الأميثيتس حجر بلقيس المقدس

الجمشت البنفسجي أو "amethyst" هو حجر شبه كريم عرف منذ القدم ونسجت حوله الحكايات والأساطير، واعتقد الكثير من الناس أنه حجر مميز يُعطي الشجاعة لمن يلبسه، ويشحذ طاقات عقله وذهنه، ولطالما سمي بحجر الأحلام وقيل قديماً ضع حجرا صغيراً من ''الأميثيتس'' تحت وسادتك ليأتي لك بالأحلام السارة والسعيدة، وأنه ضد الثمالة وأن من شرب في كأس من الجشمت خمراً لا يسكر أبداً وغير ذلك من الأساطير والمعتقدات، وقد ذكر البيروني: إن عرش بلقيس ملكة سبأ صنع من هذا الحجر المقدس· وللوقوف على معاني وصفات هذا الحجر الغريب تقول فاطمة القاسمي المديرة المسؤولة عن ''مجوهرات جيون'' وقسم الأحجار الكريمة: ''إن كلمة الجشمت جاءت أصلا من بلاد الفرس وعربت بعد ذلك وتعني الأحجار الكريمة، وعند الأوربيين يعرف هذا الحجر بالأميثيتس ''amethys'' وهو تعبير مشتق من المعنى الأغريقي without drunkenness أي بدون ثمالة· ويأتي الأميثيتس من الصخور المستخرجة من جبال الأورال، وهو من نفس عائلة بلور الكوارتز Quartz، ويأتي باللون البنفسجي أو الأرجواني المبهج، ويعزى لونه في العادة إلى وجود شوائب دقيقة جدا من مركبات المنجنيز أو مركبات الحديد أو سيانيد البوتاسيوم، ويبلغ وزنه النوعي 2,66 غم/ سم مكعب وصلادته هي7 إلى 8,5 ، أما نظام الحجر البلوري فهو ثلاثي ويقال إن أحد العلماء الأقدمين ''التيفاشي'' سماه بالحجر الحديدي، وهذا الحجر معروف ومستحسن عند العرب قديماً حيث ذكرت الروايات أنه كان يُجلب من قرية تسمى الصفراء تبعد مسيرة ثلاثة أيام عن المدينة المنورة في منطقة الحجاز، ومن ألوانه أيضاً البنفسجي الفاتح أو القاتم أو الأرجواني الليلكي أو ما بينهما وهو معدن شفاف ورائق· وأضافت فاطمة: والأميثيتس فلكياً يعود لبرج الحوت وكوكبه زحل وهو يناسب مواليد شهر فبراير ومن طاقته الكامنة الحماية والشفاء ولقد استخدمه قدماء المصريين للتخلص من الخوف والرهبة والشعور بالذنب كما ساد الاعتقاد في الأساطير القديمة أن هذا الحجر يملك قوة غريبة تحمي الإنسان من السحر والافتتان وخداع الذات· منه نوعان، ''الأول هو الجمشت الأصلي وهو نوع من الكوارتز يتركب من ثاني أكسيد السيليكون ويستخرج من مناجم البرازيل ملتصقاً بالكوارتز وتصنع منه البروشات وقطع المجوهرات الكبيرة· ومنه ما يستخرج من سريلانكا وهو يكون ملتصقاً بالحصى على ضفاف الأنهار ولصغر حجمه تصنع منه العقود والخواتم، والمستخرج من جبال الأورال في روسيا يمتاز بوجود فقاعات صغيرة مليئة بالغازات أو الكربون السائل الذي يزيده جمالاً عند الحركة''· أما النوع الثاني:'' فهو الأميثتس الشرقي وهو نوع من الكوراندوم لونه أرجواني قاتم وتركيبه أكسيد الألومنيوم ودرجة صلادته 5ر8 وهو نادر للغاية وأكثر لمعاناً وأغلى ثمناً· ويشيع إنتاج هذا الحجر في مناطق عديدة منها البرازيل والأرجواي وجنوب أفريقيا وبعض المناطق في أميركا الجنوبية الأخرى، كما يتواجد في الهند وسيريلانكا واليابان وسيبيريا ومدغشقر وسويسرا· إن بعض الأحجار من هذا الخام يمكن تغيير لونها بالحرارة أو بواسطة أشعة إكس أو جاما وبذلك فإن أغلب أحجار الأميثيتس حولت إلى اللون الأصفر بواسطة الحرارة· ولقد صنعت منه الخواتم والحلي المختلفة والقلادات والأساور على مختلف الأشكال وهو يكون أقوى تأثيراً وفي أفضل حالته إذا أحيط بحبات من الألماس· وتستطرد فاطمة القاسمي فتقول: إن للأميثيتس تأثيرات كثيرة على الجسم فهو مفيد في حالات الصداع والشقيقة ويخفف من حدة التوتر والعصبية كما أنه يقوي الجسم وينشط الهرمونات والغدد ويقال انه مفيد لمرضى السكري ويقلل من حالات الأرق ويمنع الكوابيس، كما أن له تأثيرات عديدة على العقل والنفس فهو يصفي الذهن، ويطرد الوسواس، وقيل انه يقوي الإرادة والشجاعة·