السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صراحة الأطباء».. عقبة في طريق الشفاء

«صراحة الأطباء».. عقبة في طريق الشفاء
2 مارس 2014 22:34
هناء الحمادي (أبوظبي) - فرحة ترتسم على وجهها هي وزوجها، وهي تنتظر الموعد الأول للاطمئنان على صحة الطفل الذي يعيش في أحشائها، تترقب حركاته ودقات قلبه منذ علمت بخبر حملها في الشهور الأولى، وما بين انتظار دورها للدخول إلى الدكتور، وبين ابتسامة زوجها بخبر حملها، دخلت رباب خالد، المتزوجة حديثاً، غرفة الفحص لتطمئن على صحة الجنين، لكن مع تغير نبرة صوت الدكتورة وأسئلتها المتكررة، عرفت الأم أن هناك مشكلة تحتار الطبيبة بين أمرين: تخبر الأم أم تلتزم الصمت وتتابع الفحص؟. هذا الأمر يحتمه التزام الأطباء بمصارحة المريض حول حقيقة حالته الصحية بغض النظر عن التداعيات السلبية، رغم مطالبة كثيرين بعدم إخباره، حتى لا يؤثر ذلك على استجابته للعلاج، مفضلين إبلاغ أحد أقربائه أو فرد من أسرته بالأمر، حيث تذكر الدكتورة نوال فؤاد أخصائية الأمراض النفسية والعصبية بأحد المراكز الطبية في أبوظبي أنه لا يوجد رأي واحد بين الأطباء متفق عليه بخصوص إبلاغ المريض بمرضه من عدمه، رغم أنه من الطبيعي بالنسبة لكل مريض بالغ عاقل مُدرك أن يعلم جميع ما يخص ذاته من مرض أو علاج، وعلى الطبيب أن يخبر المريض عن جميع النواحي المهمة عن المرض الذي يعانيه، وأن يشرح سبل العلاج ومضاعفاته، والطرائق الأخرى للعلاج، إذا لم تكن هناك طريقة معينة متفق عليها بين الأطباء، وعليه أن يجيب عن أسئلة المريض. وتقول: من بين الحالة الصعبة التي تواجه الأطباء أن يقوم بعض من أفراد العائلة بالاتصال بالطبيب وإبلاغه رغبة الأسرة التي ينتمي لها المريض في عدم إبلاغ المريض عن علته، أو مدى خطورة هذه العملية، وهذه المسألة في كثير من الأحيان تسبب حرجاً شبه يومي للأطباء، فقد يفاجأ أهل المريض بتقبل المريض للتشخيص أكثر من أفراد العائلة الآخرين، وقد يكون بإعطائهم هذه الفرصة لمصارحة المريض مقدمة للطبيب أن يبحث مع المريض الأمور الأخرى الأكثر تفصيلاً، فمن الحكمة مراعاة الظروف الصحية والاجتماعية للمريض، ومدى تقبله وإدراكه لهذا الكم الكبير من المعلومات. وترى أن استشارة الأهل والأقارب لاتخاذ القرار هي الأولى، لأن المريض لا يستطيع أن يتخذ القرار، وقد يوكل المريض عائلته لاتخاذ القرار المناسب وبإذنه، أما إذا كان المريض لا يملك أن يتخذ القرار لظروف المرض مثلاً فيكون في حالة إغماء أو عدم قدرة على التفكير، فهنا لا يمكن أن يتخذ القرار لشخص آخر من ذوي المريض. حالات مرضية حالة مرضية أخرى للشاب حمزة طالب «متزوج، وأب لأربعة أبناء»، تلقى نبأ إصابته بالسرطان كالصاعقة، خاصة حين أخبره الطبيب المعالج أن أمامه 3 شهور فقط من الحياة، وأن العلاج الكيماوي لن يجدي نفعاً مع السرطان الذي انتشر في جسده، إلا أن هذا الشاب لم يستسلم للمرض وأصر على مواصلة العلاج، مهما كلفه ذلك، ويقول: «أتمنى أن أرى الطبيب الآن وأخبره أن الثلاثة أشهر أصبحت 4 سنوات، وانتقد حمزة أسلوب الطبيب في إخباره بمرضه، لافتاً إلى أن الحالة النفسية لها دور كبيراً في عملية الشفاء، فأي مريض حين يسمع هذا الخبر، سيصمد في وجه مرض مثل «السرطان» حين يتم إخباره بأنه ميت لا محالة. أما أسرة عبدالرحمن الظاهري، الذي توفي قبل عام، فتؤكد أنه كان مؤمناً حين علم بخبر مرضه، وتلقى العلاج ولم تُكسر عزيمته، إلا جملة الطبيب «لا علاج لك لدينا، فحالتك أصبحت متأخرة»، وأكدت الأسرة أن عبد الرحمن عاش بعد هذه الجملة شهوراً عدة، وتوفي بعد أن ساءت نفسيته، وأصبح يمتنع عن أكل الطعام أو التحدث مع أحد أفراد الأسرة، ويرمق أسرته بعيون دامعة ليلاً ونهاراً، شاغلاً وقته بقراءة القرآن والأدعية. وقال ابنه الأكبر خليفة: أعتقد أن هناك الكثير من الأطباء يجهلون كيفية إبلاغ المريض أو أسرته بخبر مرضه، فالكثير من المرضى بدون تهيئة نفسية أو خطة لكيفية إبلاغ المريض بمرضه، يقعون في انتكاسه وتتدهور حالتهم النفسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©