الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حلم «العنابي» الرائع ينتهى بـ «الرابع»

حلم «العنابي» الرائع ينتهى بـ «الرابع»
4 يونيو 2009 00:25
هل كان المركز الرابع هو طموح فريق الوحدة، وهل يمكن القول إنه بعد أن تربع على هذا المركز دون شريك إنه حقق هدفه من الموسم؟. كان ذلك سيبدو طبيعيا لو أن فريقا آخر غير الوحدة هو الذي حل في هذا المركز، فالعنابي مرشح دائم للبطولات، ومع بداية كل موسم يكون فرسا أصيلا من فرسان الرهان، ويبدأ بالفعل بداية الفرسان، وشيئا فشيئا يتراجع دونما سبب واضح، ومع النهاية يعاود من جديد بروح الفارس وينتفض للدفاع عن ذاته، وللحصول على أي مكاسب من الموسم، وهكذا هو السيناريو في المواسم الأخيرة، ولكن ما ظل عالقا بالأذهان أن أصحاب السعادة قد غابت عنهم السعادة منذ آخر بطولة في 2005. تعددت التفسيرات لما حدث للفريق الوحداوي، وتحدث أبناء النادي، من داخله ومن خارجه، من هم في موقع المسؤولية، ومن هم مهمومون بناديهم وبما جرى له، ولكل أسبابه، فهناك من يرى أن ضعف الأجانب كان السبب فيما حدث، ومن يرى أن تراجعا أصاب اللاعبين المواطنين، ومن يؤكد أن كثرة التغيير في المدربين من أهم الأسباب، أو أن خللا إداريا أقصى العنابي عن مكانته، وكثير من الانتقادات، التي رد عليها الفريق الآخر ردودا عملية من الملعب، مستدلين بمباريات صعبة فاز فيها الوحدة، وأخرى سهلة خسرها، وبنجاح المدربين في أوقات وإخفاقهم في أوقات أخرى، إضافة إلى معاناة الفريق من الغيابات والتي تواصلت على مدار الموسم تقريبا، فلم تكتمل صفوف العنابي مرة واحدة، وعانى من الغيابات سواء للإصابة أو الإيقاف، وما بين رأي هؤلاء وأولئك، كان إقرار الطرفين ونحن معهم بأن الأجانب كانوا من أكبر نقاط الضعف في صفوف الوحداوية، ويمكن القول إنهم منعوا الوحدة من الوصول إلى أهدافه، ولو أن الفريق صادف واحدا من بينهم لديه القدرة على إنهاء المواقف الصعبة لتغيرت الكثير من الأمور، ولتحقق الحلم العنابي. ووسط هذه الآراء وتلك، لا يمكن لأحد أن ينكر أن الوحدة كان ضلعا مهما من أضلاع المسابقة، ويكفي أنه أنهى صراع الموسم المثير في المركز الرابع الذي شهد مع وصول المسابقة محطاتها الأخيرة، صراعا رهيبا، امتد ليشمل أربع فرق، هي الوحدة والشباب والنصر والوصل، قبل أن يحسم العنابي هذا الصراع لصالحه، ويحصل على المربع الذهبي، بفارق ست نقاط كامل عن الشباب الذي كان منافسا حتى الأسبوع الأخير، إذ لم يكن فارق النقاط الثلاث وقتها كافيا لظفر الوحدة بهذا المركز، وجاءت نتائج الأسبوع الأخير بفوز العنابي على الخليج، وخسارة الشباب من الأهلي لتمنح أصحاب السعادة بغيتهم، علهم يدخلون من الباب الضيق إلى البطولة الآسيوية القادمة. وبالنظر إلى صراع المركز الرابع، يمكن القول إن ما حققه الوحدة يعد حصادا طيبا بعض الشيء، فقد خاض الصراع معه آخر بطلين للدوري قبل عصر الاحتراف، وهما الشباب والوصل، إضافة إلى النصر، ولا يخفى أنه كان صراعا شرسا بالفعل، وحصول العنابي على هذا المركز الذي تحول إلى بطولة خاصة في ختام الموسم، يعد شيئا طيبا للوحداوية، إذا ما وضعنا في الاعتبار ما واجه الفريق من ظروف طوال الموسم، وكذا الكبوة التي مر بها في منتصف الموسم، وكلفته الكثير من النقاط، ولو أنه أدى في المنعطف بنفس الشكل الذي