شجاعة «الأبيض» تصطدم بقوة «الماكينات الألمانية»

مثلت مباراة ألمانيا درساً كروياً للأبيض في مواجهة منتخبات عالمية تملك كل أساليب الكرة العصرية سواء على المستوى البدني أو الفني أو التكتيكي، النتيجة الثقيلة التي خرجت بها المباراة دليل على فارق الامكانات بالرغم من الشجاعة التي تحلى بها لاعبونا على مدار الشوطين والمجهود الذي بذلوه. واستعرض المنتخب الألماني أمس الأول أسلوب الماكينات في تجاوز دفاع المنافسين وهز الشباك وذلك باعتماد عنصر المفاجأة والدقة في إنهاء الهجمة الأمر الذي وضع الخط الخلفي للأبيض في مهمة مستحيلة لإيقاف التفوق الألماني. وقدم منتخبنا أداء متبايناً في المباراة حيث دخل اللقاء وهو يلعب بطريقة 4-4-2 وكانت البداية إيجابية خلال العشرين دقيقة الأولى بفضل الدور الكبير الذي قام به خطا الوسط والهجوم في تهديد مرمى المنافس وتنظيم هجمات خطيرة سانحة للتسجيل. وتألق كل من إسماعيل الحمادي بمهاراته ومراوغاته ومحمد الشحي بفنياته العالية في إيجاد الثغرات لتخطي دفاع المانشافت والحصول على فرص محققة للتسجيل وكان بإمكان الأبيض افتتاح التسجيل وأخذ الأسبقية إلا أن غياب المهاجم الهداف لا يزال أزمة حقيقية في هجوم منتخبنا حيث أهدرت العديد من الفرص التي تضيع في كل مباراة دون أن تترجم إلى أهدف. ونوع منتخبنا من هجماته خلال انطلاقة المباراة سواء عن طريق الكرات العرضية بفضل الدور الكبير الذي قام به لاعبا الطرفين في إحداث التفوق العددي أو عن طريق التوغل من العمق. وأضاع الشحي والحمادي وفيصل خليل ومحمود خميس عدداً من الفرص كان من الممكن ان تغير مجريات اللقاء لو نجح لاعبونا في ترجمتها إلى أهداف. ولم تكن شجاعة لاعبينا في الوسط والهجوم كافية لإيقاف منافس قوي يملك إمكانات كبيرة للتعامل مع المباراة بنجاح لأن خط الدفاع الأبيض ظهر بطيئاً وغير منسجم وافتقد التفاهم في التغطية خاصة أمام نقص مساندة لاعبي الارتكاز للخط الخلفي بالإضافة أيضاً إلى نقص خبرة المدافع الجديد سالم مسعود والذي وجد صعوبة في التقدم لمساندة الهجوم وإرسال الكرات العرضية ثم العودة لتأدية واجبه الدفاعي الأمر الذي سهل من مهمة الهجوم الألماني في مفاجأة دفاعنا. وجاءت أهداف المنتخب الألماني من السهل الممتنع بفضل التمريرات الدقيقة وحسن تمركز المهاجمين مقابل غياب التغطية المطلوبة وتبدل المراكز بالشكل الجيد فحسمت الماكينات الشوط الأول برباعية. وخلال الشوط الثاني تحسن أداء منتخبنا بفضل التغييرات التي أجراها الجهاز الفني خاصة في خط الوسط بدخول الوهيبي ونواف مبارك إلا أن الأخطاء الدفاعية تواصلت دون أن يجد لها المدرب الحلول المناسبة لتصبح مشكلة خط الدفاع أزمة مزمنة ومصدر صداع حقيقياً للقائمين على المنتخب. ويحسب للاعبي الأبيض عدم تأثرهم بالنتيجة الثقيلة حيث لم يستسلموا وحاولوا تقديم كل ما عندهم حتى صافرة النهاية وهي ميزة إيجابية أصبحت تحسب للاعبينا فكان نجاحهم في تسجيل هدفين في شباك المنتخب الألماني علماً بان منتخبنا قلب في أكثر من مباراة سابقة تخلفه إلى تقدم سواء على ملعبه أو خارجه بفضل حفاظ اللاعبين على تركيزهم. وبالرغم من الخسارة الثقيلة إلا أن التجربة الألمانية ستكون لها فوائد كبيرة على الأبيض في المرحلة المقبلة لأن المجازفة باعتماد لعب مفتوح والتحلي بالشجاعة في مواجهة منتخب قوي وعالمي يكسب اللاعبين شحنة معنوية كبيرة وخبرة في مواجهة المنافسين الأقوياء للتعامل بشكل أفضل مع بقية المواجهات التي سيقبل عليها بداية من مباراة كوريا الجنوبية والتي ستقام السبت المقبل بدبي ضمن تصفيات كأس العالم 2010. إسماعيل راشد: نتمنى ألا تؤثر النتيجة على معنويات اللاعبين تمنى إسماعيل راشد مدير منتخبنا الا تؤثر النتيجة الكبيرة التي مني بها منتخبنا الأول أمام ألمانيا على معنويات اللاعبين خاصة وان اغلبهم من العناصر الشابة والتي تحتاج إلى الدعم والمساندة من أجل مواصلة مشوارها بنجاح والاستفادة من التجربة. وأضاف: منتخبنا لم يكن سيئاً في المباراة إلا أن النتيجة كانت قاسية وكبيرة مقارنة بالجهد الذي بذله اللاعبون طوال الشوطين. وقال: كان بالامكان ان تكون النتيجة مختلفة خاصة إذا سجلنا من الفرص التي اتيحت خلال الشوط الأول مشيراً إلى