على الجرأة وعدم الخوف والإقدام، وتلك تعتبر من الصفات النبيلة التي يكتسبها الصبي في بداية حياته وتترسخ لديه مع الأيام· هذه هي الألعاب الشعبية القديمة التي يمارسها الصبيان والتي كانت كل لعبة تعكس طابع الرجولة وتتسم بالعنف والصعوبة والقوة الجسدية والبدنية عند الأولاد· لغات الروح الشوباني فن استقبال الغائبين أبوظبي- ثمة فنون شعبية مارسها أجدادنا، تجمع بين الغناء والرقص والتسلية والعمل ومعاني الكرم وحسن الضيافة في آن واحد، كفن ''الشوباني'' أحد أشهر الفنون البحرية الذي كان يؤديه البحارة ومستقبلوهم في الموانئ والشواطئ، حيث يستعرض البحارة والناس مهاراتهم في الغناء والرقص بشكل مرح، تعبيراً عن فرحتهم بعودة البحارة الغائبين· يزدهر فن ''الشوباني'' في سلطنة عمان، التي انتقل منها إلى الإمارات، وقد أدخلت عليه بعض فرق الفنون الشعبية خلال عروضها لهذا الفن البحري المفتوح، بعض الإضافات واللمسات الجديدة ليتناسب مع مناسبات مختلفة (وطنية ورسمية واجتماعية) بخاصة مع انحسار مهنة الغوص ورحلاته الموسمية، فبات يؤدى -حالياً- على هيئة مسيرة غنائية تضرب فيها الطبول، حيث يسير المشاركون في عدة صفوف، وهم ينشدون قصائد وأهازيج التحية والتهنئة بالسلامة حتى يصلوا إلى مكان الاحتفال· يقول النوخذة محمد بوهارون، يصف فن ''الشوباني'' وطريقة أداء الأجداد والآباء له حين كانوا يمارسونها خلال استقبال بعض البحارة العائدين من مواسم الغوص سالمين: ''فن الشوباني جميل جداً يبث الفرح في النفوس ويشعر الصيادين ببهجة عودتهم بالسلامة واستقبال الناس لهم بترحيب وغبطة، فتباشر الطبول التقليدية ''الرحماني والمسندو والكاسر'' القرع والضرب على إيقاع ثلاثي سريع وبهيج، بينما ينطلق مزمار ''النغار'' ليعزف لحن الترحيب''· يضيف بوهارون: ''خلال أداء الشوباني يتحرك البحارة حركة مترنحة خفيفة، حاملين بعض ما حصلوا عليه من خيرات البحر· وعلى الغناء والحركات الراقصة يبدأ النوخذة أو قائد المستقبلين الغناء منفرداً أو مردداً أبيات قصيدة أو أهزوجة، ويرد عليه مجموع البحارة ومعهم الجمهور المستقبل، الذين يحملون عادة في أيديهم أغصانا رفيعة من سعف النخل أو الأشجار المزهرة أو ما شابه ذلك، وينضمون في ما يشبه مسيرة إلى البحارة - العائدين من البحر- في موكب يدورعدة دورات حول البحارة وسفينتهم، أو في موقع الاحتفال (غالباً يكون شاطئ البحر) ثم يمضي الجميع في مسيرة غنائية يسودها الفرح والرقص والغناء البهيج إلى درجة يمتزج فيها غناء البحارة بغناء المستقبلين''· عروق الصحارى السنط شجرة مثالية أبوظبي - تشمخ شجرة السنط في الحدائق والمتنزهات العامة، وتتميز بمنح الظل للناس الذين يستفيؤون تحت أغصانها الطويلة الكثيفة، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في البلاد، إضافة لاستخدامها في تثبيت الكثبان الرملية· على إثر انقضاء (أسبوع التشجير الثامن والعشرين) في الشهر المنصرم مارس، الذي أقامته بلدية أبوظبي تحت شعار ''معاً من أجل إمارات خضراء'' وعقب تشجير العديد من المناطق والمزارع بشجر ''السنط'' وأنواع أخرى من الأشجار، أخبرنا محمد العامري من بلدية أبوظبي- قسم المرافق الترفيهية عن شجرة السنط، بقوله: ''السنط شجرة مستديمة الخضرة، من العائلة البقولية (تسمى السنط الأزرق) جذورها عميقة وممتدة، يصل