عصبية الطفل يمكن التغلب عليها

تشكو لي صديقتي من عصبية طفلها وتوالي صراخه وصدور بعض التصرفات مثل قرض الأظافر أو شد الشعر أو ضرب الأقران أو مص الإصبع أو اللعب بالشعر بشكل مستمر لافت أو عض كل ما يقع في يده من أقلام أو ممحاة أو فلين أو حركات مستمرة من هز الرجل وعض الشفاه. ويشير علم نفس الطفل إلى أن أهم الأسباب النفسية لهذه الحالات، هي فقدان الطفل الدفء الأسرى والعاطفي، عدم إشعار الطفل بالقبول والحب، واضطهاد الطفل من أحد أقرانه. أما الأسباب التربوية فهي أكثر ما يؤثر على سلوك الطفل وأعصابه، ومنها سيطرة الوالدين حيث التفرقة بين الإخوان وإجبار الطفل أن يكون كما يريدون ولا يدعون له مجالاً أن يختار بعضاً من الأمور البسيطة كلعبة أو لون حقيبته الدراسية وغيرها، وعصبية الوالدين أو أحدهما فالعصبية مكتسبة وليست فطرية، وإشعار الطفل انه مصدر قلق للأسرة أو داخل الفصل، والدلال الزائد حيث يجعل الطفل ذا روح عدوانية وأنانية يحب أن يمتلك كل شيء فعندما يدخل معترك الحياة يشعر باضطهاد، فضلاً عن أن المشاكل بين الوالدين، وكبت المشاعر من قبلها من بين هذه الأسباب. فالعلاج في حال إذا كانت الأسباب تربوية يتم عن طريق إشعار الطفل بالقبول والحب والحنان وعدم التوبيخ والزجر ولا بد من الصبر عليه ودمجه مع أقرانه الصغار، وتعويده على الرياضة والقفز الخفيف، وتشجيعه على المشاركة الاجتماعية من خلال الإذاعة المدرسية مثلاً، ومنحه ألعاباً تنمي الذكاء، وتشجيعه على التعبير عن الذات، والتأكد من أن الطفل يأكل وينام بشكل كاف. أما العقاب فيكفي الحبس لمدة بسيطة لا تتعدى عشر دقائق لكي يعلم أنه مخطئ، على أن يتم إخباره بسبب العقاب ولا تتكلمي معه وهو يصرخ أو منزعج رددي عليه «ما دمت تصرخ فلن أكلمك ولن اسمع منك حتى تهدأ» حيث إنك عندما تجارينه في عصبيته تصبح هذه هي الوسيلة ليحصل على ما يريد وتتحول مع الوقت الى عادة. كوني قدوة له فهو يتعلم منك الكثير. سهام خليل