الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«القـــراءة».. وزارات أعدّت وأخرى استعدّت

«القـــراءة».. وزارات أعدّت وأخرى استعدّت
8 مايو 2016 18:39
سامي عبدالرؤوف، الاتحاد (أبوظبي، دبي) بدأت الوزارات والهيئات الحكومية، تضمين القراءة ضمن خططها واستراتيجياتها، استجابة للجهود الحكومية لترسيخ القراءة في الدولة. وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وجّه ببدء الإجراءات التشريعية لإعداد قانون للقراءة في الدولة تحت مسمى «قانون القراءة». كما تم الإعلان، مؤخراً، عن السياسة الوطنية للقراءة، واعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للاستراتيجية الوطنية للقراءة والتي تتضمن 30 توجها وطنيا رئيسا في قطاعات التعليم والصحة والثقافة وتنمية المجتمع والإعلام والمحتوى. كما تم الإعلان عن اعتماد سموه صندوق دعم القراءة بقيمة 100 مليون درهم لدعم كافة الأنشطة القرائية وخاصة لجمعيات النفع العام والجهات التطوعية. وحدّدت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أمس، ملامح استراتيجيتها الوطنية للقراءة، معلنة عن خطط لإنتاج معرفي بمعايير عالمية ?و?120 مبادرة، والتواصل الدائم والمكثف مع المثقفين والمفكرين والكتاب والفنانين، ولجنة لمناقشة مقترحات وأفكار المفكرين والمبدعين من أبناء الإمارات والمقيمين، مشيرة إلى مساع لاجتذاب مبدعين من أبناء الوطن لتقديم خطط وتوصيات. وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن الإنسان في مقدمة أولويات القيادة الرشيدة للدولة، وأن المعرفة تصنع النهضة المستدامة. كما أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، مجموعة من المبادرات الوطنية الهادفة إلى ترسيخ ثقافة القراءة والعلم والمعرفة بين جمهور المتعاملين الموظفين والمجتمع، خاصة فئة الأطفال من خلال توظيف التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، بما يخدم تعزيز الوعي الصحي والوقائي. «الثقافة» تحدِّد ملامح استراتيجيتها الوطنية للقراءة خطط لإنتاج معرفي بمعايير عالميـة ?و?120 مبادرة وفعالية أبوظبي (الاتحاد) أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة أن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإعداد قانون القراءة في الدولة، واعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الاستراتيجية الوطنية للقراءة حتى عام 2026، يأتي تأكيداً لاهتمام قيادة الدولة، بالإنسان في المقام الأول وتنميته عن طريق المعرفة والثقافة. واعتبر أنّ مثل هذه الرؤى هي التي تصنع نهضة الأمة بشكل مستدام، ومن ثم النهضة الشاملة، مؤكداً أن حكومة الإمارات هي بحق حكومة المستقبل، التي تسعى لاعتلاء المراكز الأولى بجدارة. وقال معاليه: لا شك في أن ما قامت به القيادة الرشيدة في دعم القراءة ووضع خطة عمل تستمر على مدى 10 سنوات هو دليل واضح للجميع على عمق رؤيتها الثاقبة وإدراكها أهمية القراءة في حياة الأمم والشعوب، باعتبارها المدخل الرئيس لرقي الشعوب ورفاهيتها وإسعادها، وهي العامل المشترك بكل نشاط إنساني، بل العامل الرئيس أيضاً في ريادة المجتمعات المعاصرة؛ لأن الشعب القارئ هو الشعب القائد، وأكد معاليه أن القراءة مصدر ابتكارات الأفراد، وملهمة للإبداع، فبمقدار ما يقرأ الفرد يسمو فكره وتظهر مواهبه وتتسع آفاقه وتبزغ ابتكاراته، وهذا ما يظهر في ابتكارات العلماء والأدباء والفلاسفة العظماء، ورعاية الدولة لها تؤكد أن هذه الدولة هي دولة العظماء ومعين الفكر الذي لا ينضب بإذن الله. ورداً على تساؤل حول ملامح الاستراتيجية التي