الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلات البر.. متعة الشتاء

رحلات البر.. متعة الشتاء
31 ديسمبر 2015 20:57
هناء الحمادي (أبوظبي) تنتعش مناطق البداير، والورقاء، وعوافي، والفاية في فصل الشتاء، حيث تعد تلك الأماكن الأكثر ارتياداً من قبل العائلات الإماراتية في وقت الشتاء، مع اعتدال الجو وتزامن ذلك مع عطلة رأس السنة الميلادية. وينصب شباب بصحبة عائلاتهم الخيم على طريق مليحة وطريق الذيد، بينما تمثل منطقة بدع بن مسعود في العين الاستراحة الشتوية البرية لسكان وأهالي «دار الزين»، لما تتميز به من تضاريس تستقطب عشاق طلعات البر، خاصة في الإجازات القصيرة، لتحلو جلسات السمر الليلية العائلية حول جمر الغضا المتوهج، وتناول الشاي «المخدر»، إلى جانب شاي الكرك. وقت ممتع وتجسد مساحات البر الكبيرة ورماله الباردة حالة من التواصل مع آلاف العائلات، التي تختار مناطق برية للتخييم بها، وتتمتع بنفحات من الطبيعة على مدار شهور شتاء الإمارات، ويؤكد سليمان موسى «رب أسرة» أن إجازاتهم الأسبوعية لا تخلو من زيارة تلك الأماكن البرية لقضاء وقت جميل برفقة أفراد الأسرة صغاراً وكباراً، ففرحة الأطفال والنساء بتلك الطلعات لا يمكن وصفها، خاصة طلاب المدارس والأمهات العاملات لأخذ أوقات راحة بعيداً عن صخب المدن وضجيجها، وبعيداً عن وسائل التقنية التي ساهمت إلى حد كبير في عدم تقارب أفراد الأسرة. ويقول: «النزهة البرية، فيها ترويح عن النفس، لما تتسم به تلك الأجواء بالهواء النقي، والبعد عن الضوضاء الذي يشعر الفرد بأريحية لا يمكن وصفها، ناهيك عن الجلسة البرية حول النار، مع تبادل الأحاديث في جو هادئ لا تشوشه قنوات الاتصال ما يشعر الفرد بنقاء الأفكار، واتزان المزاج». احتياجات الرحلة نصبت عائلة خلفان عبد الله خيمة صغيرة للأطفال وبجانبها أخرى للكبار، وقد أعدت أدوات الشواء واحتياجات الرحلة البرية من المأكل والمشرب. ويقول خلفان: «في الطلعات نوع من الترفيه والخروج من الأجواء الروتينية طوال الأسبوع»، مبيناً أنه يفضل الطلعات البرية التي تحتوى على أماكن تأجير «دراجات البانشي»، مبيناً أنه يراقب أبناءه أثناء قيادتهم الدراجات ويكون برفقتهم خوفاً من تعرضهم لأي مكروه. وتظل منطقة عوافي في رأي الخيمة، المكان المفضل لدى أسرة شيخة الطنيجي التي تجد الجلوس في العزبة الخاصة بهم المكان المفضل لكل أفراد عائلتها، فبين مرح الأطفال واللعب على العرقوب وركوب دراجات البانشي والشواء والتدفئة تحت «شبة الضو». وتقول الطنيجي: «بعد هطول الأمطار غالباً ما يدفعنا الجو العليل للخروج في نزهات جماعية لتلك المناطق البرية التي تكثر في الكثير من إمارات الدولة، فمع نصب الخيام لقضاء يوم جميل، تبدأ رحلة شواء الكستناء والذرة وأسياخ اللحم التي يشرف على إعدادها شباب العائلة، بينما النساء ينشغلن بإعداد خبر الخمير والجباب والرقاق، ويظل الأولاد يلهون طوال الوقت بين ركوب دراجات البانشي والصعود والنزول من على العرقوب». وتوضح أن الرحلات البرية خاصة الجماعية تتيح للأسرة الواحدة التقارب، خاصة بعد البعد الأسري جراء العمل، والانشغال بالواجبات المدرسية، والبعد والانقطاع الذي تسببت فيه وسائل الترفيه الإلكترونية. معدات التخييم من منظور سالم الطنيجي، الذي يعشق المناطق الرملية برفقة أصدقائه، يجد هذه المناطق البرية هي الأماكن المفضلة لدى الشباب للتخييم وقضاء أوقات جميلة في هواء الشتاء البارد، مؤكداً أن الكثيرين يخيمون لأيام متتالية فيها، خصوصاً وأن التخييم أصبح أكثر سهولة، بحيث تتوافر معدات التخييم والأدوات اللازمة في معظم المحلات التجارية بأسعار تبدو جيدة، موضحاً أن هدوء الأماكن في الصحراء يعد فرصة للهروب من ضغوط العمل اليومية لدى البعض، إذ يرتاد البر أسبوعياً، لقضاء المتعة بإعداد الطعام وممارسة مختلف الأنشطة مثل قيادة الدراجات النارية والكثبان الرملية، وتصعيد الشباب سياراتهم على العرقوب للوصول إلى القمة. حطب التدفئة تقول خلود جاسم (ربة بيت)، إن رحلات البر متنفس لها ولأفراد عائلتها، والجميل في رحلات البر ساعة الانطلاق إلى الوجهة المحددة، فهي في حد ذاتها لذة تستمتع فيها العائلة من لحظة الانطلاق إلى التوقف عند بائع الحطب للتزود بعدد من الحزم المربوطة للتدفئة ولاستخدامها في الطبخ، ما يضفي طعماً مميزاً على الطعام المعد في إناء البساطة، مضيفة «في الطريق لا بد من التوقف عند الأسواق الشعبية الزاخرة بالخضراوات والفاكهة الطازجة، لشراء ما لذ وطاب من المعروض فيها، الجميع يختار فاكهته المفضلة للاستمتاع بتناولها خلال الرحلة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©