الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابتسم من فضلك

ابتسم من فضلك
7 مايو 2016 23:22
من اللفتات الراقية خلال العام الماضي تعيين وزيـرة للسعادة، وأقولُ أنها لفتة لأننا كأفراد بدأنا حقيقةً بالسعي نحو السعادة بالوسائل المُختلفة والوظائف المُختلفة والأعمار المُختلفة، الأمرُ الذي أعلن أولى مراتب الارتياح. أعاد هذا المُسمى الوظيفيّ ترتيب أولوياتنا في الحياة وغيّر حدّة بعض ردود الفعل التي قد تحدُث أحياناً بفعل ضغوط العمل حتى أنّ ضغط العمل تحوّل إلى مُتعة.! ليست المُسميات هي التي تُغيّر، لكنها النظرة الثاقبة للأمور من زوايا مُختلف ومُشرقة تُنبئ بمُستقبلٍ واعد. قادني هذا المُسمى للمِهَن التي حولنا وأرسُمُ علامة استفهامٍ وتعجُب كبيرتين على بعضها أذكرُ منها «المُستشفيات الحكوميـة» التي يرتقي بِناؤها وتُجمّلُ جُدرانها بينما تتدنى خدماتها للمريض بدءاً من الموظف العادي.! لماذا لا نجد المُمرض الجدير بمهنته ونجد المُتذمر الذي لا يُراعي نفسية المريض بل قد لا يُكلّف نفسهُ بقراءة حالته ؟ لماذا لا يبتسمُ العاملون في المُستشفيات؟ هل يمرون بضغوط عمل أكثر من غيرهم!! لماذا لا يتشكّلُ حوارٌ واضح بين المريض والطبيب حول حالته المرضيَة؟ لماذا لا يتعامل الموظفون في المُستشفيات الحكومية بإنسانية على الأقل تُخفف وجع المريض؟ اعتصرت هذه الأسئلة ذهني حين رأيتُ عكس ذلك في المُستشفيات الأُخرى، وجدتُ الموظفين مُبتسمين هادئين يحملون همّ أوجاع المريض، ووجدتُ مُمرضات يدخلن إلى المريض بهدوء ويُحاورنه باطمئنان مُحاولات رفع معنوياته ونفسيته ليكون أفضل، وجدتُ الذين يوزعون الوجبات مُبتسمين خدومين مُحبين لما يقومون به من عمل على الرغم من أنهم يعملون لساعاتٍ طويلة! ووجدتُ طبيباً تُهمّهُ حالة مريضه، ويُهمّهُ أن يكون صادِقاً مُخلِصاً في عمله بل لا يتوانى عن الاستجابة لأي حالةٍ طارئة. ما زال يؤلمُني أن أرى مباني راقية وأجهزة على مُستويات ومقاييس عالمية من دون أن يكون هُناك المُستخدم المُتقن لها، من دون وجود الأشخاص المُقدرين لمعنى العمل في مثل هذه الأماكن. أتمنى أن يُعيد العاملون فيها النظر، والتمعُن حول مُسمى «السعادة»، فوطننا وطن السعادة وصحةُ أبنائه أولى مراتب السعادة. نوف سالم - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©