الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قضايا السودان المصيرية

26 ابريل 2008 23:53
هناك عدد من القضايا الهامة التي تستحوذ على تفكير القيادات السياسية في الحكومة والمعارضة وفي الشمال والجنوب، وعلى رأس هذه القضايا الإعداد للانتخابات التي ستجرى في العام القادم وتمهيد الطريق لتجيء عادلة معبرة بحق عن رغبة الجماهير· وفي مقدمة ما يجري حوله الجدل والنقاش الآن ''قانون الانتخابات'' الذي صاغته مفوضية خاصة بالأمر، ولكن إقراره والاتفاق عليه قبل عرضه على المجلس الوطني (البرلمان) ما زال محل خلاف بين الحكومة، ممثلة في حزب المؤتمر الوطني، والمعارضة بكل أحزابها الرئيسية، وأهم نقاط الخلاف هي أن المعارضة ترى أن تكون نسبة الدوائر الانتخابية المباشرة مساوية لدوائر الانتخابات عن طريق النسبة أي 50 بالمائة لكل واحد من الأسلوبين، في حين يرى حزب المؤتمر الوطني أن يكون نصيب الدوائر المباشرة أعلى من الأخرى، وما زال النقاش متواصلاً· ومن أهم المسائل التي ترى المعارضة أن لابد من حسمها للتمهيد لإجراء الانتخابات، مجموعة القوانين غير الديمقراطية، ومنها قانون ''جهاز الأمن وسلطاته''، وقانون ''النقابات''، وقانون ''الصحافة'' وغيرها من القوانين التي وضعها نظام (الإنقاذ) خلال انفراده بالحكم، وقصد بها تمكين حكمه وإغلاق المنافذ أمام أية قوى أخرى تريد إضعافه أو الإطاحة به، ولكن جاءت اتفاقية (نيفاشا) لتؤسس لاستبدال هذا الواقع بآخر ينقل السودان للحكم الديمقراطي، ثم جاء الدستور المؤقت ليدعم هذا الاتجاه ويقويه· لقد بشّر رئيس الجمهورية -في خطاب له قبل أيام- بأن الحكومة عاكفة على تعديل تلك القوانين التي لا تتناسب مع الاتفاقية والدستور، وقال إن تعديلات القوانين تلك ستعرض على المجلس الوطني (البرلمان)، وعندما بدأت جلسات ذلك المجلس جاءت مشاريع القوانين التي عرضت عليه لإقرارها، بعيدة كل البعد عن القوانين المراد تعديلها بما يحقق التمهيد الجاد للانتقال الى الديمقراطية، والإعداد لانتخابات عادلة تطلق فيها أو قبلها حرية التعبير والصحافة وغير ذلك مما يحقق المساواة بين المرشحين، وقد وجه بعض قادة المعارضة انتقادات حادة لذلك التصرف واعتبروه تهرباً من حزب المؤتمر وتمسكاً بالواقع المرفوض جملة وتفصيلاً· إن الإبقاء على تلك القوانين على حالها، وإجراء انتخابات رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان المركزي وكذلك برلمانات الأقاليم، سيجعل من تلك الانتخابات عملية أقرب إلى العبث، لأنها باختصار ستعيد المؤتمر الوطني للسلطة بصورة شبه كاملة، وهذا ما تخشاه المعارضة وتحذر بعض فصائلها من أنه لو كان ذلك هو الحال قبل الانتخابات -أي لو لم تعدل القوانين المشار إليها- فإنها قد تفضل يومذاك مقاطعة الانتخابات في كل مستوياتها، وذلك أمر يعني الخروج على اتفاقية (نيفاشا) وكذلك على الدستور، وتلك حالة يمكن أن تقود السودان إلى وضع جديد لا يتمناه أحد· إن الفترة بين أيامنا هذه وموعد إجراء الانتخابات في العام القادم، تعد فترة بالغة الدقة والأهمية، وعلى ضوء تصرف الحزب الحاكم والوصول إلى توافق تام بين ذلك الحزب ومعارضيه أو استحالة ذلك ستكون النتيجة· محجوب عثمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©