الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ديمة قندلفت: مَن تعمل بالفن يجب ألا تخجل!

ديمة قندلفت: مَن تعمل بالفن يجب ألا تخجل!
4 ابريل 2010 21:16
كأن ديما قندلفت كانت مختبئة، ثم أطلت فجأة، لتملأ الشاشة الصغيرة بحضور مختلف، أو كأنها كانت “تتكتم” على مخزون موهبتها الدافقة، فحجزتها ثم أطلقتها تباعاً، ليكتشف الجمهور السوري نجمة شابة من الصف الأول، متعددة المواهب، ومتمرسة في التمثيل والغناء والموسيقى، وذات حضور مدهش ومفاجئ ومثير في آن. أدوار جريئة آخر الشخصيات التي تلعبها في الموسم الدرامي الحالي هي شخصية “عليا” في المسلسل الجديد “ما ملكت أيمانكم” للمخرج نجدت أنزور، وهو دور ساخن وجريء جداً، ولم يسبق طرحه في الدراما السورية، إذ أن “عليا” فتاة فقيرة تعمل في صالون حلاقة نسائي لإعالة أسرتها، ثم تضطر للزواج من رجل يكبرها كثيراً، وتعاني من الوحدة، وتنسج علاقة عبر “التشات” مع فتاة تكتشف لاحقاً أنها ليست سوى “شاب”!. وتتمرد عليا على زوجها الذي يعتدي عليها بالضرب، وتضطره إلى القبول بالطلاق، لتعود إلى صالون الحلاقة، وتلتقي بسيدة أعمال، تستغلها، وتوظفها في علاقات مع رجال الأعمال، لتعيش عليا حالة ضياع وانفلات ولتواجه تحديات عديدة. وعن هذا الدور الجريء ترى ديمة أن من تريد أن تعمل بالفن عليها أن تضع خجلها جانباً، لأن تجسيد الشخصية الفنية بشكل واقعي وصحيح، يتطلب أن نتجرد من شخصياتنا، وأن نضع جانباً أحكامنا الذاتية ومثلنا الأخلاقية، وإلا فلن نستطيع أداء الدور كما يجب، كما أن تجسيد شخصية الفتاة الضائعة التي تخضع للاستغلال، يحتاج إلى جرأة وتجرد، فالممثلة لا تقدم نفسها، بل تقدم النقيض، وإلا لماذا إذن هي ممثلة؟. وسبق لديمة أن قدمت شخصية “رولا” في مسلسل “قاع المدينة” للمخرج سمير حسين، وهي فتاة فقيرة تعاني عقداً نفسية نتيجة الفقر، ولها ردات فعل سلبية كثيرة، إلى أن ترتكب الحماقة الكبرى!. ولتعدد أدوارها الجريئة والمتمردة والواقعية في الوقت نفسه، فقد أصبحت الممثلة السورية الأكثر قدرة وجرأة على تجسيد الأدوار التي تخاف من أدائها الكثير من الممثلات الشابات، كدورها في مسلسل “غزلان في غابة الذئاب” للمخرجة رشا شربتجي. وإن كان الدور الأكثر جرأة وسخونة، تمثل في أدائها لشخصية “سوزان” في مسلسل “رياح الخماسين” وهي شقيقة أحد المسؤولين، تدفعها رغبتها في التسلط إلى فعل أي شيء، وتسعى إلى المال بأية وسيلة، لذا تقيم علاقات واسعة مع أصحاب النفوذ. وترى ديمة أن تجسيدها لهذه الشخصية لم يتضمن أي “إغراء” أو جرأة زائدة، وإنه حقق نجاحاً كبيراً وأضاف كثيراً إلى رصيدها الفني. وتؤكد مجدداً أن على الممثلة أن تلعب كل الشخصيات التي تقتنع بأدائها ضمن السياق الدرامي لأي عمل، وأن عليها ألا تخجل من أية شخصية مهما كانت طبيعتها، فالتمثيل هو التمثيل، وهو قد يكون بعيداً جداً عن الحياة الشخصية للممثلة، ولا يجوز أساساً الخلط بين الشخصيات التي تلعبها الممثلة وبين شخصيتها الأساسية. تنوع وخيارات ومن الأدوار اللافتة التي لعبتها ديمة شخصية الفتاة الأرستقراطية المجنونة والجريئة والرومانسية والضائعة في مسلسل “سحابة صيف”، حيث ترغب بالموت انتحاراً، وتتخذ ذلك وسيلة لابتزاز الآخرين عاطفياً والضغط عليهم. كما تنوعت الشخصيات التي جسدتها ديمة في عدد كبير من المسلسلات كـ “صراع المال، وسيرة الحب، وقانون ولكن، وبقعة ضوء، وجرن الشاويش، وعرسان آخر زمن، وأشواك ناعمة، وباب الحارة”، وهي لا تحب أن تكرر طبيعة الشخصيات التي تلعبها، وترغب بالتجديد دائماً، لكي لا تُحصر في إطار شخصيات متشابهة، وهي لا تعلن بصراحة انحيازها للأعمال الاجتماعية، ولا يمكن القول إنها تصرّ على نوعية معينة من الأعمال، فهي يمكن أن تعمل في التاريخي والكوميدي والفانتازي والاجتماعي، لكن المحطات هي التي تحدد نوعية الأعمال المطلوبة، وعلى الممثل أن يختار أو يقبل ما يناسبه منها. ومن أدوارها في الدراما التلفزيونية، إلى السينما حيث شاركت ديمة في ثلاثة أفلام سورية هي “علاقات عامة” للمخرج سمير ذكرى، و”المصير” للمخرج زهير قنوع، و”الأمانة” إخراج زياد الريس ومن إنتاج التلفزيون السوري، كما دخلت مؤخراً عالم الإذاعة من خلال إذاعة محلية تقدم من خلالها “قصص حب قديمة” وتناقشها مع المستمعين على الهواء مباشرة، وهي تبدو سعيدة بهذه التجربة، وبالثقة المتبادلة التي تربطها بالمستمعين. تجربة الغناء قليل الذي يعرف أن ديمة كانت مغنية في كورال “جوقة الفرح” لمدة سبع سنوات، ثم تحولت إلى كورال محترف “قوس قزح”، كما عملت “راقصة” في فرقة فنون شعبية، وشاركت في تأسيس فرقة “سفر” للغناء، وهي ذات خبرة في الغناء والرقص، وتتطلع إلى الغناء الفردي، لكن ذلك لم يتحقق لها حتى الآن، لعدم وجود شركة أو مستثمر، وهي تنتظر ذلك. ولا سيما أنها أصبحت معروفة بكونها مغنية وتجيد العزف والرقص. طموح إلى العالمية “عابد فهد” هو أول من قدم دوراً تلفزيونياً لديمة قندلفت في مسلسل “أبيض أبيض”، ولأنها لم تبدأ من فراغ، فقد كرست نجوميتها في الدراما التلفزيونية السورية في وقت قصير، وهي تتطلع للعالمية، وإن كانت “تعترف” أنها مقصرة في مجال تسويق نفسها من خلال الإنترنت، وإقامة صلات مع جهات ترعى وتسوق أعمال الفنان حتى يُعرف على المستوى العالمي. ومن غير المستبعد أن تحقق ديمة طموحها، لأن هذه الشابة متعددة المواهب والجريئة استطاعت أن تحرق “مراحل” عديدة وأن تصل إلى الصف الأول بسرعة قياسية.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©