الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تلك الإطلالة البيضاء

تلك الإطلالة البيضاء
23 فبراير 2015 02:51
في تلك الإطلالة البيضاء لشيوخنا الكرام صوب قصر الحصن، رأينا الوجه الحقيقي للعرب، هذا الوجه الذي حوّله «العرب الجدد» إلى وجه قاتم لا فروسية فيه ولا شهامة ولا نبل ولا انفتاح. في تلك الإطلالة البيضاء، رأينا أيضاً الوجه الحقيقي للإسلام، هذا الوجه الذي حوّله «المسلمون الجدد» إلى وجه متحجر لا إنسانية فيه ولا حضارة ولا تفاعل ولا اعتدال. لقد نجح شيوخنا وقادتنا الكرام بكثير من التواضع وكثير من الإنسانية في تحطيم سيوف الضالين وتمزيق راياتهم السوداء، وفي نقل الرأي العام العالمي بكل دياناته وأهوائه إلى مكان آخر، هو المكان الذي يحتل فيه العربي مكاناً رائداً بين الشعوب، ويتولى فيه المسلم شأناً فاعلاً بين الحضارات والثقافات لا شكوك تلاحقه ولا هواجس ولا تخوين ولا طعن في النيات والولاءات. لقد نجح شيوخنا الكرام بكثير من الوداعة وكثير من العزم، في استعادة التاريخ العربي العريق والأصيل، هذا التاريخ الذي أثبت وتحديداً في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن العربي قادر على تحويل الصحارى إلى مروج والمضارب إلى ناطحات سحاب، والنخيل إلى أبراج شاهقة، وقادر على تشييد القصور والحصون القابلة للصمود ولو فوق الرمال، هذا التاريخ الذي أثبت أيضاً أن الإسلام هو عقيدة حياة وثقافة تعايش وليس عقيدة موت وثقافة إلغاء كما تفعل جماجم موتورة تأتي مرة من «الإخوان» ومرة من «داعش» ومرة من «القاعدة» ودائماً من الجهل والتخلف والعصبية العمياء. في تلك الإطلالة البيضاء، رأينا زايد «طيب الله ثراه» ورأينا أخوته حكام الإمارات، ورأينا أن العروبة لا تزال بألف خير وأن الإسلام لا يزال أيضاً بألف خير، ورأينا أن ما نمر به اليوم عرباً ومسلمين في دهاليز «داعش» في العراق وسوريا، وفي أنفاق «بيت المقدس» في سيناء، وفي مغارات «القاعدة» في جبال اليمن، ليس سوى غمامة صيف لا بد أن تنجلي تحت وطأة الضربات التي يوجهها صقور العرب وتحت وطأة العباءات البيضاء التي حجبت أمس الرايات السوداء، وبعثت إلى من يهمه الأمر برسالة تبشر بفجر جديد لا مكان فيه لمن يعيد العرب إلى الجاهلية أو يأخذ الإسلام بعيداً عن ثقافة الحياة والصراط المستقيم. مريم العبد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©