وزير العدل المستقيل: القذافي سينتحر

عواصم (وكالات)­ - تواصل انشقاق الدبلوماسية الليبية في الخارج عن نظام العقيد معمر القذافي حيث قدم السفير الليبي في الأردن محمد حسن البرغثي استقالته أمس، وقال في مؤتمر صحفي بمنزله في العاصمة عمان، إن المواجهات الدموية الجارية الآن في بلاده «حيث يسقط أبناء الشعب الليبي ضحايا لها، لا يتخيلها عقل ولا يصدقها إنسان». وأعرب السفير الليبي عن «ألمه وحزنه للمشاهد الفظيعة التي تنقلها وسائل الإعلام عن الشعب الليبي»، مؤكداً أنه «لا يوجد من يستطيع تبرير ذلك». وأضاف أنه قرر أن يكون في موقعه الطبيعي بين المواطنين الثائرين. وفي الرباط،­ ذكرت مصادر بوزارة الخارجية المغربية أن السفير الليبي لديها وحوالي 10 من موظفي السفارة أعلنوا أمس، أنهم استقالوا وانحازوا إلى المعارضة ضد النظام الليبي الحاكم. وجاءت استقالاتهم في أعقاب اقتحام نحو 20 شخصاً من المحتجين المناهضين للقذافي للسفارة والقنصلية الليبية بالرباط أمس الأول. وذكرت وسائل الإعلام أن المحتجين مزقوا العلم الليبي وصور القذافي. وكان هناك عدد من المسؤولين الليبيين في السفارة، لكن لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات أو إصابات. وبالتوازي، أعلن مدير أمن مدينة بنغازي علي هويدي استقالته أمس، وأكد دعمه للتظاهرات المناهضة للحكومة. وأظهر شريط فيديو محلي نقلته محطة “العربية” الإخبارية هويدي وهو يعلن استقالته وإدانته للهجمات التي تشنها قوات الأمن التابعة للقذافي ضد المتظاهرين في بنغازي. وكان العديد من قيادات الأمن الليبي أعلنت انشقاقها على الزعيم الليبي، منهم وزيرا الداخلية والعدل. وفي السياق، أعلن ضباط في سلاح الجو الليبي بالقاعدة العسكرية في بنغازي أمس، تأييدهم للثورة والانضمام للمحتجين ضد نظام العقيد القذافي. وذكرت قناة “الجزيرة” الفضائية، التي أذاعت النبأ، أن ذلك يأتي في وقت أعلن فيه مديرو أمن في عدة مناطق ليبية انضمامهم للثورة. إلى ذلك أعرب الدبلوماسي الليبي المستقيل إيهاب المسماري في تصريح لصحيفة “تورنتو ستار” الكندية، عن تخوفه من لجوء نظام القذافي إلى استخدام أسلحة غير تقليدية كغاز السارين لقمع الانتفاضة الشعبية. وقال الدبلوماسي الذي استقال من منصبه في السفارة الليبية باوتاوا، للصحيفة الليلة قبل الماضية، “اشعر بالخوف. اسمع كلاماً عن أسلحة غريبة، كهذا الغاز الذي استخدم في اليابان”، وذلك في إشارة إلى الاعتداء بغاز السارين الذي أوقع 12 قتيلاً وأدى إلى تسمم الآلاف في مترو طوكيو عام 1995. من جهته، قال وزير العدل الليبي المستقيل مصطفى عبد الجليل إن الزعيم الليبي معمر القذافي سينتحر “مثل هتلر”، إزاء الانتفاضة الجارية في بلاده، معطياً في الوقت نفسه تفاصيل حول وجود مرتزقة أفارقة في ليبيا. وقال عبد الجليل في مقابلة نشرتها صحيفة “اكسبرسن” السويدية أمس، “أن أيام القذافي معدودة. سيفعل مثل هتلر وسينتحر”، علماً بأنه استقال من منصبه احتجاجاً على العنف الذي يستخدمه النظام في قمع المتظاهرين. وأكد الوزير أمس الأول، أنه “يملك الدليل على إعطاء القذافي الأمر بتنفيذ عملية لوكربي”، وذلك في مقتطفات من المقابلة الحصرية نشرتها الصحيفة على موقعها على الانترنت. وقال عبد الجليل في التصريحات التي نشرتها الصحيفة أمس، لمقابلته التي استمرت 40 دقيقة في مدينة البيضاء شرق ليبيا، “هذا ليس ظناً، إنه يقين وأنا متأكد منه 100%”. وتابع الوزير المستقيل “اعطى القذافي الأمر إلى ضباط أجهزة الاستخبارات وعبد الباسط المقرحي بتنفيذ عملية لوكربي”. واضاف “لم يحن بعد وقت الكشف عن كل شيء، لكنه قريب”. كما دعا الوزير الذي استقال مرتين في السابق، الدبلوماسيين الليبيين إلى دعم الثورة معرباً عن استيائه لاستخدام نظام طرابلس مرتزقة أفارقة. وتابع مصطفى عبد الجليل “رأيت الشيطان فيه القذافي.. آن الأوان كي يأخذ جميع الدبلوماسيين في السويد والعالم مسافة من هذا النظام الدموي. أطلب منهم البقاء في مناصبهم لكن الإعراب عن دعمهم للشعب”. وأضاف بخصوص المرتزقة “كنت أعلم قبل الانتفاضة بكثير أن النظام يستخدم المرتزقة. ففي عدد من الجلسات قررت الحكومة منح الجنسية لأفراد من تشاد والنيجر. أعربت عن احتجاجي والأمر موثق”.