الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلعة الزبارة حصن منيع ومنجم تاريخي لاكتشافات ثرية

قلعة الزبارة حصن منيع ومنجم تاريخي لاكتشافات ثرية
5 يونيو 2009 00:35
تعـد قلعة «الزبارة» من القلاع التاريخية الشهيرة، وهي من أهم معالم قطر القديمة نسبياً والواقعة في الشمال الغربي للدولة. والقلعة عبارة عن كتلة تشكلت من عدد من المستوطنات القديمة، بني كل منها على التوالي الواحدة فوق الأخرى، فقد كانت منطقة «الزبارة» مركزاً تجارياً مزدهراً منذ أواسط القرن السابع عشر، فيما تبعد القلعة عن مدينة الدوحة 105 كيلومترات. المراقبة يعود تاريخ إنشاء القلعة إلى عام 1938 في عهد «الشيـخ عبد الله بن جاسم آل ثـاني»، شيدها بناؤون قطريون وروعي في تصميمها الغرض الذي أنشئت من أجله وهو المراقبة، خاصة مراقبة الساحل الغربي لقطر والدفاع عنه، لذا اتخذت مقراً لحرس الحدود. بينما تم ترميم القلعة في مثل هذا الشهر يونيو من عام 1986، وتحويلها إلى متحف إقليمي خاص بمنطقة الزبارة وآثارها. هجمات تعرضت مدينة أو منطقة «الزبارة» لعدة حروب ومعارك وهجمات، كما حرقت عدة مرات، ولكنها سرعان ما استردت قوتها لتأخذ مكانتها كمدينة تجارية بارزة في الخليج العربي. وقد تم بناء القلعة في مقابل قلعة «مروب» وتربطها قناة في الجنوب تمتد لحوالي كيلومترين. وجرت قبل سنوات أعمال التنقيب فيها لأهميتها البالغة في قطر بشكل خاص، ومنطقة الخليج العربي بشكل عام. وبدأت أولى مشاريع التنقيب فيها منذ عام 2000 وحتى 2005، ولهذه القلعة مكانة كبيرة قديماً وحاضراً في التاريخ وفي قلوب المواطنين القطريين، وتم الاكتشاف أن هذه المدينة العريقة التي قد أُسست عام 1765 واستمرت الحياة فيها حتى عام1937، وكانت أزهى عصورها خلال القرن 19، حيث كانت أهم منطقة تجارية في الخليج من حيث استقبالها للسفن القادمة من دول الشرق الأقصى من جهة، والدول الخليجية من جهة أخرى. تنقيب ولا يقتصر أمر التنقيب عند هذا الحد، فهناك العديد من الحملات القادمة ستسعى جاهدة للكشف عن «الزبارة» كقلعة ومدينة اجتماعية، وأيضاً صناعية وتجارية لها موقعها الاستراتيجي في منطقة الخليج، كما ستعمل على كشف الغاز في السور الداخلي للمدينة، (الذي تم اكتشافه مع سورها الخارجي). فيما ستسعى الدراسات الأثرية القادمة حول «الزبارة» إلى التعرف إلى كيفية حصولها على الماء في ذلك الوقت، وعن علاقاتها مع المناطق المجاورة. وكانت الحملات الأثرية المعاونة للخبير آلان ولميسلي، نائب رئيس مشروع قطر لعلم الآثار والتراث الإسلامي، المؤلفة من 14 باحثاً، قد تمكنت خلال فترة عملها منذ شهر يناير وحتى شهر أبريل الماضيين، من اكتشاف العديد من الآثار الدالة على نمط الحياة اليومية في دولة قطر منذ القرن السابع عشر الميلادي وحتى بداية القرن العشرين، كما سلطت الضوء على الانتعاش الاقتصادي الكبير الذي شهدته الزبارة منذ 300 عام. اكتشافات من أهم الآثار المكتشفة في «الزبارة» رسم على جدار لصالة مستطيلة الشكل، محفورة عليه نقوش لسفينة يعود تاريخها إلى 250 سنة، وتكمن أهمية هذه النقوش في أنها نوع من أنواع الفن الشعبي، وكذلك تُظهر النشاطات البحرية للسكان القدامى في تلك الفترة. كما اكتشفت الحملات أيضاً بعض قطع الفخار التي وجدت داخل أحد البيوت السكنية، وعدد من القطع النقدية على أرضية بيت قديم، وتم العثور أيضاً على قطعتين من الخزف الهولندي تم صناعتهما في بداية القرن العشرين، الأولى هي عبارة عن طاسة من الخزف، مزخرفة بزخرفة نباتية على شكل زهور على الإطار، وملونة بلون بني مائل إلى الإحمرار، ومرسوم على قاعدتها خاتم يحمل جملة «صنع في هولندا» مع اسم المصنع (شركة الفخار) ومكان الإنتاج من خلال رسم لأسد وهو شعار الشركة المنتجة، وقد تم تصنيع هذه الطاسة في «مستريش»، وهي مركز مهم لصناعة الخزف في منتصف القرن التاسع عشر في هولندا، حيث استمر في صناعة الخزف والفخار حتى العام 1960 باستعمال وسائل ميكانيكية حديثة وأيضاً زخرفة غنية بطريقة الطباعة بشكل شفاف.. أما القطعة الثانية، فتحمل رسماً لأبي الهول، وهو أقدم نقش تم العثور عليه في الزبارة لهذا الحيوان الأسطوري على قاعدة قطعة طاسة من الخزف، وهو عبارة عن رمز هولندي يعود إلى أوائل القرن العشرين، ويفسر المكتشفون أن وجود هذه الآثار الغربية يظهر التبادل التجاري القطري الواسع مع أوروبا خلال تلك الفترة. تقع قلعة الزبارة في منطقة الزبارة في شمال دولة قطر، وبنيت من الحجارة المقطوعة والحجارة البحرية مع استخدم الطين داخل الجدران، ومادة الجص كغطاء لواجهات الجدران والأرضيات، كما استخدمت جذوع النخيل والدنجل والباسجيل والمنغرور وحبال الليف للأسقف. والقلعة مربعة الشكل، طول كل ضلع من أضلاعها 24 متراً، ولها أربعة أبراج ركنية، ثلاثة منها دائرية والرابع مستطيل، وتعلو الأبراج الأربعة شرفات مسننة تشبه أوراق الشجر. يتخلل جميع الجدران مجموعة كبيرة من المزاغل للرمي، أما من الدخل فهي تتكون من صحن مكشوف ونحو 7 غرف وسقيفتين، وتحتوي الأبراج العلوية على 4 غرف.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©