اختتم به الموسم، لكان طرفا أصيلا في صراع الدرع. كما لا يمكن ألا نضع في اعتبارنا مسيرة الفريق الوحداوي في بقية البطولات، والتي كان قاسما مشتركا فيها، ومنحها بعروضه الطيبة زخما وإثارة، وكان قاب قوسين أو أدنى من التتويج بإحداها، على أقل تقدير. الملف الوحداوي بحاجة إلى مراجعة، لنعرف كيف كان وكيف بدأ، وأين انتهت به المسيرة، وهل كان ما حققه هو غاية الطموح، وماهي الدروس التي استفادها الوحداوية من أول موسم لدوري المحترفين، وهل المركز الرابع الذي تحقق لهم نقطة الانطلاق لاستعادة الأمجاد والانتصارات واعتلاء منصات التتويج من جديد؟ أكد أن الفريق في تطور بيرجر: غياب التركيز أضاع منا نقاطاً سهلة ربما لم تتبدل قناعات النمساوي هيكسبيرجر مدرب فريق الوحدة، حول ما حدث للوحدة خلال الموسم، وأسباب تراجعه في فترة من الفترات، فقد كان دائم الحديث بعد كل مباراة عن هذا الأمر، مبديا دهشته لما يحدث للفريق، ولعدم التوفيق وسوء الحظ الذي يلازمه بصورة تدعو للاستغراب والتساؤل عن أسباب ما يكابده العنابي من عناد الكرة، مؤكدا أن كل المعطيات تؤكد أن الوحدة فريق قوي، ولديه هجوم قوي، ولكن هناك فرق بين صناعة الهجمة وتنفيذها في كامل مراحلها، وبين إنهاء الهجمة، وطالب المتابعين بمعاودة مشاهدة تسجيلات لكل مباريات الوحدة وسيتأكدون من ذلك. وعن المهاجم الأجنبي، وهل ماتار كولي هو الأنسب للوحدة، قال بيرجر: فريقنا يلعب كرة جماعية، وفي ظل هذه الجماعية كان اعتمادنا على وحدة الفريق، وقد يكون كولي لم يؤد كامل الدور المنوط به، لكن كانت له مهام أخرى، سواء خلق الفرص أو المعاونة فيها، كم أنه انضم إلى الوحدة في وقت كان قادما فيه من دوري متوقف، واحتاج إلى وقت للانسجام، بينما كان الدوري هنا في خضم إثارته. وأشار إلى أنهم في العديد من المباريات كانوا يسعدون بأداء الفريق في البداية، غير أنهم وبحكم تجاربهم السابقة كانوا يعلمون أنه كلما أضاع الفريق الكثير من الفرص، فإن هذا يعني أن فرصا أخرى سترتد عليك، وهنا مكمن الخطر، وقال: دفعنا ثمن إهدار الفرص، والفرصة كانت متاحة دوما للفريق الوحداوي ليحقق أهدافه كاملة من المباراة، غير أن اللاعبين كانوا يفقدون تركيزهم في بعض الأوقات، وتضيع منهم المباراة أو الفوز دونما سبب واضح. وعن السبب في تفوق الوحدة مع نهاية الموسم، أشار بيرجر إلى أن ذلك يعود إلى تحرر اللاعبين من الضغوط التي تصاحبهم في بداية الموسم وفي وسط الصراع على اللقب، مؤكدا أن الإيجابية الكبرى في الموسم، كانت من صناعة جماهير العنابي التي لم تتخل عن فريقها وآزرته وساندته في أصعب الظروف وكانت خير عون له طوال الموسم.. وأكد مدرب الوحدة أن الإيقافات الكثيرة التي صادفت الفريق في مسيرته أثرت فيه بشكل أو بآخر، وتقريبا لم تكتمل صفوف الفريق في وقت ما، وكلما عاد لاعب، غاب آخر، وهنا يضطر أي مدرب لإجراء تعديلات على تشكيلته، والتغيير في بعض المراكز، وربما يلعب لاعب في مركز لم يعتده لتعويض النقص الحادث، ومن الطبيعي ألا يكون على ذات مستوى اللاعب الأصلي. وحول عدم الدفع بالمهاجم سعيد الكثيري أساسيا بالرغم من أنه في مشاركاته كان يحدث الفارق، أشار إلى أن الكثيري من اللاعبين المميزين، ولكنه يحتاج إلى المزيد من الوقت ليؤدي مباراة من بدايتها، بالرغم من أنه حدث أن دفع به من البداية، وليس