السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيئة» أبوظبي تطلق بنجاح 68 صقراً إلى الطبيعة في كازاخستان

«بيئة» أبوظبي تطلق بنجاح 68 صقراً إلى الطبيعة في كازاخستان
4 يونيو 2009 01:24
أتمت هيئة البيئة بأبوظبي بنجاح عملية الإطلاق الخامسة عشرة ضمن برنامج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لإطلاق الصقور، لمجموعة تضم 68 صقراً إلى الطبيعة في سماء كازاخستان وذلك ضمن استراتيجية تهدف إلى الاهتمام والحفاظ على الصقور وزيادة أعدادها في البرية. وتأتي عملية الإطلاق بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وبرعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي. وأطلقت الهيئة في الفترة 9-10 مايو الماضي مجموعتين من صقور الشاهين والحر في الجزء الجنوبي من جبال ألتاي في كازاخستان والتي تعد واحدة من أشهر المواقع المهمة للصقور. وتتكون المجموعتان من 22 صقراً من صقور الحر و46 صقراً من صقور الشاهين، ولقد تم تزويد 10 من مجموع الصقور التي تم إطلاقها (7 من الصقر الحر و3 من الشاهين) بأجهزة إرسال. وقبل إطلاقها تم أخذ القياسات ووضع الحلقات التعريفية للصقور المرشحة للإطلاق وتم إرسال مجموعة الإطلاق إلى معسكر تدريبي لتأهيلها للحياة البرية. واستطاع البرنامج منذ إطلاقه لأول مرة عام 1995 القيام بدراسة أنماط هجرة الصقور وقدرتها على إعادة التأقلم مع البرية، علماً أن عدد الصقور إلى تم إعادتها إلى مسارات هجرتها ومواطنها في قارة آسيا وصل إلى 1189 صقراً. حمايتها من الانقراض وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة بأبوظبي أن استمرار البرنامج في تحقيق أهدافه خلال الأعوام السابقة يؤكد إيمان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الفخري لهيئة البيئة بأبوظبي وسـعيهما الحثيث إلى بلورة التوجيهات السامية والرؤية بعيدة المدى للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد وتعزيز اهتمام الدولة بقضايا البيئة، والمحافظة عليها وتشجيع ودعم البحوث واستخدام أحدث التقنيات والوسائل العلمية لإكثار الطيور البرية وزيادة أعدادها في الطبيعة. وأضاف سموه أن البرنامج يكمل جهود دولة الإمارات الأخرى في المحافظة على أعداد وأنواع الصقور المستخدمة في الصيد من خطر الانقراض بإعادتها إلى بيئتها في مواطن تكاثرها الطبيعية وإتاحة الفرصة لها للتكاثر واستكمال دورة حياتها بما يساهم في دعم أعدادها في الطبيعة والحفاظ على رياضة الصيد بالصقور. كما أنه يدعم توجه دولة الإمارات للتحول إلى استخدام الصقور المفرخة في الأسر بدلاً عن الصقور البرية، وتطبيق القوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية التي تحرص على المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض ومكافحة التهريب والأعمال غير القانونية. ويدعم البرنامج الجهود الدولية والإقليمية لحماية الطبيعة وإعادة تأهيل المواطن الطبيعية وإجراء الدراسات العلمية والمسوحات الميدانية وتوفير العلاج والخدمات البيطرية المتخصصة، بالإضافة إلى الجهود الرائدة في المحافظة على الطرائد وخاصة طيور الحبارى الآسيوية وتطوير تقنيات إكثارها في الأسر وإطلاقها إلى