ستعمل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة على تحقيقها ضمن السياسة الوطنية، أوضح أن خطط الوزارة مبنية على أسس مرنة جداً، ووضعت بعد دراسة معمقة لتسهم بتحقيق رؤية الحكومة الرشيدة، وتعكس الأهداف الاستراتيجية لها، ومن هذا المنطلق فإن الاهتمام بالقراءة يتصدر قائمة فعاليات الوزارة، وسيتم العمل فوراً على وضع الخطط التنفيذية التي تحقق الدور المرتقب للوزارة في الخطة الاستراتيجية للحكومة في هذا الشأن، وسيتم إطلاق العديد من البرامج والفعاليات التي تسهم بإثراء المحتوى المعرفي للقارئ العربي، بحيث نعمل على تقديم إنتاج معرفي عربي بمعايير عالمية، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الإقبال على القراءة. وتابع: «لا شك في أن الفترة الماضية شهدت نجاحات كبيرة أسهمت في جعل القراءة الموضوع الأهم في المدارس والجامعات، وحتى أحاديث الأسرة الإماراتية، إضافة إلى وجودها البارز على مواقع التواصل الاجتماعي، ولديكم في وسائل الإعلام، وهو نجاح يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة، أهم عوامل هذا النجاح هو التعاون بين جميع الوزارات والهيئات، والعمل تحت مظلة واحدة وبيننا شراكات مفعلة لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية». ووجه معالي وزير الثقافة وتنمية المعرفة الشكر والتقدير لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على دعمه المتواصل وجهود سموه في تعزيزِ مسيرة الدولة، وتأكيد موقعها الرائد بين دول العالم، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ، أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات. وحول&lrm ?أبرز ?المبادرات ?التي ?سيتم ?الإعلان ?عنها ?خلال ?المرحلة ?المستقبليّة ?من ?قبل ?الوزارة، ?وهل ?ستكون ?هناك ?لقاءات ?مع ?المثقفين ?والكتّاب ?لوضع ?أطر ?حول ?المرحلة ?المستقبلية ?للسياسة ?الوطنية، ?أوضح ?معالي ?الشيخ ?نهيان ?بن ?مبارك ?آل ?نهيان ?أن ?وزارة ?الثقافة ?وتنمية ?المعرفة ?لديها ?أجندة ?ثقافية ?لهذا ?العام ?تضم ?أكثر ?من ?120 ?فعالية ?ومبادرة ?كبرى ?على ?مدار ?العام ?موزعة ?بشكل ?شهري، ?بحيث ?تغطي ?إمارات ?الدولة كافة، ?وتراعي ?حاجة ?كل ?فئات ?المجتمع ?إلى ?الثقافة ?وتنمية ?المعرفة، ?حيث ?حرصت ?الوزارة ?من ?خلالها ?على ?أن ?تكون ?القراءة ?العامل ?المشترك ?الأكبر ?في ?الفعاليات ?الأدبية ?والمعرفية ?والعلمية ?والفنية كافة. أما عن التنسيق، فأوضح معاليه أن الوزارة تحرص على التواصل الدائم والمكثف مع المثقفين والمفكرين والكتاب والفنانين في الدولة، وتبني فعالياتها وبرامجها بناءً على هذا التواصل، وتعمل دوماً على مد الجسور معهم من خلال العديد من وسائل التواصل مثل البريد الإلكتروني المخصص لمقترحاتهم وأفكارهم ومبادراتهم أو اللقاءات المباشرة والمستمرة معهم من خلال الملتقيات أو الندوات التي نحرص على عقدها معهم بشكل دوري، كما أن بالوزارة لجنة مخصصة لمناقشة المقترحات والأفكار التي يتقدم بها المفكرون والمبدعون من أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، ووضعها موضع التنفيذ، الأمر الذي يثري فعالياتنا دوماً. وقال: إن أحد أهم أهدافنا الاستراتيجية، رعاية هذه الفئة المهمة تحديداً، وتقديم كل الدعم الممكن لها سواء بتبني إبداعاتها وتقديمها للمشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي، كما أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تسعى دائماً لاجتذاب مبدعين من أبناء الوطن لتقديم خطط وتوصيات للاستفادة منها في هذا الصدد، ولعل خير مثال على ذلك