المهم متى يشارك اللاعب، وإنما المهم أن يكون هناك مردود لهذه المشاركة. الأجانب بين القبول والرفض كولي يكتب شهادة الرحيل وبنجا مكسب كلما واجه العنابي كبوة في الدوري، كانت الأنظار تتجه إلى اللاعبين الأجانب في صفوف الفريق، وتنالهم الانتقادات باعتبارهم ليسوا على مستوى الطموح، وإن كان من حق في هذه النظرة، فيمكن القول إن بنجا خارج هذه الدائرة، وما قدمه مع الفريق طوال الموسم، وبالنظر للمحصلة وبعيدا عن بعض الفترات التي كان فيها دون المستوى يمكن القول إنه من اللاعبين الأجانب المميزين في الدوري ككل. ومع بنجا ولكن على خلافه، بدأ الفريق الوحداوي الموسم بلاعبين أجنبيين آخرين، هما الكسندر باربوسا وكان من حصاد الماضي، ورحل عن النادي في فترة الانتقالات، والمغربي مراد العيني، وكلاهما لم يحقق الطموح المرتجى مع فريق بحجم ووزن العنابي، وفي الرديف كان هناك عبدالله الدخيل وكريم العوضي، ولا يمكن القول عنهما أيضا إنهما كانا إضافة للوحدة. وفي منتصف الموسم، العراقي علي صلاح والذي عانى من الإصابة فترة نهاية الموسم، وقد غادر عائدا إلى بلاده. كما تمت الاستعانة بالمدافع المغربي أمين الرباطي، والذي سبق له اللعب في فريق الظفرة، كما سبق وأن لعب في الدوري القطري، وهو من اللاعبين المميزين في مركزه، وله إسهاماته الدولية مع منتخب بلاده، وقدم مع الفريق الوحداوي عروضا طيبة، دفعت إدارة النادي للتفكير في الإبقاء عليه في الموسم الجديد، وإن لم يكن ذلك أمرا حتميا في حالة العثور على لاعب سوبر ولا يقاوم. أما من أكثر الصفقات التي أثارت جدلا خارج القلعة الوحداوية، فقد كانت صفقة ماتار كولي الذي تمت الاستعانة به لدعم الهجوم، وقدم اللاعب مستويات متذبذبة لا ترقى إلى طموح الجماهير الوحداوية، وبالرغم من مطالبة الجميع بالصبر عليه لينسجم مع الفريق، ولكونه قادم من فترة توقف، وعلى الرغم أيضا من بعض الأهداف التي سجلها اللاعب، إلا أنه لم يكتب شهادة استمراره مع العنابي، وتصدر المرشحين للمغادرة والرحيل. محمد الشحي: المركز الرابع أقل القليل الأجانب لم يكونوا على مستوى الطموح أكد محمد الشحي، نجم الفريق الوحداوي أن المركز الرابع الذي حققه العنابي، ليس هو طموح الوحدة أو المناسب له على الإطلاق، لكنه أقل القليل الذي يمكن أن يقدمه اللاعبون إلى جمهورهم الذي ساندهم من البداية إلى النهاية ولم يتخل عنهم في وقت من الأوقات، مشيرا إلى أن هناك بعض الظروف التي وقفت في وجه الفريق في بداية الموسم، وعندما تبدلت هذه الظروف وتحرر الفريق نسبيا من الضغوط في ختام الموسم، عرف طريقه وقدم عروضا طيبة أهلته لاحتلال المركز الرابع الذي تحول مع ختام الدوري إلى بطولة خاصة بين عدد من الفرق، حسمها العنابي لصالحه. أضاف الشحي أن السبب الرئيسي لما حدث للوحدة يعود إلى اللاعبين الأجانب، وكونهم أقل مستوى من اللاعبين المواطنين، وفي الوقت الذي كان من المفترض أن يساعد هؤلاء اللاعبون الفريق في الوصول إلى طموحاته، فإنهم لم يقدموا المؤمل منهم، كما أن بعض اللاعبين المواطنين بالتالي لم يقدموا كامل مستواهم، وكان طبيعيا أمام هذه المتغيرات أن يتأثر الفريق وأن يهدر مباريات سهلة وأن تضيع فرص بالجملة من الفريق طوال الموسم، وأن يهدر بدايته القوية التي جعلته مرشحا للمنافسة على اللقب. وعن صحوة الختام