الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المالكي يدعو العراقيين إلى عدم التظاهر اليوم

المالكي يدعو العراقيين إلى عدم التظاهر اليوم
25 فبراير 2011 00:16
(بغداد) - طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الشعب العراقي بعدم التظاهر، احتجاجاً على سوء الخدمات والفساد وتدني المستوى المعيشي، عشية تظاهرة كبيرة في ساحة التحرير وسط بغداد اليوم، معتبراً أنها “مريبة ويقف خلفها إرهابيون وتنظيم القاعدة”، ومقراً بنقص الخدمات وتدني المستوى المعاشي والفساد. وكثفت القوات الأمنية وجودها في بغداد، فيما جابت سيارات بمكبرات للصوت في بعض الأحياء تدعو العراقيين إلى عدم التظاهر، رغم استمرار الاحتجاجات التي أعلنت القائمة العراقية مشاركتها فيها، وحذرت الأوقاف الدينية من المساس بالمتظاهرين، وسط بروز مخاوف من انهيار أمني. وقال المالكي في كلمة موجهة إلى الشعب العراقي قبل يوم من التظاهرة إن “هذا لا يعني حرمانكم مرة أخرى من حق التظاهرات المعبرة عن المطالب الحقة والمشروعة، ويمكنكم التظاهر في أي مكان أو زمان تريدون خارج مكان وزمان مظاهرة خلفها الصداميون والإرهابيون والقاعدة”. وأضاف “أحذركم من مخططاتهم التي تستهدف حرف المسيرات والمظاهرات لتتحول إلى مظاهرات قتل وشغب وتخريب وإشعال فتنة يصعب السيطرة عليها وتفجيرات وأحزمة ناسفة”. وقال المالكي إن “الذين يفكرون بعودة البعث السابق والأيام السود من تاريخ العراق، وكذلك الإرهابيين والقاعدة وغيرهم ستجدونهم ربما أعلى صوتاً منكم وأكثر حماساً للمطالبة بكل ما من شأنه إشاعة الفوضى والإخلال بالنظام العام وتعريض مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة للخطر في محاولة للانقضاض على كل ما حققتموه من مكتسبات”. وكرر قوله “إنهم يخططون للاستفادة من تظاهرة الجمعة لأغراضهم الخاصة، طبقاً للشواهد والأدلة التي ناقشها اجتماع” أمس الأول، حضره الرئيس العراقي جلال طالباني وقيادات وممثلو الكتل السياسية. وقال إن المجتمعين “كلفوني بضرورة وضع هذه الحقائق أمامكم وأكدوا ضرورة أخذ الحيطة والحذر مع احتفاظكم بحقكم في التظاهر متى شئتم وفي أي مكان تريدون، وواجب الحكومة بل والدولة بكل مؤسساتها ليس فقط حمايتكم، بل والاستماع لصوتكم ومعالجة مشاكلكم”. وأقر المالكي بنقص الخدمات، وقال إن “معاناة المواطنين وحاجتهم إلى الخدمات، وكذلك الإصلاحات الأخرى لا يستطيع أحد نكرانها أو التقليل من شأنها، وأنا شخصياً أعتبر ذلك ليس فقط مشروعاً، وإنما يمثل في بعض الأحيان الحد الأدنى مما يجب أن يحصل عليه المواطن من حياة كريمة وعزيزة”. وعزا المالكي التأخر في انطلاق الإصلاح إلى “الظروف الصعبة التي مر بها العراق بعد سقوط النظام السابق وتصاعد سطوة المليشيات والمسلحين والإرهابيين والقاعدة والتكفيريين”. وقال إن “تلك الظروف الصعبة التي تتذكرونها جميعاً لم تسمح لنا بالشروع في عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي، ولم تدع مجالاً للانطلاق في عملية نهضة وإعمار وتنمية حقيقية، كنا نخطط لها منذ البداية إلا في وقت متأخر ربما يمكن تحديده مع عام 2008، حيث بدأ العالم يقبل علينا وأخذت الشركات