الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة المزروعي ومريم الشحي تقتاتان على الكلمات

فاطمة المزروعي ومريم الشحي تقتاتان على الكلمات
30 مارس 2017 20:24
أبوظبي (الاتحاد) الرحلة مع الكتاب ليست مجرد قراءة ظرفية، بل شعور بالاندماج مع ما يطرحه من قضايا، لذا فهو يشكل حالة انطلاق فكري لاسيما للأديبات والمفكرات. وتظل المكتبة جزءاً حيوياً من حياتهن كما هي جزء من النُظم التعليمية، وأجهزة تخزين واسترجاع المعلومات في العالم، تهيئ سبل الحصول على المعرفة المتراكمة على مر السنين لتغذي ملكات الإبداع. بدايات مثمرة تقول رئيس قسم الأرشيفات التاريخية في الأرشيف الوطني بأبوظبي فاطمة المزروعي، إنها عاشقة للقراءة منذ الطفولة، وقد كانت القصص المصورة تستهويها كقصص «ميكي» ومجلة ماجد، كما كانت من زوار مكتبة المدرسة لتقتني القصص والحكايات ذات الألغاز المثيرة. وتقول: «كانت جدتي ملهمتي الأولى، فكثيراً ما كانت حكاياتها تحفز مخيلتي وتثير الكثير من التساؤلات حولي، وتجعلني أبحث عن المزيد من الأفكار والقصص في مجتمعي وبين صديقاتي وأسرتي ومع الوقت كبرت مكتبتي الصغيرة، حيث بدأت بمجلات ميكي وباسم وماجد لتصبح اليوم مكتبة ضخمة تضم 5 آلاف إصدار». وتتابع: «معارض الكتب تفتح شهيتي، فكنت أنتقي ما أشعر بميولي تجاهه بدءاً من قصص الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس الغريبة، مروراً بعوالم الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز الساحرة في رواياته وشخصياته ذات الطابع الكلاسيكي، انطلاقاً إلى عالم الفلسفة مع الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه إلى الاقتصاد فالسياسة فالنقد. وكلها نقلتني من الطفلة التي تبني عوالمها القصصية الخاصة إلى إنسانة ناضجة تكتب في الصحف والمجلات وتتناول قضايا الإنسان». وتضيف: «اليوم توسعت آفاقي وصارت الكلمة قضيتي وهدفي في الحياة، لم أعد الطفلة التي تمتلك خزانة صغيرة تحفظ فيها قصصها، وتقرؤها ليلاً على ضوء القمر وتحتفظ بمفتاحها تحت مخدتها، بل اليوم، ورغم انشغالي بالدراسة والعمل والأمور الأسرية بت أحرص على القراءة، وأقتنص الوقت للقراءة فهي إكسير الحياة، ولا يمكنني أن أتصور أنه قد يمضي يوم من دون أن أقرأ، لاسيما قبيل نومي، وفي الإجازات الأسبوعية»، مضيفة: «بطبيعتي أحب تسجيل الأفكار في أوراق مستقلة ذات ألوان هادئة أضعها على مرآتي لتذكرني بما أكتب وماذا أريد أن أكتب، ورغم صعوبة الكتابة اليومية إلا أنني أجد لذة فيها». 15 عاماً لا يختلف الوضع مع الروائية مريم مسعود الشحي، التي عشقت القراءة منذ زمن بعيد، حيث بدأت بإنشاء مكتبتها منذ نحو خمسة عشرة عاماً، بعد أن غادرت منزل العائلة من أجل الدراسة والعمل لتستقر بعيداً عنه في مرحلة تأسيس لحياة أخرى. وتقول: «كتابي أول صديق لي في تلك الوحدة والغربة الداخلية، وهو أول فرد في عائلة جديدة أنا من أوجدها عائلة بديلة، وكان الكتاب أول شيء عرفته لدى انتقالي إلى العاصمة أبوظبي بعد مقر سكني، وشكلت مكتبة الجامعة، رغم محدودية ما تضمه من إصدارات في ذاك الوقت، قبلتي اليومية». وتضيف: «كانت رواية «فسيفساء دمشقية» للكاتبة غادة السمان هو أحد الكتب التي تأثرت بها حد الدهشة، وكنت حينها مراهقة تتلمس طريق النضوج في حياتها، فتأثرت بفن الرواية والقص والحكي والسرد الملتحف بالكلمات داخل الروايات لأبني مكتبتي، وأحيط نفسي بهذا الفن الغامض بالنسبة لي حينها»، مضيفة: «الرواية أكثر كتب مكتبتي الكبيرة، فقد تفتح عقلي باكراً على هذا الفن الأدبي الذي وجدت نفسي جزءاً منه بعد زمن». وتقول: «جعلت من روايات عبد الرحمن منيف وغادة السمان، وتركي الحمد، وعلوية صبح وواسيني الأعرج وليلى العثمان، ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس والكثير من الأعمال المترجمة كأعمال فيكتور هيجو وتولستوي وديستوفيسكي زوايا لمكتبتي، بعدها اتجهت ذائقتي القرائية نحو الدراسات والسير والأعمال الشعرية والقصصية»، موضحة: «يبقى الأدب سيد الحضرة في مكتبتي وتبقى الرواية حجر الزاوية فيها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©