أن التجربة ستكون مفيدة لكل اللاعبين في المرحلة المقبلة للاستفادة من الدروس المكتسبة. وعن مدى أهمية تنظيم مباراة بهذا الحجم عقب نهاية الموسم قال: برنامج الإعداد تم وضعه منذ فترة طويلة وجاء بناء على التزامات المنتخب في تصفيات كأس العالم لذلك فإن البرمجة تم تحديدها وفقاً لأجندة الاتحادين الآسيوي والدولي خاصة وان منتخبنا مقبل على جولتين في تصفيات كأس العالم 6 و10 الجاري، وبالنسبة لبقية برنامج المنتخب خلال الفترة المقبلة قال: منح الجهاز الفني راحة للاعبين لمدة يوم واحد على أن يعودوا للتجمع اليوم استعداداً لمباراة كوريا الجنوبية السبت المقبل. في مباراتين متتاليتين مع الأبيض فارس جمعة يسجل ثاني هدف بالخطأ في مرماه الهدف الذي سجله فارس جمعة مدافع المنتخب في مرمى الأبيض بالخطأ خلال مباراة ألمانيا هو الهدف الثاني الذي يحرزه بالخطأ في مرمى المنتخب، حيث سبق له أن فعلها أمام السعودية في تصفيات كأس العالم. وتعود هذه الأهداف بالخطأ إلى نقص خبرة اللاعب وحماسه في الدفاع عن مرماه حيث افتقد حنكة التعامل مع الوضعيات الصعبة خاصة وان فارس جمعة من المواهب الشابة الصاعدة ويحتاج إلى فترة من الوقت حتى يكتسب الخبرة التي تمنحه القدرة على مواجهة المنافسين وتأدية دوره على أحسن وجه في خط الدفاع. قصور تنظيمي غاب التنسيق بين اتحاد الكرة وممثلي وسائل الإعلام لتقديم تغطية تليق بالحدث حيث لم يتعاون قسم الإعلام والعلاقات العامة مع ممثلي الإعلام المحلي بالشكل المطلوب. وقد غابت المعلومة الدقيقية سواء في تحديد المواعيد والأماكن أو في تسهيل مهمة الإعلام وواجه الصحفيون صعوبات كبيرة وعراقيل كثيرة لتأدية واجبهم. وفي المقابل وجد الإعلام الألماني احترافية عالية في التعامل من قبل الاتحاد الألماني وتم تسهيل مهامه بشكل كامل. سجل سوبر هاتريك بعد سنة صيام جوميز: سعيد بفك النحس بعد صيام طويل عن تسجيل الأهداف استمر لـ 15 مباراة دولية مع المانشافت نجح المهاجم الألماني ماريو جوميز في تسجيل سوبر هاتريك في شباك الأبيض منهياً بذلك حالة سوء التوفيق التي لازمته طويلاً. وبعد تألقه في خط هجوم الماكينات عبر جوميز الذي يعود إلى أصول إسبانية عن سعادته وارتياحه لفك النحس قائلاً: «صحيح أن المنتخب الإماراتي لم يكن منافساً قوياً لكن الأمر الجيد أنني تغلبت على مشكلة لازمتني طويلاً باستعادة حاسة التسجيل التي رفعت معنوياتي خاصة وأن مباراة الإمارات هي آخر لقاء للمانشافت في الموسم الحالي. واستفاد جوميز من ضعف حالة الدفاع حيث لم يجد أية صعوبة في هز شباك الأبيض بأربعة أهداف بأقل مجهود. ماجد ناصر: الأخطاء الدفاعية وراء الخسارة الكبيرة اعترف ماجد ناصر حارس مرمى منتخبنا بضعف خط الدفاع وتسببه في النتيجة الكبيرة التي انتهت عليها المباراة مشيراً إلى أن بعض النقاط السلبية تحتاج إلى معالجة وتصحيح من أجل الارتقاء بمستوى المنتخب. وقال: النتيجة لا تعتبر مفاجأة لفارق الامكانات بين المنتخبين وقوة الماكينات الألمانية واللاعبين العالميين في صفوف المانشافت وخبرتهم الواسعة. وأوضح أن الأبيض لعب أمام منافس يفوقه من حيث الامكانات وبالرغم من ذلك حاول مجاراته والوقوف أمامه والتسجيل وهي عوامل إيجابية تحسب للاعبي المنتخب. وقال: النتيجة لم تكن تهم اللاعبين في المباراة بقدر ما حرصوا على الظهور بشكل جيد وتحقيق الاستفادة وأعتقد ان وجود خمس فرص سانحة للتسجيل في المباراة يحفز اللاعبين لمواصلة الإيمان بقدراتهم وتقديم الأفضل وتأكيد ذلك في بقية المشوار خاصة أمام المنتخب الكوري الجنوبي السبت المقبل ضمن تصفيات كأس العالم. وتمنى حارس المنتخب ان تكون المباراة محطة مفيدة للأبيض لمزيد من الارتقاء بأدائه بعد الاحتكاك بلاعبين عالميين والاستفادة من مستواهم الفني وخبرتهم داخل الملعب. «أوليفركان» محللاً من داخل استديوهات «النصر» تولى حارس المنتخب الألماني السابق اوليفر كان أمس الأول تحليل مباراة الأبيض والمانشافت من داخل استديوهات قناة zdf الألمانية والذي أقيم بنادي النصر، حيث يربطه اتفاق مع القناة لتحليل مباريات المنتخب الألماني. ووصل كان إلى دبي قبل المباراة بيوم واحد على أن يغادر غداً علماً وانه كثير الزيارات للإمارات من اجل قضاء إجازاته.