ملتقى «استشراف مستقبل القراءة»، الذي خرج بتوصيات عدة مهمة لتعزيز القراءة، وباشرت الوزارة بتنفيذ هذه التوصيات، وأنشأت نادي الإمارات للقراءة في المراكز الثقافية والمعرفية كافة لتنفيذ برامج متعددة كلها من مخرجات ملتقى المثقفين والمفكرين الإماراتيين. وحول رؤية معاليه لمبادرة حكومة الدولة بإطلاق السياسة الوطنية للقراءة، قال: كما ذكرت في بداية حديثي أنها رؤية مستقبلية شاملة، وتظهر أن الإنسان هو الأساس، ومحور الاهتمام، وإذا نظرنا نظرة واسعة لمجمل المبادرات والخطط الاستراتيجية للحكومة، نجد أن الإنسان يتصدرها جميعاً، وأن هناك تكاملاً رائعاً بينها، وتظهر بعد النظر والحكمة التي تتمتع بها، كما أوضح أن استراتيجية القراءة تتلاءم مع الرؤية الوطنية 2021 من حيث التحول نحو مجتمع معرفي، فالمبادرات التي سيتم تنفيذها خلال عام القراءة وما بعده من سنوات ستساهم من دون شك في دعم السياسات والمشاريع الوطنية كافة، مثل السياسة العامة للابتكار، وتحقيق السعادة لأفراد المجتمع من خلال استغلال وقت الفراغ، خصوصاً لدى فئة الشباب، وهذه الجهود وغيرها الكثير ستساعد على تحقيق التوجهات الاستراتيجية للدولة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وعن سبل التنسيق والتعاون مع الجهات والمؤسسات في الدولة لتنفيذ الاستراتيجية، قال معاليه: إن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تعتبر المؤسسات الثقافية والتعليمية وذات الشأن المشترك كافة شريكاً مهماً في الأنشطة كافة التي تقوم بها، ومن أهمها مبادرات تشجيع القراءة، وبالتأكيد ومن خلال الشراكة مع هذه المؤسسات نستطيع الوصول بمبادرات تشجيع القراءة إلى قطاعات المجتمع كافة، ومنها شريحة مهمة من المجتمع، وهي فئة الشباب؛ لذا فستقوم الوزارة بالاستفادة من الشراكات الحالية ومذكرات التفاهم لإطلاق مبادرات توعية. «الاتحاد» تنشر مبادرات الوزارة لترسيخ ثقافة القراءة دبي (الاتحاد) أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، مجموعة من المبادرات الوطنية الهادفة إلى ترسيخ ثقافة القراءة والعلم والمعرفة بين جمهور المتعاملين الموظفين والمجتمع، خاصة فئة الأطفال من خلال توظيف التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، بما يخدم لتعزيز الوعي الصحي والوقائي، وذلك تزامناً مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية للقراءة حتى عام 2026. وتتضمن المبادرات، التي تنشرها «الاتحاد»، إثراء مكتبات المستشفيات بالكتب الطبية والعلمية والإدارية القيّمة، بالإضافة لتشجيع الموظفين كافة، على تطوير معارفهم وقدراتهم ومهاراتهم، والعمل على إنشاء مكتبات متنقلة في المستشفيات «في أماكن الانتظار بكل من أقسام الطوارئ والعيادات التخصصية وأقسام المرضى المنومين»، ستضم المكتبة العديد من الكتب والمجلات اليومية والأسبوعية، بالإضافة للنشرات والدوريات المتخصصة التي سيتم انتقاؤها من قبل مختصين. وأكد مسؤولو الوزارة والمشرفون على تنفيذ مبادرات استراتيجية القراءة، أن هذه الكتب تناسب المراحل العمرية كافة للمرضى، وبمختلف اللغات، حيث ستتضمن كتباً باللغة العربية وأخرى بالإنجليزية للناطقين بغير العربية، مشيرين إلى أن هذه المكتبات ستساعد المرضى وذويهم على ملء أوقات فراغهم بما ينعم عليهم بالفائدة، وتحقق لهم السعادة، وترفع من معنوياتهم، ويمكن أن تساعدهم في تجاوز محنتهم، وتسهم في تحقيق الشفاء لهم. وذكروا أن الوزارة تعتزم عقد جلسات دورية للموظفين لاستعراض آخر المستجدات العلمية والأدبية والفنية، وأفضل الممارسات العالمية الممارسات في الكتب