الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المدن الليبية تتهاوى والمحتجون يدعون للزحف إلى طرابلس

المدن الليبية تتهاوى والمحتجون يدعون للزحف إلى طرابلس
25 فبراير 2011 01:12
عواصم (وكالات) - سقطت مدن ليبية جديدة بيد المحتجين الذين دعوا الى بدء الزحف إلى العاصمة طرابلس. واندلعت معارك ضارية في مصراته وزوارة كما ترددت معلومات عن سقوط 23 قتيلاً في الزاوية وتم الاستيلاء على القاعدة العسكرية ببنغازي. جاء ذلك في وقت حمل فيه الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن مسؤولية الاضطرابات وجدد اتهام المحتجين بتعاطي حبوب الهلوسة. وشنت قوات موالية للقذافي هجوماً مضاداً أمس، في كل من مصراته وزوارة غرب البلاد والمرج إضافة إلى الزاوية المرفأ النفطي الواقع على بعد 50 كيلومتراً من طرابلس، وخاضت معارك ضارية بالأسلحة مع المحتجين الذين باتوا يهددون النظام الحاكم من خلال استيلائهم على هذه المدن المهمة على أبواب العاصمة. وفيما تدفق الآلاف في تظاهرات خارج مبنى محكمة بنغازي التي باتت بيد المعارضين، وذلك إثر سقوط القاعدة العسكرية فيها بيد المحتجين، أكد المتظاهرون أنهم ينوون الزحف نحو طرابلس للإطاحة بنظام العقيد القذافي، وسط تأكيدات بسيطرة «الثوار» على شرق ليبيا بكامله من الحدود المصرية إلى بلدة أجدابيا غرباً. وكان سيف الإسلام القذافي أكد الليلة قبل الماضية، أن العاصمة طرابلس «هادئة» بعكس المناطق الشرقية من ليبيا، حيث تتركز الانتفاضة ضد النظام، والتي تشهد بحسب قوله «حالة من الفوضى ومن القتل والسلب». وأفاد عمال مصريون عبروا الحدود من ليبيا إلى تونس، بأن لجاناً شعبية مناهضة للحكومة الليبية تسيطر على مدينة زوارة الواقعة على بعد 120 كيلومتراً غربي العاصمة، مؤكدين خلوها من «الشرطة والعسكريين» وأن «الشعب يسيطر على المدينة». وأفاد مبشرون إيطاليون أمس، بأعضاء في «اللجان الثورية» الموالية للقذافي نفذوا إعدامات تعسفية في مستشفيات طرابلس حسب ما نقلت وكالة تابعة لهم أمس، عن الأمين العام للرابطة الليبية لحقوق الإنسان. في حين نسبت وكالة الأنباء الليبية إلى مصدر أمني مسؤول قوله «إن إرهابيي (القاعدة) قاموا صباح أمس، بالهجوم على مركز قوة أمنية بمدينة الزاوية و»ذبحوا 3 جنود أمام الناس ما أدى إلى إثارة غضب الحاضرين». وبالتوازي، ذكرت جماعات ليبية معارضة أن ضباطاً من كتيبة خميس نجل العقيد القذافي، قتلوا 135 جندياً رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين، نقلاً عن تقرير لقناة «العربية» الإخبارية أمس. وقال فرانسوا زيمراي أكبر مسؤول حقوقي بوزارة الخارجية الفرنسية أمس، إن ما يصل إلى ألفي شخص قد يكونون قتلوا في التمرد ضد الزعيم الليبي، اعتبر مدير البروتوكول السابق في ليبيا نوري المسماري أن الانتفاضة أوقعت أكثر من ألف قتيل بينهم 600 في طرابس مؤكداً أن «الليبيين لن يتوقفوا» لحين إسقاط حكم القذافي. وتسيطر المعارضة بالفعل على مراكز رئيسية في الشرق بينها مدينة بنغازي العاصمة الإقليمية وطبرق ودرنه والبيضاء، إلى جانب أنباء عن سيطرتهم على مصراتة وزوارة في الغرب ليقترب مد الثورة من مركز سلطة القذافي في غرب البلاد. وقالت صحيفة ليبية إن المعارك بالأسلحة في الزاوية وبها مرفأ نفط على بعد 50 كيلومتراً من العاصمة أمس، أسفرت عن سقوط 23 قتيلاً و44 جريحاً. وتحدث القذافي للتلفزيون الحكومي ليقدم تعازيه في القتلى الذين وصفهم بأبناء ليبيا. وقال الزعيم الليبي الذي تحدث إلى محطة التلفزيون الحكومية عبر الهاتف بدلاً من الظهور على شاشاتها كما اعتاد مؤخراً، أن الشعب الليبي يقتتل فيما بينه وإن الناس يتناولون حبوب الهلوسة. ودعا القذافي إلى الهدوء واتهم أسامة بن لادن بتدبير الانتفاضة ضده. وقال إن ابن لادن “هذا هو المجرم اقبضوا عليه” وطالب الليبيين بعدم الاستجابة لتغريره بهم، مشدداً مجدداً على أنه لا يملك الا “سلطة أدبية”. وحث الزعيم الليبي مجدداً أمس، الليبيين على نزع سلاح المحتجين الذين سيطروا على مناطق واسعة من البلاد، قائلاً في خطابه الهاتفي مع التلفزيون الليبي، إن الدستور شديد الوضوح “انزعوا السلاح منهم”. كما هاجمت قوات موالية للقذافي أمس، ميلشيات معادية للحكومة تسيطر على مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس. وقال محامون وقضاة في بيان نشر على الانترنت إنهم يسيطرون على مصراتة. وقتل عدة