عواصم (الاتحاد، وكالات) - استمرت وتيرة إجلاء الرعايا الأجانب من ليبيا أمس خاصة باتجاه مصر وتونس المجاورتين، رغم أحوال الطقس غير الملائمة التي تعرقل العمليات البحرية الأمر الذي أكدته وزارة الخارجية الأميركية بقولها إن الرياح القوية والأمواج العالية تحولان دون خروج أميركيين وأجانب آخرين من البلاد المضطربة على متن عبارة مستأجرة منذ أمس الأول ولا يتوقع أن يتحسن الطقس قريباً. وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أن عدد المصريين العائدين من ليبيا عبر منفذ السلوم البري حتى صباح أمس بلغ 25 ألفاً و547 مصرياً، فيما بلغ عدد المصابين المصريين في الأحداث الليبية 5 و3 حالات وفاة. وقال المجلس إن عدد المغادرين من الأراضي المصرية إلى ليبيا بلغ 705 أفراد منهم 101 مصري و604 من جنسيات أخرى، فيما أعلنت شركة مصر للطيران عودة 3250 مصرياً من خلال جسر جوي شاركت فيه 17 طائرة أمس، نقلت فيه عائدين إلى مطار القاهرة من طرابلس وسرت وجربة التونسية التي عبر إليها عدد كبير من المصريين من الحدود الغربية لليبيا.
كما عبر الحدود إلى تونس نحو 6 آلاف تونسي وليبي وأجنبي وسط توقعات بتدفق عشرات الآلاف إلى الأراضي التونسية. وتفيد تقديرات القاهرة أن نحو 1,5 مليون مصري يعيشون في ليبيا بينما يتواجد نحو 50 ألف تونسي على أراضيها. من جهتها، أعلنت الحكومة الأردنية أمس، أن 1092 أردنياً من أصل 9 آلاف يعملون في ليبيا تم إجلاؤهم إثر الاضطرابات الدامية. وقال طاهر العدوان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال مؤتمر صحفي “حتى الآن عاد 1092 مواطناً من ليبيا ومعظمهم عاد عن طريق مطار القاهرة”. وأمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الثلاثاء الماضي، بإرسال طائرات عسكرية لإجلاء الأردنيين من ليبيا. من جهة أخرى، أكد مسؤولون أن عبارتين يونانيتين غادرتا ميناء بنغازي أمس، وهما تحملان نحو 5 آلاف شخص ، أغلبهم صينيون، جرى إجلاؤهم من ليبيا. وتمكنت السفينتان من إجلاء نحو 4600 صيني و30 تايلاندياً و30 أوروبياً أغلبهم يونانيون وقبارصة. وفي الأيام المقبلة، من المفترض أن تقوم عبارات يونانية بإجلاء نحو 15 ألف صيني، بناء على طلب من بكين .
ومن ناحية أخرى، أقلعت 3 طائرات نقل تابعة لسلاح الجو اليوناني أمس، من أثينا للمساعدة في إجلاء يونانيين ورعايا أوروبيين آخرين من ليبيا. وبالتوازي،قالت وزارة الخارجية الروسية أمس، إن 4 طائرات تابعة لقوات الدفاع المدني في البلاد، قامت بإجلاء المئات من الروس، بينهم نساء وأطفال من ليبيا. كما غادرت سفينة الركاب “هولي ستيفان” ميناء مونتينيجرو باتجاه ليبيا لنقل نحو ألف روسي وتركي وصربي يعملون لشركات روسية في ليبيا. وأكدت أنقرة
وصول سفينتين تقلان حوالي 3028 تركياً و59 من جنسيات أخرى قادمين من ليبيا الى مدينة مارماريس جنوب شرق البلاد. وقد جرى إجلاء أكثر من 5000 تركي من أصل 25 ألفا آخرين يعيشون في ليبيا حتي الآن. كما توجه حوالي 343 تركياً يعملون في شركتي قطاع خاص في ليبيا إلى اسطنبول علي متن طائرة طيران عارض “تشارتر”.