التي قاموا بمطالعتها، مشيرين إلى أن الوزارة بدأت تنفيذ مبادرة «كتابي الأول»، التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الكتاب في حياة الأطفال، وربطهم بالقراءة منذ الولادة حتى عامهم الثالث، ما يسهم في بناء شخصياتهم على أسس سليم وتوسيع، آفاق عقولهم وتسهيل اكتسابهم المعرفة خلال المراحل العمرية الأولى. مبادرات متجددة وقال الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع: «إن قيادتنا الرشيدة لا تتوقف عن المبادرات والتوجهات التي من شأنها الارتقاء بالوطن والمواطن وتدعم مكانة الدولة العالمية وتساعدها في المضي قدماً في مضمار التنافسية العالمية وفي مختلف النواحي». وأضاف: «مبادرة عام 2016 عام القراءة»، التي وجه بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كخطوة جديدة سباقة، تعتمد في الأساس على بناء الإنسان وترسيخ ثقافة العلم والمعرفة، والاطلاع على ثقافات العالم، وستكون انطلاقة نحو مجتمع إماراتي متميز يقرأ فيسمو ويرتقي. وأكد العلماء أن القراءة هي أساس التطور الإنساني بالدرجة الأولى والحضاري بالدرجة الثانية، وهي الوسيلة الأساسية لتثقيف المرء وتوعيته بما يدور، وتنقل الفرد من الجهل والظلام إلى النور والعلم، ومن ثم الوصول به إلى درجات النضج الفكري والعقلي، وتكوين شخصيته بأبعادها المختلفة مما ينتج عنه حكمة في التعامل مع المواقف والمسؤوليات. «القراءة الصحية» من جانبه، أشار الدكتور يوسف محمد السركال، وكيل وزارة «الصحة» المساعد لقطاع المستشفيات، إلى أنّ القطاع الصحي يشهد موجة غير مسبوقة من التطور والتغيير تمتد بظلالها لتشمل كافة الأبعاد الإدارية والصحية، فلم يعد هناك ما يمكن وصفه بأنه ثابت، مؤكداً أنه أمام هذه الموجه الكبيرة من التغيير والتطوير، ومع توسع الخدمات الصحية، لا بد للجميع تعلم كل ما هو جديد، حيث إنها تعتبر أبرز المدخلات لمستقبل أفضل، ولن يتم هذا لا من خلال القراءة والمطالعة المستمرة. وقال السركال: «يأتي اهتمام وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالقراءة استجابة لتوجيهات حكومتنا الرشيدة، حيث إن القراءة وتعلم كل ما هو جديد يطور قدرات ومعارف الفريق الطبي المعالج، ويساعدهم على تقديم الرعاية الصحية، وفق أفضل الممارسات، وتدعم القرار الطبي المبني على الأدلة والبراهين والبحوث على البراهين، الأمر الذي من شأنه الارتقاء بأداء الفريق الطبي المعالج وبالخدمات الصحية المقدمة بمنشآت الوزارة، ويمكن المتعامل من الحصول على خدمات صحية أمنة وذات جودة عالية وتسهم بإسعاده». وأكد أن الشخص الذي يسعى للإبداع والابتكار في مجال معين يجب عليه أن يقرأ، لزيادة خبراته، وتقوية شخصيته، كما يكون لديه القدرة على النقاش في شتى المواضيع، وذلك من خلال المعلومات والخبرات التي سيكتسبها من القراءة. وأوضح أن الدراسات العلمية أثبتت أن القدرات الإبداعية تزداد طردياً مع معدلات القراءة، إذ إن القراءة تمكّن الفرد من التفكير بشكل غير مألوف، وتمكنّه أيضاً من الإتيان بما هو غير مسبوق نظراً لتجدد أفقه الثقافي والفكري المستمر نتيجة القراءة والاطلاع، لافتاً إلى أنه قد ربط العديد من المختصين، الصحة العقلية ومدى تطور القدرات الإبداعية لدى الأفراد بمعدلات القراءة والمطالعة. ونوه السركال بأن انطلاقة مبادرة القراءة تتطلب استراتيجية شاملة تتعاضد فيها أدوار جهات متعددة هي الأسرة والمدرسة والإعلام والمراكز الثقافية والجهات الحكومية والخاصة. بدورها، أفادت الدكتورة كلثوم محمد البلوشي مدير إدارة المستشفيات بأن أهمية القراءة تختلف لدى الأشخاص باختلاف