وأسبابها، أشار محمد الشحي إلى أنه بالإضافة إلى تحرر الفريق بالفعل من الضغوط، فإن اللاعبين شعروا بحرج موقفهم أمام جماهيرهم وضرورة أن يعوضوها ولو بالقليل، وكان أقل شيء يمكن تقديمه لهذه الجماهير الوفية هو المركز الرابع والذي تمكن الفريق من المنافسة عليه والظفر به. وأكد الشحي في الختام أن ما يعنيهم حاليا وقبل بداية الموسم الجديد، هو تعديل وضع الفريق، وأن تتم دراسة إيجابيات وسلبيات الموسم الأول في دوري المحترفين بعناية للاستفادة منها مستقبلا، وخوض الموسم الجديد بهدف المنافسة على الدرع، باعتبارها الطموح الوحيد الذي من الممكن أن يلعب عليه العنابي بحكم تاريخه وجماهيره. من خارج الدائرة أكد أن الفريق لم يعد عائلة واحدة ياسر سالم: كل المراكز سواسية بعد «الأول» أكد ياسر سالم نجم الوحدة السابق أن أي مركز يحصل عليه الوحدة بخلاف المركز الأول يصبح لا معنى له، وأنه عند العنابي يتساوى المركز الثاني مع الأخير، لأن الوحدة فريق كبير، ولا يمكن اليوم القول بأن المركز الرابع الذي حققه يعد إنجازا، مشيرا إلى أن ذلك هو ما اعتاد عليه الوحداوية، عندما كانوا يلعبون كمجموعة واحدة وعلى قلب رجل واحد، من يخطئ، يصحح له زميله خطأه، إيمانا بأن مصلحة المجموع هي الأهم. ويرى ياسر سالم أنه من الواجب على الإدارة وعلى اللاعبين أيضا، العمل على استعادة الترابط بين جميع عناصر الفريق، ليصبح عائلة واحدة، مثلما كان في الماضي، مؤكدا أن الوحدة افتقد هذه السمة الهامة في السنوات الأخيرة، فالجميع ليسوا على قلب رجل واحد مثلما كانوا، وأن على أعضاء إدارة النادي أن يكونوا مع الفريق في الخسارة أكثر من الفوز، وعلى الفريق أن يحترم كل الفرق. وأشار إلى أن الوحدة قدم بداية قوية للموسم، ولكن الأجانب لم يوفقوا، وهذا راجع إلى أن كافة صفقات الوحدة تكون تحت منظار الرصد من كافة المنافسين، وأي لاعب يفكر فيه يصبح مكشوفا لبقية الأندية، وبالتالي من الممكن أن تفشل الصفقة، وهي آفة يعاني منها الوحدة أكثر من غيره من الأندية، مؤكدا أن بنجا كان أفضل اللاعبين المحترفين وإن كان مستواه قد بدا عاديا في فترة من الفترات، وأن الوحدة يحتاج إلى أجانب أقوياء بإمكانهم أن يقيدوا الفريق ويكونون عونا له، مشيدا في المقابل بمستوى المدرب، غير أنه أكد حاجته إلى مدرب مساعد مواطن. وقال ياسر سالم: الوحدة لديه أفضل لاعبين مواطنين، ولكن لا بد من ترجمة ذلك في الملعب إلى إصرار وأداء رجولي، مشيرا إلى أن الضغوط شكلت عبئا كبيرا على عدد من اللاعبين، خاصة إسماعيل مطر الذي لا يمكن لأحد أن يقلل من جهده وعطائه، ولكنه تأثر بهذه الضغوط في وسط الموسم، وعندما تحرر منها عاد إلى مستواه. أضاف أن الوحدة يحتاج إلى مهاجم يسجل من أنصاف الفرص ويحرر كلا من إسماعيل مطر ومحمد الشحي أكثر، كما يحتاج الفريق إلى أن يعتاد اللعب تحت ضغط النتيجة، لأن الواضح أن الفريق يبدأ مبارياته قويا، وعندما لا يسجل أو يمنى مرماه بهدف فإنه يصاب بالإحباط، كما يتخلى عن انضباطه التكتيكي. واختتم ياسر سالم، مؤكدا أنه على الجيل الحالي من لاعبي الوحدة أن يعلموا أنهم لابد أن يحققوا بطولة لناديهم قبل أن تضيع فرصة تحقيق ذلك، وأن يستثمروا وقفة ومساندة جمهورهم الواعي والقوي والذي ساندهم في كل الظروف.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©