السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إطلاق أول مشروع إنتاجي بـ «الاكوابونيك» لأغراض تعليمية في جامعة الإمارات

إطلاق أول مشروع إنتاجي بـ «الاكوابونيك» لأغراض تعليمية في جامعة الإمارات
22 فبراير 2013 23:55
العين (الاتحاد) - كشفت جامعة الإمارات عن إطلاق أول مشروع جديد تتبناه وأنها باشرت في خطوات تنفيذه عملياً، يتضمن إنتاج أنواع من الأسماك والنباتات بشكل مزدوج بنظام “الاكوابونيك”، لأغراض بحثية وتدريبية في تجربة متقدمة لتطبيق نظام الزراعة المائية الهيدروبونيك، بحسب الباحثون القائمون على المشروع. ولفت الدكتور غالب الحضرمي عميد كلية الأغذية والزراعة في الجامعة، أن المشروع يأتي تجسيداً لحرص القيادة العليا في جامعة الإمارات، وعلى رأسها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى للجامعة، على تفعيل دورها في خدمة قضايا المجتمع. وأضاف الحضرمي أن المشروع يعد إضافة جديدة لإسهامات الجامعة بوجه عام والكلية على وجه الخصوص، في رصد ومتابعة المشكلات والتحديات التي تواجه القطاع الزراعي في دولة الإمارات، والبحث في إيجاد الحلول الناجعة لها، مؤكداً أهمية المشروع في توفير فرص التعليم والتدريب لطلبة الكلية وغيرهم من الفنيين، لاطلاعهم وتعريفهم بالأنظمة والتقنيات الجديدة بمجال الزراعة. ويشتمل المشروع الذي تمت المباشرة في تنفيذه بفرع جامعة الإمارات بمنطقة فلج هزاع، على 4 وحدات إنتاجية تضم كل وحدة منها 4 أحواض لزراعة النباتات والمحاصيل الغذائية العضوية، مثل الفراولة وبعض أنواع الخس المعروفة بارتفاع مستوى جودتها والطماطم، وغيرها من المحاصيل. كما يشتمل المشروع على حوضين لتربية الأسماك، يستوعب كل منها كمية قدرها 8 أمتار مكعبة من المياه ونحو 1200 سمكة من نوع البلطي زنة 50 جراماً يصل وزن كل منها إلى 450 جراماً في غضون 4 أشهر. ويركز المشروع، الذي تبلغ تكلفته مليوناً و200 ألف درهم ويشغل مساحة قدرها 1300 متر الذي من المتوقع إنجازه خلال 6 أشهر، على إنتاج سمك البلطي مع وجود خيارات عدة لإنتاج أنواع أخرى من الأسماك التي تعيش في المياه العذبة والمياه المالحة، مثل سمك البوري “البياح”، ويتيح المشروع إمكانية زراعة أكثر من 63 نوعاً من المحاصيل العضوية، من بينها أنواع من البطيخ والشمام. ويشتمل المشروع كذلك على خزان كبير لمعالجة المياه بعد خروجها من أحواض تربية الأسماك، لتخليصها من الرواسب من خلال مصاف “فلاتر” ميكانيكية، ثم تدخل بعد ذلك إلى مصاف أخرى بيولوجية لمعالجتها من المواد الضارة العالقة كالامونيا. ويمكن المشروع من زيادة إنتاجية وحدة المياه لأقصى درجة ممكنة، حيث تتم إضافة ما يتراوح بين 1 و1,5 من المياه المستخدمة في المشروع لمواجهة النقص الذي يترتب على عملية التبخير. ولفت الدكتور إبراهيم الششتاوي أستاذ مشارك استزراع وتربية الأسماك بكلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات، المشرف على المشروع، أن “الاكوابونيك” عبارة عن نظام مختلط لإنتاج أسماك ومحاصيل نباتية داخل البيوت المحمية، وذلك باستخدام تقنيات حديثة لتدوير المياه. ويوفر “الاكوابونيك” فرصة لإنتاج كميات كبيرة من المحاصيل العضوية والأسماك، إضافة إلى المزايا الإيجابية الأخرى، كتقليل استخدام مياه الري لمواجهة مشكلة نقص المياه، لمواجهة ظروف البيئة المحلية وخفض تكلفة مستلزمات الإنتاج التي تتوافر في البيئة المحلية. كما أن هذه الطريقة في الإنتاج الزراعي والسمكي لا تستهلك كميات من الوقود، حيث يمكن تشغيلها باستخدام مصادر الطاقة المتجددة. وأوضح الششتاوي أن المشروع يهدف إلى توفير بيئة تعليمية وبحثية مناسبة، لإجراء التجارب والتطبيقات العملية على هذه الأساليب والأنظمة الزراعية الجديدة وتنفيذ البرامج التعليمية والتدريبية للطلبة الدارسين بقسم الإنتاج الحيواني في الكلية والمختصين والباحثين حولها، سعياً نحو إيجاد قاعدة عريضة مناسبة لهذه الأنظمة الحديثة المتطورة في الإنتاج الزراعي، لمواجهة التحديات العديدة التي يواجهها هذا القطاع الحيوي في الدولة، خاصة ظروف البيئة الصحراوية ونقص المياه. ويسهم “الأكوابونيك” في مواجهة تحديات ارتفاع نسبة ملوحة التربة ونقص المياه، وصعوبة الحصول على منتجات عضوية، وتسعى الجهات المعنية إلى إيجاد الحلول الناجعة لهذه التحديات، ضمن خططها واستراتيجياتها التي تتبناها سعياً نحو تحقيق التنمية المستدامة. وأكد الششتاوي أن التوسع في نظام الزراعة الحديثة “الأكوابونيك” يوفر ضمانات كثيرة لتحقيق الأمن الغذائي، خصوصاً أن هذه الطريق في الإنتاج الزراعي والسمكي المزدوج لا تحتاج إلى تكلفة كبيرة، ولها مزايا وخصائص إيجابية عدة، يأتي على رأسها أنها لا تحتاج إلى مبيدات حشرية أو أسمدة كيماوية أو خبرات فنية كبيرة. وتستأثر “الاكوابونيك” حالياً بجل اهتمام العديد من الهيئات والمؤسسات المعنية، يأتي على رأسها وزارة البيئة والمياه وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، إضافة إلى صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وأكد المواطن جابر سعيد المزروعي مدير إحدى الشركات الوطنية المتخصصة في تطبيق التقنيات الزراعية الحديثة، أهمية تشجيع المواطنين أصحاب المزارع على إدخال نظام “الاكوابونيك” في مزارعهم لأنه يسهم في مواجهة التحديات التي تواجه الزراعة في دولة الإمارات، خصوصاً نقص وملوحة المياه، ويمكن من التوسع في إنتاج المحاصيل العضوية، حيث تمكن هذه الطريقة في الإنتاج الزراعي من الحصول على منتجات عضوية عالية الجودة وبأقل تكلفة سعياً نحو تحقيق الأمن الغذائي. وأضاف المزروعي الذي يتولى تنفيذ مشروع “الأكوابونيك” بجامعة الإمارات، أنه وعلى الرغم من توافر مقومات هذا النظام الحديث في الزراعة بالدولة، وثبوت جدواه من الناحية الاقتصادية، إلا أن المزارعين ما يزالون في حالة من الترقب والحذر ما يستوجب معه تفعيل جهود التوعية والإرشاد، التي تقوم بها الجهات المعنية لتشجيعهم على الأخذ بزمام المبادرة نحو خوض غمار هذه التجربة وجني ثمارها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©