ارتفاعها إلى نحو 3 أمتار، وهي قصيرة الساق، مرنة الأفرع والأغصان، وأوراقها رمحية طويلة، بينما أزهارها صغيرة ذات لون أصفر، تظهر في الربيع في (شهري مارس وإبريل) ولثمارها قرون صغيرة، وتنمو بشكل متوسط تبعاً للظروف البيئية المحيطة بها، لكن تحملها جيد جداً للعوامل البيئية القاسية، فهي تتحمل ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 45 درجة مئوية، فضلاً عن تحملها عوامل الجفاف والرياح وكذلك الرطوبة العالية، وهي بذلك شجرة صحراوية بامتياز تناسب منطقة الخليج ككل وتجد فيها بيئتها المثالية· أما عن كيفية تكاثر ''السنط'' واستخداماتها، فيقول: تتكاثر السنط بالبذور المغمورة في الماء البارد لمدة يومين، ومن ثم الغمر في الماء الساخن لمدة 5 دقائق، لكن في دوائر البلديات تتم معاملتها بالغمر في حامض الكبريتيك المركز لمدة ساعتين ثم غسلها قبل الزراعة، وهي بذلك تمثل حاجزاً حيوياً ضد التصحر، كما تتميز بامتصاصها النتروجين فتساهم بذلك في تنقية وإثراء التربة، بينما تظل جذورها ذات فعالية عالية في الحد من نسب تعرية التربة· أيضاً من فوائد السنط واستخداماتها، أن أوراقها وثمارها تشكّل مصدراً قيّماً للعلف، خاصة خلال فترات الجفاف، إلى جانب استخدام لحاء السنط -قديما- كحطب وقود· أما حالياً، فإن أهم ما يُنتج من أشجار السنط ''الصمغ العربي'' الذي يستعمل بصورة واسعة الانتشار في الصناعات الصيدلية ومواد التجميل، وصناعات خفيفة أخرى''· رمَّسني جدّي حاميها حراميها سألت جدي عن قصة المثل ''حاميها حراميها'' بعد سماعي مذيع برنامج مسابقات، يسأل المستمعين عنه· فدعاني جدي لأجلس إلى جواره وابتسم قائلاً: ''كان هناك رجل يدعى أبو هلال أراد أن يختبر ابنه حياة البوادي ليشتد عوده، فأرسله مع صديقه حميد صاحب الحلال الوفير ''المواشي'' وراعٍ ليتعرف منهما على البادية وأساليب العيش فيها·· فرافقهما هلال، وتعلم من الراعي المكلف بالحراسة كيفية حماية ورعاية المواشي، وبرع في الأمر مما جعل اسمه يلمع بين العربان لجرءته وشجاعته وأمانته''· تنهد جدي ثم أكمل رمسته قائلاً: ''لكن المحير في الأمر أن المواشي التي كان هلال يقوم على رعايتها وحمايتها، كانت تنقص كل يوم على الرغم من كونه لم يغفل عنها! وقد تكرر ذلك مراراً، وسبب لمالكها حميد حيرة وشك بأن يكون هلال هو الفاعل، لولا صداقته ومعرفته بأبيه· في المقابل احتار هلال في الأمر فأخبر والده بمشكلة نقصان المواشي! فطلب إليه أن يراقب حوش الصديق حيث تبيت المواشي· حين عاد هلال بالمواشي إلى الحوش غادر وعاد تحت جنح الظلام دون أن يلاحظه أحد واندس خلسة بينها، إلى أن أحس بحركة مريبة وخطوات تقترب منه! وما هي إلا لحظات حتى انقض على السارق الذي كان يحاول سرقة نعجة، صارخاً في وجهه بقوة، فصحى أهل البيت وسارعوا إلى مصدر الصوت ليجدوا هلال ممسكاً بالراعي الخائف الذي ادعى أمامهم كذباً أن هلال هو السارق، وأنه هو الراعي حامي الحلال الذي يسهر عليه· لكن والد هلال كان قد أخبر الصديق حميد عن الخطة التي رتبها مع ولده لمعرفة السارق، لذا بات في خيمته لينظرا النتيجة معاً، وبذا لم تنطلِ كذبة الراعي عليه، فالتفت إليه وقال له قوله الذي ذهب مثلاً في البوادي وخارجها: ''أجل حاميها حراميها''؟!
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©