البرية. وأشار سموه إلى أنه عبر القرون ظلت الصقور ورياضة القنص تمثل جانبا مهماً من حضارة وتراث العرب ولقد عرف الصيد بالصقور منذ القدم ومارسه الإنسان بغرض الحصول على القوت اليومي إلى جانب ممارسته كرياضة وهواية في بعض بقاع العالم. ولهواية الصيد بالصقور عند العرب خصائصها التي تميزها عن الصيد عند غيرها من الشعوب، فالعرب إلى يومنا هذا ما زالوا مرتبطين ببيئتهم ويكنون لها احتراماً وإعزازاً. وأضاف «كان الصقارون العرب يصطادون بالصقور التي يأسرونها خلال مرورها في شبه الجزيرة العربية في بداية فصل الشتاء في طريق هجرتها جنوباً، ويستخدم الصقارون كل المهارات وفنون الصيد لترويض الصقر البري ليصبح صياداً ماهراً ومرافقاً جيداً في غضون أيام». ومع انتهاء موسم الصيد كان يتم إطلاق الصقور إلى البرية في نهاية الشتاء، في توافق فطري مع الحياة البرية وللسماح للطير بالاحتفاظ بطبيعته البرية والحصول على الغذاء الذي يناسبه بنفسه واللحاق بركب الهجرة إلى مناطق التكاثر. ومع ظهور التكنولوجيا الحديثة وتحسن الأوضاع الاقتصادية أصبح من السهل الاحتفاظ بأفضل الصقور عاماً بعد عام، ولكن لا يزال عدد قليل من الصقارين البارزين متمسكين بالتقليد ويقومون بإطلاق صقورهم سنوياً بعد انتهاء موسم الصيد ليندمجوا مع الطبيعة مرة أخرى إيماناً بأهمية هذا التقليد في المحافظة على الحياة الفطرية وحمايتها. وبذلك لم تكن هذه الرياضة تشكل خطراً على الصقور في الماضي. ومن هنا جاء برنامج الشيخ زايد لإحياء هذا التراث البيئي وتشجيع جميع ممارسي هذه الرياضة على إطلاق صقورهم سنوياً. ويهدف هذا البرنامج إلى المحافظة على الصقور ودراسة أنماط هجرتها وقدرتها على التأقلم مع الحياة البرية. ويسعى البرنامج بصورة أساسية إلى دعم جهود البحث العلمي حول الصقور وخاصة الحر والشاهين من خلال توفير أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بمسارات الهجرة وقدرة الطيور على التكيف والاندماج في الحياة البرية. دراسات على الصقور وتقوم هيئة البيئة – أبوظبي بإجراء دراسات عن الصقور بالتعاون مع المؤسسات البحثية المهتمة بالحياة الفطرية والمحافظة عليها في كل من رابطة الدول المستقلة، والصين، ومنغوليا، وكازاخستان وتهدف هذه الدراسات إلى جمع معلومات أساسية عن الصقور وتحديد مواطنها وتوزعها الجغرافي وبيولوجيتها، بالإضافة إلى تحديد أماكن تكاثرها ودراسة المخاطر التي تهدد وجودها. وتتم مقارنة نتائج هذه الدراسات مع المعلومات التي يتم جمعها من خلال تتبع ورصد تحركات الصقور التي تطلقها الهيئة سنوياً، الأمر الذي يساعد على تحديد مسارات هجرة الصقور والمناطق الأكثر أهمية لهذا البرنامج. ومن مجموع الصقور التي تم إطلاقها ضمن برنامج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد لإطلاق الصقور 1189 صقراًً، تم تركيب أجهزة إرسال عبر الأقمار الاصطناعية على أكثر من 75 منها. وتعمل هذه الأجهزة بالطاقة الشمسية وتوفر إمكانية تتبع تحركات الصقور إلى أن تنتهي صلاحية البطاريات التي تزودها بالطاقة والتي يصل عمرها الافتراضي إلى ما يتراوح ما بين 3 و 5 سنوات. ولا تزال هذه المجموعة من الصقور تحت المراقبة عبر الأقمار الاصطناعية للتعرف إلى