اكتشاف الحياة في المتحف النباتي بالشارقة

يعد متحف الشارقة النباتي معلماً جديداً يضاف لرصيد الإمارة الباسمة ليمنح زائريه فرصة فريدة لاكتشاف الحياة النباتية من خلال معروضاته التفاعلية، والتعرف على أهمية الأشجار والشجيرات والحشائش والأعشاب والطحالب والفطريات في حياة الإنسان اليومية بطرق عديدة ومتنوعة، حيث تطورت وعاشت النباتات عبر الزمن حتى تحولت من مجرد جزء من منظر يصبغ الكوكب البشري، إلى العنصر الأساسي للوجود الإنساني برمته· فما هي قصة هذا المتحف؟ تقول زينة النعيمي نائبة مدير المتحف الطبيعي والنباتي: افتتح المتحف النباتي مطلع مارس 2008 من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو يضم معلومات عامة عن النباتات وعينات مبهرة منها، وهو ينقسم الى خمسة أقسام رئيسية، ففي القسم الأول يتم عرض طريقة عيش النباتات بمختلف الطرق وفوائدها الطبية والصناعية من ناحية تزويدها للبشر بالورق والخشب والأصباغ والوقود، كما يشاهد الزائر بشكل مشوق ومثير القوى الطبيعية ويستطيع أن يتحقق بنفسه من كمية الطاقة الموجودة في كل منتج من منتجات النبات مثل الزيت والورق والحطب، حيث يتسنى له التمعن في خلية نباتية متفاعلة عبر الميكروسكوب لفحص بعض النباتات الأولية، من أقصرها إلى أطولها، ومن أغربها إلى أكثرها رائحة، لاكتشاف الحياة النباتية المذهلة، كما يتم عرض بعض النماذج الرائعة من الآلات الموسيقية والألعاب التعليمية وغيرها من العروض التي سيستمتع الزائر بها، قبل أن ينتقل لقسم (الإنسان والنبات) حيث تستقبله شاشة عرض تشرح تكيف النبات وتأقلمه، كما يتم شرح نظرية الانقراض الكبير وكيف نجت النباتات منه· بعدها يدخل الزائر الى عالم ما قبل التاريخ، حيث تأسره المناظر الخلابة للنباتات الطبيعية في حديقة رائعة التصميم وكأنه في إحدى الغابات الساحرة، حيث يشاهد عن كثب نباتات عديدة إضافة لبحيرة الزنابق المائية، كما أن التجول عبر الغابة الطباشيرية الحية يعتبر تجربة مثيرة لمشاهدة النباتات النامية منذ مئة مليون سنة، عندما كانت الديناصورات تهيمن حينها على الأرض، فوسط هذه البيئة الدافئة والرطبة يمكن للزائر رؤية نباتات مثل ''الجنكة والسرخس والسيكاسيات''· أما القسم الرابع فيعرض كيفية عمل النبات وهو قسم مثير للأطفال والكبار على حد سواء، حيث يمكن للزائر أن يرى آليات عمليات التركيب الضوئي، وكيفية تغذية النبات لنفسه وتأقلمه في الصحراء ومراحل نموه وحركته في الطبيعة للحفاظ على نوعه لإنتاج الجيل التالي· أما القسم الأخير من المتحف فهو جناح (النبات وكوكب الأرض)، وهو يعرض حاجة النباتات للحماية، لا سيما أن عدد البشر سيرتفع خلال الخمسين سنة القادمة ليصل إلى 9 مليارات إنسان، وهو الأمر الذي سيسبب ضغطاً هائلاً على موارد الأرض الطبيعية، مما يتطلب حماية النباتات، إضافة إلى عملية التكيف المثيرة للإعجاب، حيث يشاهد الزائر روائع النباتات وغرائبها مثل نبات الفينوس (مصيدة الحشرات) والأبواغ الملتوية والنباتات المتخفية ونبات الأشنات الزرقاء المخضرة، وهي أصغر نبات في العالم، والشجرة الحمراء أكبر شجرة في العالم يصل طولها إلى مئة واثني عشر متراً· أما الوصول للمتحف فليس بالأمر بالصعب، حيث يقع في متنزه الشارقة الصحراوي على بعد 28 كيلو متراً من مدينة الشارقة عند التقاطع التاسع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى منطقة الذيد، حيث تتوفر مواقف للسيارات داخل المتنزه، ويحظى الزائر بعد الوصول بجولة إرشادية مجانية بصحبة المرشدين، ولكن يفضل التنسيق مع المتحف قبل موعد الزيارة فيما يتعلق بزيارات المدارس والأفواج، وتشمل تذاكر الدخول مركز حيوانات شبه الجزيرة ومزرعة الأطفال·