الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إنجاز 70% من الخطة العمرانية لمدينة العين

إنجاز 70% من الخطة العمرانية لمدينة العين
5 ابريل 2010 00:26
أنجز مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني نحو 70% من الخطة العمرانية لمدينة العين، والتي ترسي ملامح المدينة ومعالمها في أفق عام 2030، وذلك في إطار الأهداف الشاملة لرؤية أبوظبي 2030. وعكف مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني على إعداد الخطط التطويرية الكفيلة بتأهيل كل مناطق الإمارة للمساهمة في التنمية الشاملة المتوازنة والمستدامة، وسيتم تنفيذ هذه الخطة التطويرية لمدينة العين على ثلاث مراحل، تخصص المرحلة الأولى منها لتنفيذ خطة تطوير وسط مدينة العين والتي هي جزء من خطة العين 2030. وسط المدينة تهدف خطة تطوير منطقة وسط المدينة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لعدد السكان في المنطقة من 45 ألف نسمة إلى 75 ألف نسمة خلال الفترة المقبلة، وذلك بتوسيع وسط المدينة ليشمل مساحة إجمالية تقدر بـ 1200 هكتار، بعد أن تضم للمنطقة مساحات شاسعة غير مستغلة حالياً. وقال فلاح الأحبابي مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني إن خطة التطوير ستعمل على بعث الحياة في وسط المدينة، وتنشيطه من خلال إعادة تطوير المساحات غير المستغلة، وتجهيز وسط المدينة بكل المرافق الخدمية والاجتماعية والإدارية والأمنية والتعليمية والطبية والترفيهية والرياضية، ليكون مجتمع وسط المدينة مجتمعاً متكامل الخدمات ومؤهلاً للقيام بدوره في التنمية المستدامة لمدينة العين. وأضاف الأحبابي أنه سيتم تحديث البنية وشبكة الشوارع التي تربط بين وسط المدينة وباقي الجهات داخل وخارج المدينة من خلال تصميم حديث للشوارع والطرق، وفق “دليل التصميم الحضري للشوارع” الذي أعده المجلس، وذلك لتحقيق أعلى درجة ترابط ممكنة بين الشوارع داخل المدينة وبينها وبين الطرق ومداخل المدينة ومخارجها لضمان سلاسة حركة النقل والمرور وانسيابيتها. ويعتمد دليل التصميم الحضري للشوارع على مبادئ التصميم الرئيسية، بما فيها تعزيز السلامة لكل مستخدمي الشوارع، والتأكد من أن التصميم المثالي للشوارع يبدأ بتلبية متطلبات المشاة من جانب ويتكفل بإرساء نقاط وصول شاملة ومتكاملة، ويعمل على تحقيق متطلبات الاستدامة البيئية المتضمنة في مبادرة “استدامة” التي أطلقها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني من جانب آخر. وتتضمن خطة تطوير وسط المدينة أيضاً استراتيجيات خاصة بتخصيص مواقف عامة للسيارات. جلسات حوارية وتطبيقاً لمنهجه التعاوني والتشاوري، فقد نظم مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أولى الجلسات العامة للحوار والتشاور والمخصصة لإعادة تطوير وسط مدينة العين، وذلك بحضور مختلف فئات وشرائح المجتمع من المواطنين وقاطني المنطقة وطلاب وأساتذة الجامعات والجهات المعنية، وألقت هذه الخطوة الضوء على جهود المجلس المتواصلة والرامية إلى تنفيذ توصيات خطة العين 2030، خطة إطار عمل الهيكل العمراني لمدينة العين للعقدين المقبلين. وخلال الجلسة الأولى من الحوارات النقاشية عرض خبراء التخطيط العمراني من فريق المجلس مخططاً مقترحاً، لمختلف مرافق المجتمع والخدمات واستراتيجيات النقل ومواقف السيارات، إلى جانب تقديم الأفكار الخاصة بتصاميم الحدائق والمتنزهات والمساكن، بحيث لاقت تفاعلاً من الحضور ومساهمة فعالة من قبلهم في المخططات. وستقدم خطة تطوير وسط المدينة الإرشادات الخاصة بمشاريع التطوير الجديدة فضلاً عن تقديم التوصيات الخاصة، باستراتيجيات تطوير النقل ودعائم البنية التحتية لضمان تطوير مستدام لوسط مدينة العين والمناطق المجاورة. وشكلت منطقة وسط المدينة المحور المركزي لقطاع الأعمال في هذه المدينة، فضلاً عن كونها المركز التاريخي لها، حيث تحتضن العديد من المباني التراثية التي تجسد تاريخ مدينة العين النابض بالحياة، وسيتم تنفيذ خطة المنطقة المركزية قريباً بالتعاون مع عدة جهات حكومية وبمشاركة فاعلة من كل من بلدية العين وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ودائرة النقل. وستُطبق التوصيات الخاصة بخطة تطوير وسط المدينة على المبادئ المتضمنة في خطة العين 2030 لضمان نجاح المشاريع التطويرية مستقبلاً، في تحقيق توازن ملائم بين المرافق السكنية والتجارية والمكاتب والمرافق والخدمات الاجتماعية، حيث يعمل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني بشكل مستمر على حماية وتعزيز الطبيعة في العين، كما سيضمن المجلس اعتماد أعلى مستوى للجودة المعمارية ومبادئ التصميم الحضري للمباني. ومن بين الأهداف الرئيسية لخطة تطوير وسط المدينة تعزيز سلاسة الحركة والتنقل وتصميم الشوارع في كل المناطق الـ 18 التابعة لها، عبر إرساء شبكة نقل ومواصلات ملائمة توازن