مدى تأقلمها مع الحياة البرية ومسارات هجرتها. وتوفر المعلومات التي سيتم الحصول عليها من تتبع الصقور مؤشرات عن أنماط الهجرة ومعدلات البقاء لصقور الحر والشاهين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصقور التي تم إطلاقها تعد إضافة قيمة لأعداد الصقور الموجودة حالياً في الطبيعة. مراحل إطلاق الصقور استعدادات الإطلاق تبدأ الاستعدادات للإطلاق باتباع إجراءات بيطرية مشددة حسب الإجراءات المتبعة دولياً في إطلاق الطيور، حيث تم اختيار الصقور التي سيتم إطلاقها وتم وضعها في العزل تحت المراقبة الدقيقة لمدة شهر في مستشفى أبوظبي للصقور التابع للهيئة بغرض فحصها للتأكد من خلوها من فيروس إنفلونزا الطيور أو أي التهابات جرثومية أو طفيلية. ولتسهيل إمكانية التعرف إلى الصقور في حالة أسرها مجدداً أو وجودها ميتة يتم تثبيت شريحة صغيرة تعرف باسم (جهاز الإرسال الحثي السالب «PIT») تزن حوالي عُشر جرام تحت جلد كل صقر بالإضافة إلى تثبيت حلقة (حجل) مرقمة في ساق كل صقر. ولرفع لياقة الصقور خضعت الصقور المعدة للإطلاق لتمارين يومية تستمر عدة أسابيع يتم خلالها أيضاً تزويد الصقور بغذاء متكامل لزيادة وزنها، الأمر الذي قد يزيد من فرص بقائها حية خلال الفترة الحرجة التي تقوم فيها الصقور بإعادة تكييف نفسها مع الطبيعة والتي تمتد لمدة أسبوعين بعد الإطلاق. كما يتم الحصول على التراخيص اللازمة لنقل الصقور من الإمارات إلى موقع الإطلاق بناء على اتفاقية «السايتس». وبعد اكتمال الاستعدادات، تنقل الصقور مع الفريق المرافق بطائرة من أبوظبي إلى منطقة الإطلاق. قبل الإطلاق ُقبيل إطلاق الصقور يتم مسح مناطق الإطلاق للتأكد من خلوها من أي مخاطر تتمثل في الطيور الجارحة مثل عقاب المنحدرات. وأخيراً مراعاة اتجاه الرياح وأخذ الحيطة بإطلاق الصقور في مسارات معروفة لهجرة الصقور وطرائدها وتستطيع استكشاف اتجاهاتها فيها. ويتم اختيار مناطق الإطلاق بناء على عدد من الاعتبارات حيث تمثل هذه المواقع أحد مسارات هجرة الصقور المتجهة نحو الشمال خلال فصل الربيع إلى مناطق تزاوجها في وسط آسيا فضلاً عن أنها تتوافر فيها الفرائس التي تقتات عليها الصقور حيث يوجد عدد كبير من الطيور المقيمة والمهاجرة شمالاً والتي تمثل فرائس مفضلة لصقور الشاهين. كما تتميز هذه المناطق بوفرة المياه ودرجة الحرارة المناسبة للصقور في هذا الوقت من السنة. وفي صباح يوم الإطلاق يتم إجراء فحص نهائي للصقور، ويتم إطلاق الصقور بشكل فردي أو جماعي لصقرين أو ثلاثة صقور من النوع نفسه أو من أكثر من نوع. ويتم قبل الإطلاق التأكد من رقم الحلقة لكل صقر، كما يتم تسجيل إحداثيات مواقع الإطلاق لتقييم هذه البيانات العلمية فيما بعد. الإطلاق يتم إطلاق الصقور مع ترك مسافة بضعة كيلومترات بين الصقر أو مجموعة الصقور الصغيرة لتجنب المنافسة بين الصقور على ملكية الأراضي. وبعد إطلاق الصقور في أحد المواقع يتم إطلاق مجموعة من الحمام لتمكين الصقور من العثور على الغذاء خلال الأيام الأولى حيث تزيد قدرة الصقور على الحصول على الغذاء في أول 4-5 أيام من معدل بقاء الصقور التي يتم إطلاقها على قيد الحياة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©