وبدوره، قال هاري ادواردز المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن أحوال الطقس السيئة سببت مشاكل لمن يحاولون مغادرة ليبيا جواً. وأعلنت الوزارة أن سفينة عبارة استأجرتها لنقل رعاياها من ليبيا، وصلت إلى طرابلس منذ مساء أمس الأول، ستبحر إلى مالطا عندما تسمح الظروف المناخية بذلك. وقال المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي إن السفينة ستنقل 35 دبلوماسياً أميركياً مع أفراد عائلاتهم إضافة إلى عدد غير محدد من الرعايا الأميركيين ومن رعايا دول أخرى. وأضاف أن العبارة يمكن أن تنقل نحو 575 شخصاً، موضحاً أن نحو 200 أميركي من أصل 650 موجودين حالياً باستثناء الدبلوماسيين، طلبوا من سفارتهم تسهيل رحيلهم من ليبيا. وذكرت باريس أن طائرة عسكرية فرنسية على متنها 165 سائحاً من بينهم 152 فرنسياً قادمة من مدينة سبها الليبية، وصلت إلى باريس الليلة قبل الماضية. وفي المحصلة، أجلت فرنسا خلال يومين 556 شخصاً من ليبيا من بينهم487 فرنسياً.
وفي سيؤول، أكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أنها ارسلت طائرة خاصة إلى ليبيا أمس، لنقل رعاياها. واستأجرت سيول طائرة ايرباص مصرية طراز أي 330 لنقل قسم من 1400 كوري جنوبي ما زالوا في ليبيا إلى القاهرة. وأوضحت الوزارة أن 39 من رعاياها وألف أجنبي يعملون في شركة كورية جنوبية وصلوا إلى الحدود المصرية في عداد قافلة من 10 سيارات. وقد اجتاز قسم منهم الحدود إلى مصر. وأعلنت نيجيريا عن بدء إجراءات لإجلاء رعاياها جواً قائلة إن لديها حوالى 500 نيجيري حالياً في ليبيا. وقالت الخارجية البرازيلية إنها سترسل سفينة لاجلاء 180 عاملاً وأسرهم إلى مالطا، في حين أكدت نظيرتها الأوكرانية إن طائرة شحن عسكرية في طريقها إلى طرابلس لإجلاء 170 أوكرانياً بينهم أطباء وطيارون ومهندسون كانوا يعملون هناك. وقالت كرواتيا إنها نقلت 145 من رعاياها إجلاء وتحاول 140 آخرين.
والتحديات اللوجستية تعتبر كبيرة بالنسبة للدول الآسيوية التي لديها حوالى 150 ألف عامل من محدودي الدخل في ليبيا بينهم 60 ألف من بنجلادش و30 ألف فلبيني. وأعلنت تايلاند التي يعمل حوالى 23 ألفاً من رعاياها في ليبيا، أنها تجري تحضيرات لنقل مواطنيها إلى مالطا لكنها حذرت من أنه قد يكون من الأفضل لهم البقاء في مجمعاتهم. كما أكدت الهند أن سفينة وصلت إلى الساحل الليبي ويمكنها نقل حوالى ألف راكب لبدء إجلاء رعاياها البالغ عددهم 18 ألف شخص، براً وبحراً وجواً. وقال مسؤول في السفارة الفيتنامية إن محاولات تجري لإجلاء 10 آلاف فيتنامي محذراً من أنه تنقصهم المواد الغذائية. ووصلت رحلة تقل 150 عاملاً في شركات النفط إلى لندن قادمة من طرابلس. ورفضت الحكومة البريطانية الانتقادات لمهمة الانقاذ التي تقوم بها مؤكدة إنها سترسل العدد اللازم من الطائرات بما يشمل طائرات عسكرية إذا لزم الأمر. وكان مغادرون أجانب اشتكوا من ظروف صعبة في مطار طرابلس حيث اكتظ بالآلاف فيما تحدث الذين تمكنوا من الفرار عن مشاهد فوضى ونقص في المياه والمواد الغذائية.
عدد اليوم
