الوحدة والجزيرة في ديربي الأهداف المتناقضة

تختتم اليوم مباريات الجولة التاسعة عشرة لدوري أندية الدرجة الأولى لكرة القدم بإقامة ثلاثة لقاءات حيث يستضيف الوحدة الجزيرة في ديربي العاصمة ويواجه الوصل حامل اللقب الشعب في الشارقة بينما يلعب العين مع الإمارات في رأس الخيمة· سيكون الصراع الكبير بين الفرق الستة من أجل الحصول على النقاط كاملة، فالكل يلعب من أجل خدمة أهدافه والمسابقة تتجه نحو النهاية وختام الموسم· في رأس الخيمة ستكون المواجهة الصعبة التي تنتظر صقور نادي الإمارات وهم يستقبلون الزعيم في مباراة تهم الصقور من أجل الامساك بطوق النجاة ومواصلة حملة الإنقاذ من أجل الخروج من نفق الهبوط· وفي الشارقة ستكون المواجهة القوية التي تجمع الشعب مع الوصل في آخر فرصة لفريق الشعب من أجل العودة إلى سباق الدرع بعد ان تعرض الكوماندوز لـ فرملة مفاجئة منذ بداية الدور الثاني، وبالنسبة للوصل فهو يبحث عن نفسه من أجل استعادة بريقه بعد ان فاته قطار الاحتفاظ باللقب الذي حققه في الموسم الماضي على جانب لقب الكأس وحقق بهما الثنائية ولم يتبق منه هذا الموسم سوى وضع بصمة· وفي العاصمة ستكون المواجهة صدامية تضارب فيها المصالح والأهداف بين الوحدة والجزيرة، فالأول يبحث عن الخروج من دائرة الخطر بينما يبحث الثاني عن مواصلة الحلم من أجل البقاء في صلب المنافسة· الوحدة * الجزيرة الصدام المواجهة التي تجمع الوحدة مع الجزيرة هي مباراة الديربي الذى ينتظره الجميع في كل موسم، وهي المباراة التي تحمل الكثير من المتعة والكثير من التشويق وكل ما يحلم به عشاق كرة القدم· المباراة التى تجمع الفريقين في ستاد آل نهيان في نادي الوحدة لا يهم فيها أن الأول في القاع فاقدا لتوازنه هذا الموسم باحثا عن بارقة ضوء في نهاية النفق المظلم، كما يهم أن الضيوف هم أبطال التعاون ويحلمون بالمنافسة على لقب الدوري المحلي والتتويج به للمرة الأولى· كل هذا لا يهم فنحن نعلم أننا على موعد مع مباراة كبيرة، سيكون شعارها الأول الصدام بين القوتين الكبيرتين في كرة الإمارات، ومواجهة تضارب المصالح بين فريق نقاط المباراة الثلاث تعني له الإنقاذ والخروج من دوامة الخطر، وفريق تهمه النقاط الثلاث من أجل استمرارية فوزه بحلم اللقب حتى النهاية· الوحدة يمر في هذا الموسم بظروف استثنائية تعتبر غريبة نوعا ما على الفريق وجماهيره التي اعتادت التواجد في الصفوف الأمامية ولم تبرح مقدمة الجدول منذ زمن طويل، ولكنها في هذا الموسم تشاهد الفريق في الدرك الأسفل من الجدول وهو عاجز عن تحقيق الانتصارات المعتادة وعندما يتقدم فهو غير قادر على الحفاظ على تقدمه حدث هذا في الجولة الماضية عندما تقدم الفريق على الوصل بفارق هدفين وظل يضيع الفرص تباعا أمام المرمى الأصفر إلى أن تمكن الأخير من إحراز هدفي التعادل في الدقائق الأخيرة· ويحتل الوحدة المركز العاشر في ترتيب الدوري برصيد 15 نقطة ولا يتفوق على الإمارات سوى بنقطة واحدة، وللدليل على حالة التراجع الكبير التى يعاني منها الفريق يكفي أن نعلم أن الفريق في الدور الثاني لبطولة الدوري لم يكسب سوى نقطتين من تعادلين في آخر جولتين· وكان الوحدة في الأسبوع الماضي قد استعاد نغمة الانتصارات بفوز على الأهلي السعودي في دوري أبطال آسيا وهو فوز تأخر قرابة الثلاثة أشهر ومنح الفريق