السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يكره الشباب الزواج؟

26 ابريل 2008 22:44
يعيش كثير من الناس حياتهم اليومية بنظام معين تفرضه عليهم الالتزامات، فإذا كان الشخص طالباً يدرس فسيكون كل تفكيره منصباً على الدراسة، وإذا كان يعمل فتفكيره ينصب في العمل· وتدور السنون والأيام ولا شيء يتغير، فالطالب يتخرج ويعمل لدى جهة معينة، وكذلك الذي يعمل يقضي سني حياته في ذلك دون تغيير، وتستمر الأمور على هذه الأحوال· ويأتي صديق أو قريب محب للخير ويسأل بكل حرقة وحرارة: لماذا لم تفكر في الزواج؟ ولم لم تتزوج الى الآن، وقد ولجت العقد الثالث من عمرك؟ يجيبك بكل عصبية: ''أنا أكره الزواج''· كان هذا هو أحد أكثر موضوعات منتدى ''إسلام أون لاين'' سخونة، وسنحاول التوقف عند بعض الآراء التى ساقها المتحاورون· تقول ''نارنج'': ''لا يكره الشيء إلا مجربه· يعني هل سبق للشخص أن جرب الزواج وتعرض لمشاكله، أم انه يعترض على فكرة الزواج لمجرد الاعتراض؟ صحيح أن الزواج فيه ارتباط وتحمل للمسؤولية، إلا انه -والله- من نعم الله علينا، فيه السكن والراحة والاطمئنان، وفيه هدوء النفس وعمار الكون، وهو حصن للنفس ضد المحرمات، وفيه استقرار ومشاركة في السعادة والحزن· وطبعاً للزواج الصحيح شروط وأركان لابد من توافرها في الزوج او الزوجة''· أما ''الباسل'' فيقول: ''صحيح من جرب الزواج يعرفه، لكن يوجد الكثير ممن يمتنعون عن الزواج بحجة انهم لا يحبون الارتباط وكثرة الالتزامات، وأشياء أخرى، فما الحل معهم؟ من جهتها تقول ''سارة'': أنا فتاة عمري 20 سنة ولم أتزوج· لا يهمني كلام الناس، لأنني واثقة من أن الأمر في النهاية قسمة ونصيب، ولا يعيبني شيء، فأنا أدرس في الجامعة وواثقة من جمالي، لكن أمي -هداها الله- جعلت الأمر بالغ الأهمية، وكلماتها قاسية جداً على قلبي، لأنها تعايرني أحياناً· أنا أعرف طيبة قلب أمي· فهي تريد مني الخروج معها إلى كل مكان، لدرجة أنني أصبحت أكره الذهاب إلى الأفراح، فكلمة ''عقبالك'' تؤرقني وتتعبني، لأنني أعرف أن هذا ما تتمناه أمي ولا أستطيع أن أنفذه لها، فالكلام أصبح غير مجد· ترد ''ابهام'': ''في رسالتك وجهان وجه حسن ووجه قبيح، أما الوجه الحسن فهو موقفك من نفسك وثقتك بها وإيمانك بأن الزواج قرار رباني، وأسعدني أنك تعرفين أن مصدر الكلام القاسي من أمك هو حرصها عليك ورغبتها في تزويجك، وحرصها على خروجك معها ليس إلا رغبة في أن يراك الناس فيتقدم أحد الشباب لخطبتك، وجيد أنك تعرفين طيبتها وأن بعض الكلام القاسي يصدر عنها حين تكون غاضبة· أما سلوكها فمع أنه سلوك مزعج لأي فتاة تأخذه بحساسية إلا أنه يصبح قليل التأثير حين نلغي من عقولنا تلك الحساسية، ومع ذلك فأنت تستطيعين أن تخففي من كلامها لو أنك استعنت بخالة لك أو عمة أو صديقة لها وتشرحي لها ما تعانينه معها وتطلبين منها ألا تخبر والدتك بأنك قد اشتكيت لها· واحرصي على التقرب إلى الله وبصورة خاصة خلال صلاة قيام الليل ولو مرتين في الأسبوع، شريطة أن تكثري من الدعاء في سجودك· وتأكدي أن الله دائما عند ظننا به، فاجعلي ظنك بالله حسناً وأنت لا زلت صغيرة، والفرص بإذن الله كثيرة أمامك، اهتمي الآن بدراستك ونفذي ما أشرت عليك به، مع تمنياتي لك بزوج صالح يكون سبباً في سعادتك· هناك تيارات عديدة تؤثر على هذه الخطوة الجريئة للقدوم على الزواج من أهمها الأمور المادية، وغلاء المهور، وتكاليف الزواج (أنا لا أقول ان الواحد يتزوج ببلاش لكن بحدود المقبول) لكن هناك التيار الخفي الذي يجهله أغلب الشباب وهو السفر للخارج بحثاً عن العلاقات المحرمة· الموضوع لا يحتاج الى توضيح أكثر، حيث إن البعض لا يأبه لا بالناحية الدينية ولا النفسية ولا الصحية، وفي النهاية ربما ينتهي به المطاف إلى السرير الأبيض أو إلى نقل مرض خبيث إلى زوجة المستقبل· ترد ''ابهام'': ''أنا أتفق معك ان تكاليف الزواج والعلاقات المحرمة لها دور فى ذلك، لكن قد يكون السبب وراء العزوف عن الزواج هو رؤية الشخص لمن حوله من المتزوجين وما يحدث لهم من مشاكل؟ فما هو رأيك؟''· يجيب ''موقوف'': ''لو حسبناها ''صح'' أو كما يقال واحد زائد واحد يساوي اثنين، لعزف كثير من الناس عن الزواج، فالزواج شرّ لا بد منه· لكن الزواج سنة الله في خلقه، فهو أساس للاستقرار العاطفي والاجتماعي، وفيه ايجابيات لا يستطيع عاقل أن ينكرها· المشكلة أن كثيراً من الناس يعتقدون أن الزواج والوظيفة غاية، والصحيح أنهما وسيلة من المفترض أن تقود الإنسان إلى حياة أخرى سعيدة''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©