بين أنماط النقل المختلفة. وإلى جانب ذلك، ستتضمن الخطة التصاميم الأساسية لخدمة القطار الجديد وصولاً إلى وسط مدينة العين والارتقاء بحركة المشاة عبر شبكة التنقل في المنطقة، وإرساء برنامج استدامة بيئية يتناغم مع مبادرة “استدامة” الخاصة بمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني. وقال مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني إن الخطط التطويرية التي يعدها المجلس تخضع لعدد من المعايير الأساسية، من أهمها مساهمة البنية العمرانية في التنمية المتوازنة والمستدامة وإرساء قواعد تطوير عمراني مستدام اقتصادياً وبيئياً واجتماعياً وثقافياً. وأشار الأحبابي إلى أن مدينة العين تتمتع بمقومات بيئية وحضارية، تساهم في إعادة تخطيط هيكلها العمراني بما يتناسب مع متطلبات الفترة المقبلة والتوسع السكاني والسياحة التي تشهدها الدولة. وأضاف الأحبابي أنه قد تم وضع خطة إطار الهيكل العمراني للعين 2030، بهدف تمكين مدينة العين من تقييم وتلبية الاحتياجات التطويرية الحالية والمستقبلية، مع الرغبة الملحة في الحفاظ على الواحات القديمة التي تصل حاضر الإمارات بماضيها. كما يهدف الهيكل العمراني إلى وضع القوانين والإرشادات التي تؤدي إلى المزيد من من التحكم في تخطيط وتطوير المشاريع. واعتمد المجلس خطة العين 2030 بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما اهتم مجلس التخطيط العمراني بإشراك الفاعلين من القطاعين العام والخاص المعنيين بتطوير الهيكل العمراني لمدينة العين، واستند في ذلك أيضاً إلى الدراسات الاقتصادية والاجتماعية لفهم نمط الحياة في العين وأسلوب العيش للمواطنين والمقيمين، كما أجرى المجلس تحليلات شاملة لتحديد عناصر التنوع البيئي والطبيعي لمدينة العين والأخذ بالاعتبار الآثار الموجودة في المدينة لتأمين الحماية لمعالمها الرئيسية. وأشار الأحبابي إلى أن الخطة تقدم الدعم لمدينة العين حتى تستطيع الاستجابة لمتطلبات التنمية الحالية والمستقبلية، ودعم مجتمع المدينة في الانتقال إلى مجتمع حضري، مؤكداً أن تنفيذ الخطة سيكون على الأمد البعيد وستجني ثمارها أجيال المستقبل. وأضاف أن تطبيق الخطة سيستغرق عدة سنوات من العمل الفني، حيث وضع الهيكل العمراني لتحديد الرؤية التي تسير وفقها كل الجهات المعنية بتطوير المدينة. وتتطلع خطة العين 2030 إلى إيصال استيعاب المدينة إلى ما يقارب مليون نسمة بحلول عام 2030 الذي يغطي كامل المنطقة الحضرية داخل حدودها الطبيعية، كما تضمن أن تصبح مدينة العين تعبيراً معاصراً عن مدينة الواحات الصحراوية التي تقوم على تقاليد إدارة المياه والزراعة وفي نفس الوقت توسيع الدور الذي تقوم به الواحة في الإطار العمراني. وبذلك تحتفظ المدينة بما يميزها من جودة عالية للحياة الصحراوية كمكان للراحة والاستجمام، وذلك من خلال نمو مدروس ومتحكم فيه يحافظ على سمة المباني المنخفضة والمساحات الواسعة. من جهته، قال عامر الحمادي مدير التخطيط الإقليمي في المجلس إن خطة العين 2030 تولي عناية خاصة بالواحات في المدينة، لضمان بقائها في قلب المجتمعات السكانية للأجيال القادمة، حيث أنها تساعد على استدامة الحياة البدوية التقليدية المبنية على أساس “الفريج” الذي يشكل نمطاً للمجتمعات السكنية التقليدية يضم مجموعة من المساكن، تقام حول ساحة مظللة تتيح للأسر والعائلات الكبيرة العيش معاً مع بعضها بعضاً. وذكر الحمادي أن خطة العين 2030 ستتمكن من خلال توازن عنصري المحافظة والتطوير من استدامة الهوية الثقافية والاجتماعية الأصيلة لمدينة العين، مع ضمان تطور عمراني حديث يلبي كل الاحتياجات المادية والنفسية واللوجستية للمجتمع المحلي. وتركز الخطة في الجوانب الاقتصادية للمدينة على القطاعات التي تحتاجها المدينة، حيث ستشهد موازنة في المعروض من الوحدات السكنية، إضافة إلى الاستمرار في توفير المساحات الكافية من قطاع المكاتب والأعمال التي تقدم خدمات مختلفة للمدينة. ومن جهة أخرى، سيتم تطوير القطاع الصناعي بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث للمدينة، من خلال تطوير أعمال التقنيات بجانب المطار والتركيز على الصناعات الخفيفة والنظيفة في بعض المناطق، وإيجاد الأماكن الملائمة للصناعات الثقيلة مثل صناعة الإسمنت في المناطق المخصصة لذلك. ومن جانب آخر تعتمد الخطة على تطوير القطاع السياحي من خلال توفير العدد الكافي من الغرف والشقق الفندقية، وذلك لمواكبة الطفرة السياحية في المدينة، كما أولت الخطة القطاع التعليمي اهتماماً واسعاً من خلال زيادة عدد المساحات المخصصة للجامعات العالمية، ما يجعل مدينة العين تحتفظ بمكانتها كموطن لمؤسسات التعليم العالي. واهتمت الخطة أيضاً بالقطاع الصحي، حيث سيتم تشييد العديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في المدينة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©