الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوسف العموري: مسرحياتي ساخرة تلامس الواقع دون تجريح

يوسف العموري: مسرحياتي ساخرة تلامس الواقع دون تجريح
3 يونيو 2009 23:58
يوسف العموري كاتب مسرحي أردني تطيعه الكلمة الساخرة ويمتاز عن غيره بأنه صاحب جملة كوميدية تزرع الضحكة وليس الإضحاك على شفاه رواد مسرحياته, رصيده حتى الآن عشر مسرحيات آخرها «صفينا ع الحديدة» وعشرات الأعمال التليفزيونية آخرها كان «عرب دوت كوم» وما يقارب 12 مسرحية للأطفال. يقول العموري: أنا عاشق للمسرح، أعيد أكتشاف ذاتي مجدداً مع كل عرض جديد، لأن كاتب المسرح يحصل على جائزة نجاحه مباشرة من الجمهور من خلال تفاعله وتناغمه مع جملة مسرحية معينة فلا يمكن أن ينال أي فنان النجاح إذا كان ما يقوله لا يلامس ما يريده الناس وواقعهم فلو حاولت تقديم مسرحية «تاجر البندقية» لشكسبير الآن ستجد تفاعلاً من الناس، لأنهم يريدون في الوقت الحالي التحدث عن جشع اليهود، ومن هنا على الكاتب المسرحي أن يقرأ ما في أذهان الناس ويقدمه لهم. ويضيف: لا أطرح قضية اقتصادية بعينها في «صفينا ع الحديدة» بل أناقش قضية اجتماعية وأخلاقية خطيرة وأدفع المشاهد ليعرف موقعه بالضبط مفادها أن المادة أصبحت المعيار في كل شيء تطبيقا لمقولة «الغاية تبرر الوسيلة» نريد الثراء بغض النظر عن الطريقة التي نحصل بها على الأموال. وعما يقال من أنه يقلد محمد الماغوط وغوار في مسرحياته، يجيب: على الكاتب الساخر الاعتراف مقدماً بصعوبة هذا النوع من الفنون وعليه الاطلاع عن قرب على مشاكل العالم، لأننا جزء منه ويتمتع بقدرة على صياغة الحدث بالطريقة التي يتقبلها الجمهور وشخصياً معجب بشخصية الفنان السوري دريد لحام «غوار» ومتأثر بكتابة محمد الماغوط، لأنها تشخص الواقع بالأسلوب المضحك المبكي كما استفدت من قراءاتي لبرنارد شو وشكسبير في كيفية توظيف الحدث وصياغته والعقدة والحل في العمل المسرحي. ولذلك أعترف أن مسرحية «امبراطورية الرئيس» بطولة الفنان حسين طبيشات كانت تقريباً على شاكلة مسرحية «غربة» السورية حيث شخصية البيك الذي يتحكم في مصالح أهل البلد وكل شيء يجب أن يمرر من خلاله فقط. ورغم ذلك أرى أن اللكنة المصرية أرحب وأوسع اللهجات في الوطن العربي وفيها من المفردات ما يساعد الكاتب على صياغة النكتة وأنا عندما أكتب غالباً ما تكون الشخصيات مرسومة في ذهني لمن أكتب، فشخصية العم غافل «حسين طبيشات» أو محمود صايمه لها مفرداتها، ولذلك نادراً ما نلجأ لتعديل أو تغيير في النص. ويقول العموري: لا أحب العبارات النابية في المسرحية، رغم أنها في كثير من الأحيان تستهوي الجمهور، لكن حسين طبيشات أحياناً يستخف أو على الأصح يلامس الخطوط الحمراء لشخصية معينة. ورغم ذلك لم تحدث أية مشكلة لأنني لا أتعدى الخطوط الحمراء في الدين أو السياسة أو الحياة الاجتماعية، أعرف المحظورات وأتجنبها، ففي مسرحية «إمبراطورية الرئيس» جعلت لباس العسكر غير معروف الزمان أو المكان حتى لا يكون هناك إسقاط على أية جهة معينة، وللمشاهد أن يجنح بخياله كما يشاء. ويتابع: للأسف الشديد أن الإنسان العربي يوصف بأنه غير قارئ لذلك نادراً ما توجه الأضواء لكاتب العمل أو صاحب الفكرة ويبقى جندياً مجهولاً مهماً قدم من أعمال ناجحة، فالكاتب مهمش دائماً وبعيد عن دائرة الأضواء مهما لاقى نتاجه الفني أو الفكري من استحسان جماهيري «هناك أشياء كثيرة قبل الخبز أحياناً.. جميل أن تقول ما تريد قوله». وهنا أريد الإشارة إلى من يستوردون نصوصاً أجنبية لأقول إن العمل المسرحي يخرج كمن يرتدي ثوباً لا يليق به قد يبدو جميلاً لكن من يتفحص هذا العمل يكتشف الزيف بسرعة ومهما حاولوا تقريبه من واقعنا يبقى غريباً. وعن النقد يقول: أحب النقد وأستفيد منه شريطة أن يكون في صالح العمل سلباً أم إيجاباً، لأن العمل الفني كاللوحة على الجدار يراها المشاهد بصورة أوضح من الرسام ومن زاوية مختلفة، ولذلك لست في حالة صدام مع الناقدين، وهناك تصالح وغالباً ما يكتب عن مسرحياتي بصورة إيجابية مشجعة. وشخصياً لا يحبذ المشاركة في المهرجانات المسرحية حيث تتلاطم الأقلام، لأنها من وجهة نظره غير جماهيرية هدفها الفوز بجائزة وأنا غير معني بهذا الموضوع وأبحث عن عمل أقدمه للجمهور ينال الرضى والاستمتاع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©