البحث عن مكان

كان موضوع مقالات الأسابيع الماضية عن إجازة الصيف التي سيضطر عدد كبير من سياح الخليج والإمارات إلى قضائها في المنطقة، بسبب أزمة انفلونزا الخنازير، وكما قلت في الأسبوع الماضي إنها فرصة للسياحة الخليجية جاءت من السماء في فصل الصيف أو موسم السياحة الصيفي، الذي اعتادت الخليج أن تصدر فيه أعداداً كبيرة من السياح إلى الخارج. هذا الأسبوع انتابتني حالة من البحث عن الأماكن والمقاصد السياحية التي يمكن أن يتوجه إليها السائح الخليجي أو الإماراتي داخل بلاده خلال موسم الصيف، ولكن هذا البحث لم يسفر عن المطلوب..! نتيجة البحث مكانان فقط..! المولات والفنادق..! وإذا تحدثنا عن الفنادق فلا يوجد بها في الحقيقة ما يتناسب مع العائلات الخليجية، فالفنادق والمنتجعات لا تقدم أي أنشطة حقيقية في داخلها إلا الشواطئ، إذا كان بعضها يطل على شواطئ وهي ميزة ليست متوفرة في أعداد كبيرة. ومع حرارة الجو والعادات الخليجية المعروفة فالشواطئ ليست هي المكان المثالي لقضاء الإجازة للأسرة الخليجية، وبذلك يصبح الخيار واحداً فقط.. المولات...! وكأن المولات كتبت علينا شئنا أم أبينا، وسألت نفسي: طوال هذه السنوات الماضية والمشروعات السياحية العملاقة المعروفة والفنادق الفاخرة فوق الأرض وتحتها، والتي تطاول السحاب، ألم يفكر مستثمر واحد في إنشاء مدينة ملاه ترفيهية ضخمة مغطاة تجتذب الأسر والعائلات الخليجية من الإمارات وما حولها. أليس هناك مشروع ترفيهي واحد مغطى بعيداً عن المولات التجارية التي حفظناها عن ظهر قلب، والتي تقدم أنشطة ترفيهية أقل ما توصف به أنها "تافهة" لذر الرماد في العين، ولتقول إنها تقدم نشاطاً ترفيهياً أقرب إلى الوهم...؟! لماذا تركزت مشاريعنا على الاتجاه السهل أو الذي اعتقدنا أنه سهل، فكانت الفنادق والشقق الفندقية والبنايات الضخمة والمطاعم الفخمة، وكأن حياتنا ليست إلا تسوق وطعام..! وقد يكون هذا هو السبب الحقيقي لتأثرنا بالأزمة لأننا فقدنا التنوع وسعينا إلى تقليد المشروعات الواحدة تلو الأخرى مثل السلسلة المتشابهة الحلقات، وبالطبع لن يجدي كلامي هذا نفعاً، فقد أتت الفرصة سانحة لموسم سياحي صيفي خليجي، ولكن لم تجد أحداً في انتظارها.. المولات أمامكم وانفلونزا الخنازير من خلفكم.. ولا عزاء للسائح الخليجي.. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية Email: a_thahli@hotmail.com