تدخل سوقنا”. وتحدث المالكي عن بعض الإنجازات التي حققها منذ ولايته الأولى. وقال “أخذت مجمل المطالبات التي ناديتم بها في مجال إيجاد فرص عمل وخفض البطالة وتعديل الرواتب بما يقلص الفجوة بين رواتب كبار المسؤولين وأصحاب الدرجات الخاصة من جهة، وبقية موظفي الدولة من جهة أخرى، وذلك من خلال مشروع قانون قدمته الحكومة إلى مجلس النواب”. وتعهد المالكي بمكافحة الفساد، الذي يعد من أبرز مطالب المحتجين على مر الأيام القليلة الماضية، داعياً الشعب إلى التعاون في هذا المجال. وحول البطاقة التموينية التي توقفت منذ أشهر وأثارت سخطاً شعبياً، قال المالكي إن “الميزانية أولت البطاقة التموينية اهتماماً خاصاً، ووضعت لها التخصيصات، وكذلك وضعت لها التدابير الإدارية التي جعلتنا قادرين على إعطاء الوعد بانتهاء أزمة موادها، خلال فترة وجيزة قد لا تتجاوز الشهر أو الشهرين المقبلين”. من جهته، أكد الرئيس جلال طالباني ضرورة حفظ الأمن والاستقرار في البلد، مؤكداً “ضرورة حفظ الأمن والاستقرار في العراق”. وشهدت بغداد مظاهر أمنية مشددة، فيما استمرت التظاهرات السلمية في بغداد وأقضية ونواحي المحافظات، بينما توافد المئات على محطات تعبئة الوقود وأسواق المواد الغذائية تحسباً من تدهور الأوضاع الأمنية بعد تظاهرات اليوم. وحذرت أوساط أمنية عراقية وأخرى سياسية من تدهور أمني. وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد، وساحة عبد المحسن الكاظمي في الكاظمية شمال العاصمة، تظاهر المئات من المطالبين بالتغيير وإصلاح المرافق الخدمية في البلد وتحسين الأوضاع المعيشية. وكثفت أجهزة الأمن وجودها في بغداد، خاصة قرب المنطقة الخضراء ومبنى المحافظة وساحة التحرير. ونزلت مدرعات وآليات عسكرية كانت اختفت من شوارع بغداد منذ فترة. وجابت سيارات مدنية بمكبرات للصوت أحياء الصدر والشعلة، معقلي التيار الصدري ببغداد، لحث الناس على عدم المشاركة في التظاهرة. وفي البصرة، طالب المئات من أهالي المحافظة بإقالة المحافظ، وتوفير الخدمات ومفردات البطاقة التموينية، ورفعوا بطاقات صفراء ضد حكومة المحافظة، مطالبين باحترام حرية التعبير. على الصعيد نفسه، طالبت رئاسات الأوقاف الشيعي والسني والمسيحي، أمس المشاركين في التظاهرات، منح الحكومة العراقية مهلة “كافية” لتلمس أثر المصادقة على الميزانية العامة، ثم الحكم عليها. كما دعت البرلمان والقيادات الأمنية إلى ضمان سلامة المتظاهرين وتنفيذ مطالبهم، محذرة من المندسين في التظاهرات. من جانبها، حذرت القائمة العراقية من المساس بالمتظاهرين أو تعريضهم للخطر. وقال عبد الكريم الحطاب لـ”الاتحاد” إن هناك توقعاً بأن تشهد البلاد تحولاً غير مسبوق من الناحية الأمنية، إذا تم التعامل مع الاحتجاجات بالعنف. وفي الشأن نفسه، أكد حيدر الملا المتحدث الرسمي باسم القائمة لـ”الاتحاد” أن “القائمة العراقية ستشارك أهلها في التظاهر من أجل كل العراقيين”. وفي السياق، اعتقلت وحدة من الجيش العراقي الصحفي منتظر الزيدي خلال محاولته أمس عقد مؤتمر صحفي في بغداد في منطقة الأعظمية أمام مسجد أبي حنيفة النعمان (شمال).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©