انتهت فعاليات معرض السياحة والسفر في أبوظبي أمس. وكان الحضور الإماراتي لافتاً حيث امتد من مجرد روعة التنظيم وكرم الضيافة. إلى المشاركة بعدد من الأجنحة مثلت عنصر جذب واهتمام لرواد المعرض، كان أبرزها جناح «متنزه العين للحياة البرية»، وهناك التقينا منى عبيد الظاهري مديرة مركز التعليم التابع للمتنزه، حيث ذكرت لـ «دنيا الاتحاد»، أن التواجد في المعرض يهدف إلى التعريف بواحد من أهم المشروعات البيئية والسياحية، التي يجري القيام به حالياً على أرض الامارات، وهو مشروع «متنزه العين الطبيعي»، باعتباره واحداً من أهم المقاصد السياحية في الدولة، و يستهدف تحويل حديقة حيوان العين من مجرد حديقة لعرض الحيوانات على الجمهور، لتصبح مشروعاً بيئياً متكاملاً يضم إلى جانب حديقة الحيوان، رحلات سفاري متنوعة بغرض التعرف على الحيوانات والنباتات الموجودة في صحارى العالم المختلفة، ومنها الصحراء العربية، والأفريقية، والأميركية، والأسترالية، لأن لكل منها مظاهر حياة طبيعية تميزها عن الأخرى، ورحلات السفاري منها ما يتم مشياً على الأقدام، بحيث يتم التجول بين تلك الحيوانات والنباتات دون استخدام سيارات، ومنها ما يكون بعمل جولة بالسيارة مدة 45 دقيقة لرؤية تلك الحيوانات والنباتات على طبيعتها.
والغرض مما سبق، كما أوضحت الظاهري، هو التواكب مع التغييرات الحادثة في العالم والمتعلقة بطريقة تعاملنا مع الحيوانات والتعرف عليها، بحيث يكون ذلك بعيداً عن المفهوم القديم لحدائق الحيوانات، والمتمثل في رؤيتها خلف أقفاص حديدية، إلى رؤيتها في بيئات مشابهة للبيئات الطبيعية لها. وأضافت الظاهري، المشروع يضم أيضاً مركز زايد لعلوم الصحراء، ومن خلاله يتعرف الزائرون على طبيعة الحياة في صحراء إمارة أبو ظبي، وكيف كانت الحياة الصحراوية، وتطورها منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا، وكذلك يتناول التعايش السلمي بين الإنسان والطبيعة بما فيها من مكونات حيوانية ونباتية. كما لفت إلى أن مشروع المتنزه يضم فندقاً ومنتجعاً سياحياً، ومجمعاً سكنياً ضخماً عبارة عن 1000 فيلا مقسمين إلى خمسة تجمعات سكنية لكل منها طابعها الخاص، واكتفاء ذاتي من الخدمات والمرافق، وأهم ما في هذا المشروع، هو تطبيق كافة شروط الاستدامة، والمقصود بها مراعاة كافة الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية، ومنها الاعتماد بشكل رئيسي على الطاقة الشمسية، في تشغيل كافة الأجهزة المستخدمة في المشروع وفي إضاءته، وكل ذلك بغرض الحفاظ على سلامة البيئة. ومن أهم أهداف المتنزه حسبما قالت الظاهري، هو الاهتمام بنحو 183 نوعاً من الحيوانات، 30% منها مهددة بالانقراض، وسيتم العمل على إكثارها ضمن خطوات المشروع، وكذلك يهدف إلى التوعية، بأهمية الحياة بصورة متناغمة مع الطبيعة والمحافظة على البيئة،وتوصيل رسالة مؤداها، أن وجود الحيونات يعزز وجود البشر، لذلك هناك برامج تعليمية ستقدم للطلاب في مراحلهم التعليمية المختلفة. وفي إطار العملية التعليمية تلك هناك مركز للأبحاث المتعلقة بعالم الحيوان والنبات، وسيقوم بعمله بالتعاون مع عديد من الجامعات الموجودة داخل الدولة وخارجها، ومن خلال ذلك سيتم تدريب طلاب الجامعات على العمل في مجالات العناية بالحيوانات والنباتات، وهي من المجالات غير المطروقة من قبل، بحيث تتاح الفرصة لدارسي علوم النباتات وبيولوجيا الحيوان للتدريب العملي.
عدد اليوم