دفعة معنوية هائلة قبل مباراة اليوم، وعلى الرغم من أن فرص الوحدة باتت غاية في الصعوبة في البطولة الآسيوية إلا أن ما يهمه الآن هو البطولة المحلية وكيفية الخروج من نفق المراكز الخلفية· الجزيرة الذى ينافس اللقب يدرك الظروف الصعبة التي يعيشها الجار ولكن ما يهم الجزراوية هو كيفية الفوز والحصول على نقاط الديربي الثلاث من أجل البقاء في قلب المنافسة لأن الوقت المتبقي غير كاف لتعويض أي خطأ في المرحلة القادمة· وكان الجزيرة في الجولة الماضية قد فرط بنقطتين ثمينتين على ملعبه وحصل على واحدة فقط أمام النصر، وكادت هذه النقطة بدورها أن تذهب أدراج الرياح لولا قدرة ابراهيم دياكيه على تحقيق التعادل في الوقت المحتسب بدل ضائع· ويحتل الجزيرة المركز الثاني برصيد 32 نقطة وهو يحتاج إلى استئناف الانتصارات حتى لا تتكرر عثرات الأمتار الأخيرة التي يعاني منها الجزيرة في كل موسم وتكلفه في النهاية تأجيل حلم الدرع الأولى· ويضم الفريق في صفوفه مجموعة متميزة من اللاعبين في جميع المراكز وهو قادر على البقاء في صلب المنافسة ولكنه بحاجة إلى التركيز الكامل في هذه الجولات الحاسمة حتى لا يبقى فوزه باللقب مرتبط بالتأجيل في كل موسم· الإمارات * العين مهمة إنقاذ يستضيف الإمارات العين في رأس الخيمة في مباراة تمثل نقاطها أهمية كبيرة لصقور نادي الإمارات في رحلة البحث عن مخرج لأزمة الفريق التي يعيشها هذا الموسم وتسببت في بقائه في قاع الجدول رغم تقدمه خطوة واحدة في الجولة الماضية هي بالتأكيد غير كافية، أما العين الفريق الذي يحتل مركزا متوسطا في جدول الدوري فهو يفكر في تحسن مركزه والتقدم إلى المقاعد الأمامية من أجل إنهاء الموسم في مركز يليق بمكانة الزعيم التاريخية في بطولة الدوري· فريق الإمارات ظل يحتل المركز الثاني عشر والأخير في البطولة منذ الجولة التاسعة وحتى ما قبل الجولة الماضية، ولكنه في المباراة الماضية تمكن من حسم المواجهة المباشرة التي جمعته مع فريق حتا ليتغلب عليه في عقر داره بثلاثة أهداف مقابل هدف ليتقدم الفريق خطوة واحدة إلى الأمام ويتخلص من المركز الأخير وارتفع رصيده إلى 14 نقطة ليحصل على رشفة حقيقية من الأمل من أجل التخلص من مأزق الهبوط إلى الدرجة الثانية· وجاءت أهمية الفوز في توقيته حيث أن خسارة الإمارات في تلك الجولة كان من الممكن أن تعني انتهاء آماله في الهروب من القاع، وبات الفريق مطالبا بمواصلة الانتصارات وجمع اكبر عدد ممكن من النقاط في الجولات القادمة إذا ما أراد التواجد في منظومة دوري المحترفين، ويقود الفريق مدربه المواطن عيد اسماعيل بعدما فشل البرازيلي بنتادو ومن بعده التونسي الحيدوسي في تغيير نتائج الفريق وجاءت المهمة الأولى للمدرب عيد اسماعيل ناجحة للغاية وهو بلا شك يتمنى أن يرافقه النجاح فيما تبقى من جولات قليلة· العين يبحث عن تحسين موقعه في جدول الترتيب والحصول على مركز متقدم بين الفرق بما يليق بمكانة وإمكانيات الزعيم الذي غاب عن الفوز ببطولة الدوري للموسم الرابع على التوالي وهو ما لا يتوافق مع عادات الزعيم العيناوي· ويعتبر مردود العين في هذا الموسم متوسطا فلم يرق إلى المثالية ولكنه لم يكن سيئا بالمرة وقدم عدة مباريات أعادت الذاكرة بالفريق الذي كان يحتل المرتبة رقم واحد في كرة الإمارات· وكان العين قد تعادل في الجولة