ميولهم واهتماماتهم، فمنهم من يعتبرها وسيلة جيدة ومفيدة للاستمتاع بوقت الفراغ، ومنهم من يعتبرها ضرورة ومنهجاً للحياة. إلا أن القراءة تتجاوز حدود المتعة والمعرفة لما لها من فوائد عديدة تعود على الصحة العقلية والقدرات الذهنية في تنشيط الذاكرة وجلب المعرفة الكمية والكيفية والاستفادة من التجارب وخبرات الآخرين، ووصفت البلوشي، القراءة بأنها، تُعد من أكثر الأنشطة التي تحفّز الدماغ للقيام بمهامه وتُطّور القدرات الدماغية التواصلية والتحليلية، خصوصاً لدى الأطفال واليافعين، كما تقوّي عمل الوصلات العصبية الموجودة في الدماغ، مؤكدة أن للقراءة أثراً واضحاً ومباشراً على التخلص من الإجهاد والتوتر، حيث لوحظ تأثير القراءة ل 6 دقائق على معدل ضربات القلب. وأثبتت الدراسات أن الإبقاء على العقل متحفزاً يبطئ من تطور مرض الزهايمر والخرف؛ لأنها تبقي المخ نشطاً، وهذا يحميه من فقدان طاقته. وأكدت البلوشي أن القراءة والثقافة الصــحية تعد خط الوقاية الأول لصحة المجتمعات والارتقاء بالمستوى الصحي للفرد والمجتمع، مما دفع الوزارة إلى إطلاق مبادرات توعوية لتعزيز الثقافة الصحية على مستوى المجتمع، الذي يساهم بدوره في تحقيق رؤية الوزارة في صحة مستدامة لمجتمع ينعم برعاية شاملة وحياة مديدة. استراتيجية التنفيذ وعن استراتيجية قطاع المستشفيات في دعم عام القراءة 2016، قالت البلوشي: هناك العديد من المبادرات، من أهمها: إثراء مكتبات المستشفيات بالكتب الطبية والعلمية والإدارية القيّمة بالإضافة لتشجيع الموظفين كافة على تطوير معارفهم وقدراتهم ومهاراتهم. وأضافت: كما أنه سيتم العمل على إنشاء مكتبات متنقلة في المستشفيات «في أماكن الانتظار بكل من أقسام الطوارئ والعيادات التخصصية وأقسام المرضى المنومين، وستضم المكتبة العديد من الكتب والمجلات اليومية والأسبوعية، بالإضافة للنشرات والدوريات المتخصصة التي سيتم انتقاؤها من قبل مختصين، بحيث تناسب المراحل العمرية كافة للمرضى». وذكرت البلوشي أن هذه الكتب ستكون بمختلف اللغات، حيث ستتضمن كتباً باللغة العربية وأخرى بالإنجليزية للناطقين بغير العربية، حيث ستساعد هذه المكتبات المرضى وذويهم على ملء أوقات فراغهم بما ينعم عليهم بالفائدة، وتحقق لهم السعادة، وترفع من معنوياتهم، ويمكن أن تساعدهم في تجاوز محنتهم وتسهم في تحقيق الشفاء لهم. ونوهت بعقد جلسات دورية للموظفين لاستعراض أخر المستجدات العلمية والأدبية والفنية وأفضل الممارسات العالمية الممارسات في الكتب التي قاموا بمطالعتها. مبادرة للأطفال من جانبها، أفادت الدكتورة عائشة سهيل مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية: «من بين مبادرات القراءة لدى وزارة الصحة ووقاية المجتمع، مبادرتا كلمات والكتاب المستعمل، حيث أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع ومجموعة كلمات مبادرة (كتابي الأول)، التي تهدف لتعزيز مفهوم الكتاب في حياة الأطفال وربطهم بالقراءة منذ الولادة حتى عامهم الثالث ما يسهم في بناء شخصياتهم على أسس سليم، وتوسيع آفاق عقولهم، وتسهيل اكتسابهم المعرفة خلال المراحل العمرية الأولى». وتهدف مذكرة التفاهم الخاصة بمبادرة «كلمات»، لتعزيز سبل التعاون بين الجانبين في المجالات ذات الاهتمام المشترك والرامية إلى نشر أهمية القراءة وتحفيزها لدى الآباء والأمهات من خلال توعيتهم بأهمية الحديث مع أطفالهم وتنمية أسس التواصل معهم ابتداءً من فترة الحمل وحتى ما بعد الولادة ومساندة كل منهما الآخر لجعل القراءة جزءاً لا يتجزأ من حياة أبنائهم وعادة يومية. وبموجب المذكرة، تتكفل وزارة الصحة