الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فلوريان مسنر يرسم عالمين ضاجين بالعواصف والرمال والشخصيات الخيالية

فلوريان مسنر يرسم عالمين ضاجين بالعواصف والرمال والشخصيات الخيالية
22 فبراير 2013 23:25
سلمان كاصد (أبوظبي)- يعرض الفنان التشكيلي النمساوي الدكتور فلوريان مسنر في أبوظبي ثلاثين لوحة تشكيلية في معرضه الذي يحمل عنوان “سيمفونية الألوان.. تلاقي العالمين الداخلي والخارجي” ونفذت بطرائق متعددة واستخدم فيها مواد مختلفة منها الزيت على القماش والاكرليك والحبر على الورق والرصاص على الورق أيضاً. وجانس الفنان النمساوي بين المادة المشغول بها وطبيعة محتوى اللوحة من حيث الموضوعة والألوان، وتراوحت أحجام اللوحات بين المتر طولاً وعرضاً تقريباً في بعض اللوحات الكبيرة والثلاثين سنتيمتراً في لوحات أخرى صغيرة. منذ الرؤية الأولى للمعرض نجد تقارباً في معاني وموضوعات اللوحات، وكذلك في طبيعة الألوان، إذ اشتغل فلوريان على عالم ضاج بالعواصف والرمال والصحراء والتلال الصفراء النافرة، وهذا ما يحصل في الخارج بوصفها مشاهد تحيل المتلقي إلى عالم مرئي موجود ليس فيه تأويل، أي لا يخضع لأي إحالة تصورية إلى عالم آخر، إذ هو معروف سلفاً بأنه عالم مرئي، كذلك يشتغل فلوريان على عالم آخر تصوري وهو ذات داخلية لنوازع بشرية تمثلها شخصيات خيالية دموية ذات أشكال قاسية شبحية شيطانية من مثل عالم ما وراء الأشكال الآدمية، من مثل تلك الشخصيات المشوهة التي خلقتها السينما الأميركية حيث أراد فلوريان أن يحكي في كل لوحة قصة من تلك القصص التي يشاهدها الشباب في السينما حيث يتزايد الإعجاب بها يوماً بعد آخر، وأعتقد أن هذين الجانبين قد تمثلا في عنوان المعرض بشكل لافت حيث تلاقى العالمان الخارجي والداخلي في هذا المعرض مع عالم آخر أكثر حيوية استطاع أن يربط ما هو خارج وداخل الفكرة وأخص به عالم الألوان الذي صنع سيمفونيته الخاصة مثل تلك الألوان المتداخلة والمتجاورة التي تصنع معانيها الخاصة. بدا المعرض بسيطاً في لوحات عديدة ومنها “الطير المرح” و”عاصفة في الشمال” و”عاصفة في الجنوب” و”أزهار الليل” و”أحلام” و”عالمنا الجميل”، ومن الجانب الآخر استخدم الفنان الميثيولوجيا والحكايات بشكل رمزي في لوحات أخرى. يرى الفنان فلوريان أنه قد تأثر بمدرسة فيينا للواقعية الخيالية وثقافات جزر وسط وجنوب المحيط الهادي وأندونيسيا والمكسيك. كما يقول إن معرضه مقسوم إلى جزأين، الأول منهما يبرع في الاستخدام غير المقيد للألوان النابضة بالحياة والتي يصف لوحاته بأنها ملونة موسيقياً والتي تعكس حقيقة عالمنا، أما الجزء الثاني فهو محاولة منه للتعبير عن رؤية تأتي حيث تولد الأحلام، وتنشط من خلال الأساطير والميثيولوجيا، كما تنشط من التعسف الذي لا يطاق لعالمنا. ويؤكد فلوريان في نص جاء في كتيب المعرض أنه يريد أن يوصل فكرته في أن كل شيء موجود معرض لمراقبة دائمية تشرف عليها ذات كونية جبارة حاضرة في كل مكان وزمان. ومن خلال تلك الرؤية نجده أيضاً يقترب في تقديم عالم رسوماته من فنتازيا السينما الحديثة، لكنه في أعمال عديدة ينأى بريشته باتجاه الطبيعة وخاصة في لوحته “وريتو” التي رسمها بالزيت حيث نجد الطبيعة الصحراوية الموحشة التي تعبر عن ذات متوشحة، وفيها طريق طويل يسلكه شخصان وشجرة متيسسة وأغصان ملقاة على الرمال وتلة رملية بعيدة، وفي لوحة أخرى تعبر عن عالم ميثيولوجي يستخدم فيه الأقدام والأصابع والوجه الشيطاني والوجوه البشرية الخائفة ضمن نسيج حكاية القصة. وكان المعرض قد افتتح الاثنين الماضي في فندق ميلينيوم محمد الحمادي رئيس الفعاليات التجارية بدائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي وسفير أبوظبي للسياحة والثقافة، كما شهد المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري عدد من الفنانين والصحفيين وجانب كبير من الجالية النمساوية في الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©