أشخاص في اشتباكات قرب مطار المدينة. ووردت أنباء عن انتشار قوات الجيش على طول الطرق المؤدية إلى طرابلس. وفي الزاوية قال شهود عيان إن مواطنين بملابس مدنية بدا أنهم من أنصار ومن معارضي القذافي يتبادلون إطلاق النار في الشوارع. وقال محمد جابر الذي مر بالزاوية فاراً إلى تونس أمس، “الوضع فوضوي هناك. هناك أشخاص يحملون البنادق والسيوف”. وبثت “الجزيرة” الإخبارية صوراً لما قالت إنه مركز للشرطة تشتعل فيه النار في الزاوية. وقال شاهد لرويترز إن الجيش الليبي موجود في المدينة. ونقلت صحيفة “قورينا” عن مصادر طبية قولها إن كثافة تبادل إطلاق النار تمنع وصول الجرحى إلى المستشفيات. وقالت الصحيفة أيضاً إن بعض الناس ينقلون أقاربهم الجرحى من المستشفيات خشية وقوعهم في أيدي من وصفتهم بالكتائب الأمنية في إشارة إلى موالين للقذافي. وذكر عمال بناء مصريون فروا إلى تونس لرويترز أمس، أن ميلشيات مناهضة للحكومة تسيطر حالياً على زوارة على بعد حوالي 120 كيلومتراً إلى الغرب من طرابلس. ولا توجد أي علامة على وجود الشرطة أو الجيش فيما سيطرت “اللجان الشعبية” المسلحة بأسلحة آلية على البلدة. وقال العامل المصري أحمد عثمان “الشعب هو المسيطر الآن. مراكز الشرطة أحرقت ولم نر أياً من أفراد الشرطة أو الجيش في الأيام الماضية”. وفي طرابلس التي لا تزال مغلقة إلى حد كبير أمام وسائل الإعلام الأجنبية، قال سكان إنهم يخشون الخروج إلى الشارع خوفاً من أن تطلق القوات الموالية للحكومة النار عليهم. وقال ساكن لرويترز “بدأ الناس العمل الخميس. لكن هذا لا يعني أنهم غير خائفين. لكن حتى الآن الناس يتحركون بالشارع”. واستمر الآلاف في التظاهر خارج مبنى محكمة مدينة بنغازي شمال شرق البلاد أمس، حيث أسقط المحتجون الحامية العسكرية فيها. وأعلن الناشطون أنهم يعتزمون الزحف نحو طرابلس لإطاحة نظام القذافي. وأفاد مراسلون وسكان أن طبرق ودرنة وبنغازي باتت بين أيدي المعارضين. وتحتوي هذه المنطقة التي يحدها البحر المتوسط شمالاً والصحراء الليبية جنوباً، على حقول نفط ثمينة جداً. وفي حين ما زال الرصاص يسمع ليلاً غرب البلاد بما فيها طرابلس، تنعم مدينة البيضاء الساحلية شرق بنغازي بالهدوء. وتقوم المدينة التي تحمل جدرانها آثار الرصاص الذي يدل على عنف المعارك بين المعارضين و”مرتزقة” “قائد” الثورة معمر القذافي، بتضميد جراحها لكنها تفكر بطرابلس في الوقت نفسه. ويهتف حشد من المحتجين في قاعة اجتماع ترحيباً بنحو 10 ضباط برتبة لواء وعقيد رفضوا إطلاق النار على الحشود وانشقوا عن الجيش. وقال رجل “إننا ننوي الزحف على طرابلس إذا تعين مساعدتها، إن هدفنا هو طرابلس إذا لم تتمكن من تحرير نفسها بنفسها”. وأضاف أحد المحتجين في البيضاء “لم يعد في وسعنا التراجع وحتى لو سقطنا جميعا فلن يضطر أبناؤنا للعيش معه”، في إشارة إلى القذافي. ونقلت وكالة المبشرين الإيطاليين أمس، عن الأمين العام للرابطة الليبية لحقوق الإنسان، قوله إن اللجان الثورية نفذت إعدامات تعسفية في مستشفيات طرابلس. وقال سليمان بوشويغر الأمين العام للرابطة الليبية لحقوق الإنسان “دخلوا إلى مستشفيات طرابلس وقتلوا الجرحى الذين تظاهروا ضد النظام. ونقلوا الجثث لإخفائها وربما إحراقها لأنهم يعلمون أن الصحفيين الأجانب يقتربون”. وأوضح أن “الأطباء الذين عارضوا ذلك تعرضوا للتهديد. وهذا حصل يومي الثلاثاء والأربعاء” مضيفاً أنه تلقى هذه المعلومات من مصدر طبي في مستشفى طرابلس المركزي. ووصلت المعلومات إلى بوشويغر في سويسرا حيث مقر الرابطة الليبية لحقوق الإنسان. وذكرت جماعات معارضة في ليبيا أن ضباطاً من كتيبة خميس نجل العقيد الليبي معمر القذافي قتلوا 135 جندياً رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين نقلاً عن تقرير لقناة “العربية” أمس. وتحدثت أنباء عن تمركز حديث لدبابات يعتقد أنها تابعة لكتيبة خميس نجل القذافي بين طرابلس وتاجوراء، التي تقع شرق طرابلس لمنع وصول مد المحتجين. وأعلن أكبر مسؤول حقوقي فرنسي في وزارة الخارجية أمس أن نحو ألفي شخص قد يكونون قتلوا في التمرد ضد الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال زيمراي إن “السؤال ليس ما إذا كان القذافي سيسقط وانما متى وبأي تكلفة إنسانية”. وأضاف “الأرقام التي لدينا الآن.. أكثر من ألف قتلوا وربما ألفين حسب مصادر”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©