ووقاية المجتمع برعاية المبادرة بمبلغ مليون درهم إماراتي، تغطي تكاليف 5000 حقيبة ستوزع على 5000 أم، بكلفة تبلغ 200 درهم لكل حقيبة؛ فيما توفر مجموعة «كلمات» الحقيبة ومحتواها، الذي يتضمن مجموعة مؤلفة من خمسة كتب باللغة العربية مختارة بعناية من إصدارات «كلمات»، مع دليل تعريفي بأهمية القراءة للأطفال، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات المتخصصة، والتي تستهدف المستفيدين من المبادرة. وذكرت سهيل، أنه سوف يتم تطبيق مبادرة كلمات في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، وسوف يتم توزيع الحقيبة على الأمهات الجدد عند فتحهن الملف الطبي في المركز الصحي. إلى ذلك، قالت الدكتورة فضيلة محمد شريف مديرة إدارة التثقيف والتعزيز الصحي: «من أهم مبادراتنا، تعزيز الوعي بأنماط الحياة الصحية في المجتمع، وهي إحدى مبادرات الخلوة الوزارية لزيادة وعي المجتمع بأهمية ممارسة النشاط البدني، وتناول الغذاء الصحي، والابتعاد عن التبغ وبناء قدرات المجتمع لتبني أنماط حياة صحية، وإكسابهم المهارات اللازمة». 5 كتب للأطفال أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، تزويد مجموعة «كلمات» بإحصائية تشمل أعداد الأمهات اللواتي يسجلن في المراكز الصحية بشكل شهري بالدولة، كما ستتولى الوزارة تعميم المبادرة على مراكز الرعاية الصحية ومراكز الأمومة والطفولة. وتشمل الكتب الخمسة التي سيتم توزيعها ضمن الحقيبة على الأمهات الجديدات: كتاب «يداي» الذي يصف الأشياء التي يمكن للطفل أن يقوم بها باستخدام يديه، وكتاب «قدماي» الذي يوضح للصغار كل ما بالإمكان القيام به باستخدام القدمين، وكتاب «أَلعب مع بابا» ليقرأه الأب لطفله، وكتاب «هيا نم» الذي يتميز بألوان زاهية ونصّ موزون، ويُقرأ للطفل وقت النوم. عادة مجتمعية أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أنها تعمل على جعل القراءة عادة مجتمعية، حيث إن المرحلة القادمة تحتاج إلى جيل مثقف قارئ يمتلكه شغف الفضول وحب الاستطلاع، والحكومة ليست معنية فقط بتقديم الخدمات بل بناء العقول والمهارات. وتساهم مبادرة «كتابي الأول» الذي تنفذها الوزارة بالتعاون مع مجموعة «كلمات»، في غرس القراءة لدى الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة، والتأكيد على أهمية إدخال الكتاب في حياة الأطفال وربطهم بالقراءة منذ الولادة وحتى عامهم الثالث، ما يسهم في بناء شخصياتهم على أسس سليمة، وتوسيع آفاق عقولهم، وتسهيل اكتسابهم المعرفة خلال المراحل العمرية الأولى. القراءة تقاوم الزهايمر والصداع أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، دور القراءة في تقليل معدلات الاكتئاب والتوتر العصبي، لأن القارئ يكتسب أبعاداً فكرية جديدة قد تقلل من سلبية أفكار معينة اكتسبها بفعل بعض التجارب الاجتماعية والشخصية، وتعد القراءة أحد مقاومات الأمراض العصبية البسيطة مثل الصداع والأرق. ووصف مسؤولو الوزارة، القراءة بأنها تعد القراءة مصدراً لتعزيز المهارات العقلية وتقلل من فقدان الذاكرة وتَحِدُ من الإصابة بمرض الزهايمر؛ فقد أظهرت بعض الدراسات أن القرّاء بمرضى الزهايمر ظهرت عليهم أعراض الإصابة بالمرض في وقت متأخّر مقارنةً بغيرهم من غير القرّاء. وأكد الاختصاصيون النفسيون أنه لم تعد العقاقير الطبية والمسكنات في بعض الحلات ذات نفع وجدوى في علاج المرض، فلابد من مخاطبة العقل والروح بطريقة تجعل المرء يستعيد توازنه وهدوءه وراحته من جديد وتحفيزه إيجابياً، ليكون قادرا على مواجهة مشاكله.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©