الماضية مع الأهلي بهدف لكل فريق ليختتم الجولة وهو يحتل المركز السادس برصيد 26 نقطة فهو يتخلف عن الشباب المتصدر بفارق ثماني نقاط وربما لا تشكل المباراة أهمية كبيرة للفريق على اعتبار أنه لا ينافس على القمة وغير متورط في دائرة الخطر ولكن الرغبة في ختام ناجح للموسم وتطمين الجماهير العيناوية بمستقبل مشرق لقلعة البنفسج قد يكون دافعا مهما للفريق من أجل تقديم أداء بعيد عن كل الضغوط ومحاولة العودة من رأس الخيمة بالنقاط الثلاث· الشعب * الوصل يستضيف الشعب ضيفه القادم من دبي فريق الوصل في مباراة غاية في الأهمية لأصحاب الأرض فيما تعتبر مباراة الفرصة الأخيرة لفريق الشعب الذي أضاع من النقاط ما كان سيضعه على قمة الجدول بدون منافس ولكن منذ بداية الدور الثاني والفريق يمر بمرحلة من عدم التوازن أفقدته 11 نقطة كاملة جعلته يتراجع كثيرا عن الصدارة· أما الوصل فهو القادم بخيبة أمل كبرى جراء خسارته في الجولة الماضية من دوري أبطال آسيا أمام الكويت الكويتي قلصت من حظوظه في المنافسة ليخسر الفريق آخر أمل في الخروج من الموسم بإنجاز يذكر بعد أن صبغ الموسم الماضي بأكمله بلونه الأصفر محلياً· الشعب يبحث عن فرصته الأخيرة في العودة إلى المنافسة وفوز أول يحققه في الدور الثاني بعد 6 مباريات لم يحقق فيها أي فوز، وقد أضاع الفريق النقاط من بين يديه بشكل غريب مما دفعه إلى التراجع في سلم الترتيب إلى المركز الخامس برصيد 27 نقطة· وكان الشعب في الجولة الماضية قد تعادل خارج ملعبه أمام الشباب المتصدر وفرط بالفوز في الدقائق الأخيرة ولكنه لا يزال يمتلك الأمل في التواجد في قلب المنافسة حيث أن الفارق 7 نقاط بينه وبين الصدارة الخضراء كما أن للفريق مباراة مؤجلة أمام الوحدة· وما يحدث للفريق منذ بداية الدور الثاني يعيد إلى الأذهان الشريط الموسمي للفريق الذي يكون منافسا في الدور الأول ثم لا يلبث أن يتراجع في الدور الثاني وهي عادة شعباوية أصيلة لم يتمكن من التخلص منها، ويحتاج الشعب إلى الفوز في مباراة اليوم لأن أي نتيجة أخرى قد تعني تبخر الآمال الشعباوية في المنافسة وتحيل مبارياته القادمة إلى تحصيل حاصل، وفوزه يوصله إلى النقطة رقم 30 ويمنحه الفرصة الكاملة في مواصلة الحلم حتى النهاية· الوصل هذا الموسم ليس هو وصل الموسم الماضي الذي صبغه الإمبراطور بلونه الأصفر على الرغم من أن الفريق حافظ على هويته الفنية إلا أن نتائجه في هذا الموسم لم تمنح له المجال أو الفرصة لتحقيق شيء يذكر ليودع البطولات تباعا، ففي بطولة الدوري يحتل الفريق المركز السابع برصيد 23 نقطة وكان قد أضاع كل فرصه في المنافسة مبكرا· أما في بطولة الكأس فقد خسر الفريق المباراة النهائية أمام الأهلي، وآخر الإحباطات الوصلاوية كانت في الخسارة أمام الكويت الكويتي الأسبوع الماضي في الجولة الرابعة لدوري أبطال آسيا وبعد أن قدم أداء لا يستحق عليه الخروج بنقطة ليفقد الفريق فرصة المنافسة على بطاقة المجموعة ويعلن انسحابه من الموسم خالي الوفاض· وعلى الرغم من الخروج صفر اليدين إلا أن الوصل بحاجة إلى تدعيم الصفوف والحفاظ على شخصية الفريق فهو لم يكن بذلك السوء في هذا الموسم ولذا فهو بحاجة إلى التعامل بعقلانية من قبل الإدارة والجماهير حتى يعود الوصل كما كان في الموسم الماضي وحتى لا يفقد الفريق مكتسباته في لحظة إحباط·